فرصة ذهبية .. هل نغتنمها ..؟

منذ 2018-03-20

رجب.. فرصة ذهبية كبيرة، في مهلة زمنية قصيرة، يمكن استغلالها في نزع الغل من الصدور، وتبريد القلوب حتى لا تفور كالقدور، وفوق ذلك تكثير الأجور والتعرض لرحمات العزيز الغفور

فرصة ذهبية .. هل نغتنمها ..؟

تعظيم شعائر الله بإقامة شرائعه يحتاج من كل منا إلى برهان؛ يُدلل على ما وَقَرَ في القلوب من الإيمان، كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج: 32]..ومن شعائر الله الواجب احترامها والوقوف عندها؛ تعظيم الأشهر الحُرُم، وأولها شهر رجب الذي بدأ، وقد دعانا الله تعالى في هذه الأشهر أن نكُفَّ عن ظلم أنفسنا، ونصون قلوبنا وألسنتنا وأيدينا عن الخوض في أذى بعضنا، إذ المؤمنون كنفسٍ واحدة، قال سبحانه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36]. 

وحتى لانظلم أنفسنا في الأشهر الحرم؛ لابد من الكف عن المظالم والمحارم كلها، في النفس والعرض والمال {وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج: 30].. وخير للإنسان الذي يُبتلى بنوع من الظلم ألا يرده بأنواع أشنع؛ فذلك يُنشئ حالة من تبادل المظالم التي تنتهك بها المحارم و ترتكب فيها المظالم التي أبغضها الله فقال «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرمًا، فلا تَظَالموا»  (رواه مسلم/ 2577). ومن أكثر المظالم ما يقع بين كثير من عوام المسلمين من إطلاق الألسن في الأعراض والنوايا، بعد تنقيب معيب عن الأسرار والسرائر والطوايا، بدعوى رد الاعتبار أو النصيحة، أو قول الحق ولو كان مُرًا..!.. وأَمَرُّ وأقبح من فعلهم هذا الناشئ عن جهلهم؛ ما يكون بين بعض الدعاة والمحسوبين على العلم، من الذين يُفترض أنهم قدوة وأسوة، من استباحة عرض مسلم أو دمه أو ماله..

أذى المسلمين باب شر مفتوح، ونذير شؤم لأهله في الدنيا والآخرة
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} إطلاق اللسان في أعراض الناس من أكبر موارد البوار الموصل للنار؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ - رضي الله عنه - وهو مَنْ هو؛ ورعًا وحرصًا وتُقىً: «كُفَّ عليك هذا؛ وأشار إلى لسانه». قال: يا نبيَّ الله! وإِنَّا لَمُؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكِلتك أمُّك.. وهل يكُبُّ الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم» (أخرجه الترمذي /2616) وصححه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب / 2866).

وعندما تعج بعض ساحات المسلمين بالمظالم الناشئة عن اختلاف القلوب واختلاف التوجهات، فلا تسأل عن أسباب الهلكة وتسلط الأعداء. و (رجب).. فرصة ذهبية كبيرة، في مهلة زمنية قصيرة، يمكن استغلالها في نزع الغل من الصدور، وتبريد القلوب حتى لا تفور كالقدور، وفوق ذلك تكثير الأجور والتعرض لرحمات العزيز الغفور - سبحانه - وهذه الفرصة تجيء على صورة فريضة شرعية تتأكد في الأشهر الحرم، ويزيد من فرضيتها ما يعانيه أهل الإسلام من ضرر واقع وضرورات واقعية... تدعونا (جميعًا).. أن نعتصم بحبل الله (جميعًا).. وأن نتقي الله في بعضنا بعضًا، فيكُف بعضنا عن بعض، ويتفرغ بعضنا للبحث في سبل الإصلاح بين بعضنا البعض..
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}  [الحجرات: 10]..

نعم..نريد أن نتراحم فيما بيننا...حتى يرحمنا الله ويلطف بنا..

ملاحظة/ كتبت هذا المنشور في مثل هذا اليوم من العام الماضي.. ولاتزال الحاجة إلى معانيه ماسة في هذا العام وفي كل عام.. 

  • 2
  • 0
  • 4,832

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً