حكاية هذا العمل الصالح اليومي (المقال الثاني) .. !

منذ 2018-04-08

على الجانب الآخر فإن المُقصّر في حقهم البخيل عليهم المانع منهم وهو عامد لذلك إنما هو على خطر عظيم واثم صريح..

على الجانب الآخر فإن المُقصّر في حقهم البخيل عليهم المانع منهم وهو عامد لذلك إنما هو على خطر عظيم واثم صريح، بل إن الامتناع من النفقة الواجبة محرم بل من كبير الذنوب: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ» (صحيح ابن حبان [4240]).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يَحبِسَ، عمّن يملكُ، قُوتَه» (صحيح مسلم [996]).

يقول ابن بطال: "يُنْفِق عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَنْ تَلْزَمُهُ النَّفَقَةُ عَلَيْهِ غَيْرَ مُقَتِّرٍ عَمَّا يَجِبُ لَهُمْ وَلَا مُسْرِفٍ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا} [الفرقان:67] وَهَذِهِ النَّفَقَةُ أَفْضَلُ مِن الصَّدَقَةِ وَمِنْ جَمِيعِ النَّفَقَاتِ".

قال ابن قدامة تعليقا على قول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي بخل عليها زوجها: «خُذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروفِ» (صحيح البخاري [5364]): "وفيه دلالة على وجوب النفقة لها على زوجها، وأن ذلك مقدَّر بكفايتها، وأن نفقة ولده عليها دونها بقدر كفايتهم، وأن ذلك بالمعروف، وأن لها أن تأخذ ذلك بنفسها من غير علمه إذا لم يُعطها إياه". 

ثم تعال هنا أيها البخيل المُقتّر عليهم، ودعني أسألك: "من يُنفق على أبنائك إذا أنت لم تنفق عليهم؟! ومن يمنحهم إذا لم تمنحهم؟!".

البعض يتحجج بوجود ما هو أهم من أن يهبهم أو يمنحهم، ودعني أسوق إليك كلام النبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينارٌ أنفقته في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلِك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلِك» (صحيح  مسلم [995]).

قال المُناوي في فيض القدير: "ومقصود الحديث الحثّ على النفقة على العيال وأنها أعظم أجراً من جميع النفقات كما صرّحت به رواية مسلم: «أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلِك»". انتهى.

قال النووي في شرح مسلم: "قال صلى الله عليه وسلم في رواية ابن أبي شيبة: «أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلِك» مع أنه ذكر قبله النفقة في سبيل الله وفي العتق والصدقة ورجح النفقة على العيال على هذا كله لما ذكرناه". انتهى.

وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ، أحفظَ أم ضيَّعَ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه» (السلسلة الصحيحة [1636]).

وعن المقدام بن مَعْد يَكْرِب رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أطعمتَ نفسَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمت ولدَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمت زوجتَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمت خادمَك فهو لك صدقةٌ» (صحيح الترغيب [1955])".

Editorial notes: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد روشة

داعية و دكتور في التربية

  • 1
  • 0
  • 11,230

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً