مع القرآن - ما أنتم عليه بفاتنين

منذ 2018-04-17

الشواهد في الدنيا تشير إلى أن أعداء الله يجمعون للصد عن دينه كل قواهم المادية و البشرية و العقلية و يرمون كل ما لديهم من شبهات في طريق المؤمنين، و في النهاية يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت و يضل الكافرين.

ما أنتم عليه بفاتنين

{فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ}:

وجه تعالى خطابه متحدياً أعداءه و معلماً إياهم بأنهم و ما يعبدون من دون الله سواء هذا المعبود صنماً أو شيطاناً من شياطين الجن أو الإنس الطغاة أقل شأناً من أن يفتنوا عبداً مؤمناً مخلصاً لله، وإنما يستجيب لدعوتكم ضعاف الإيمان سفهاء العقول الذين ضرب المرض أطنابه في قلوبهم الخربة فانصاعوا لأوامركم و ساروا في طريقكم.

و الشواهد في الدنيا تشير إلى أن أعداء الله يجمعون للصد عن دينه كل قواهم المادية و البشرية و العقلية و يرمون كل ما لديهم من شبهات في طريق المؤمنين، و في النهاية يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت و يضل الكافرين، ليصلى أهل الجحيم نارهم باستحقاق، و ليدخل دار الكرامة من عصمه الله برحمة من الله و فضل.

{فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ} [الصافات 161 – 163].

 
قال السعدي في تفسيره:

أي: إنكم أيها المشركون ومن عبدتموه مع اللّه، لا تقدرون أن تفتنوا وتضلوا أحدا إلا من قضى اللّه أنه من أهل الجحيم، فينفذ فيه القضاء الإلهي، والمقصود من هذا، بيان عجزهم وعجز آلهتهم عن إضلال أحد، وبيان كمال قدرة اللّه تعالى، أي: فلا تطمعوا بإضلال عباد اللّه المخلصين وحزبه المفلحين.

  • 1
  • 0
  • 6,857
المقال السابق
وجعلوا بينه و بين الجنة نسباً
المقال التالي
وما منا إلا له مقام معلوم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً