مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله

منذ 2018-05-31

{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [الزمر 55-59]

{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} :

تحذير من الله عز وجل لكل غافل متمادي في الغفلة : أفق قبل أن تتحسر و تندم ولات حين مندم , ساعتها لن تنتفع بسخريتك و لا ضحكاتك التي ضحكت و أضحكت بها في الدنيا متلهياً عن طريق الله و أمره.

و ساعتها لن ينفعك التمنى فلا عمل هناك و إنما هو الحساب و الجزاء, فلن ترد إلى الدنيا لتعمل و لن تعطى فرصة أخرى بعدما استنفدت رصيدك من الإمهال في حياتك الدنيا.

قال تعالى:

{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [الزمر 55-59]

قال السعدي في تفسيره:

ثم حذرهم { { أَن} } يستمروا على غفلتهم، حتى يأتيهم يوم يندمون فيه، ولا تنفع الندامة.و { {تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } } أي: في جانب حقه. { {وَإِنْ كُنْت} } في الدنيا { {لَمِنَ السَّاخِرِينَ } } في إتيان الجزاء، حتى رأيته عيانا.

{ {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} } و"لو" في هذا الموضع للتمني،.أي: ليت أن اللّه هداني فأكون متقيا له، فأسلم من العقاب وأستحق الثواب، وليست "لو" هنا شرطية، لأنها لو كانت شرطية، لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم، وهو حجة باطلة، ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة.

{ {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ } } وتجزم بوروده { {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} } أي: رجعة إلى الدنيا لكنت { {مِنَ الْمُحْسِنِينَ } } قال تعالى: إن ذلك غير ممكن ولا مفيد، وإن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها، إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول.

{ { بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} } الدالة دلالة لا يمترى فيها. على الحق { {فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ } } عن اتباعها { {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } } فسؤال الرد إلى الدنيا، نوع عبث، { {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 11
  • 1
  • 83,048
المقال السابق
لا تقنطوا من رحمة الله
المقال التالي
ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة
  • Elyou Una

      منذ
    لماذا حجة القضاء والقدر باطلة اوليس الله من اراد لهؤلاء الناس ان لايصدقو ويكذبو اياته! ولماذا اصلا يلام الانسان على عدم التصديق ارى ان هاذا ظلم اريد جوابا مقنعا..،
  • Abo khalil

      منذ
    قال الله سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69} ) . قال ابن القيم :وقد ضمن سبحانه زيادة الهداية للمجاهدين في سبله، ولم يخبر أنه يضلهم ويبطل سعيهم، وكذلك ضمن زيادة الهداية للمتقين الذين يتبعون رضوانه، وأخبر أنه لا يضل إلا الفاسقين الذين ينقضون عهده من بعد ميثاقه، وأنه إنما يضل من آثر الضلال واختاره على الهدى؛ فيطبع حينئذ على سمعه وقلبه، وأنه يقلب قلب من لم يرض بهداه إذا جاءه ولم يؤمن به ودفعه ورده، فيقلب فؤاده وبصره عقوبة له على رده ودفعه لما تحققه وعرفه، وأنه سبحانه لو علم في تلك المحال التي حكم عليها بالضلال والشقاء خيرا لأفهمها وهداها، ولكنها لا تصلح لنعمته ولا تليق بها كرامته، وقد أزاح سبحانه العلل وأقام الحجج، ومكن من أسباب الهداية، وأنه لا يضل إلا الفاسقين والظالمين، ولا يطبع إلا على قلوب المعتدين، ولا يركس في الفتنة إلا المنافقين بكسبهم
  • Abo khalil

      منذ
    قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. قال ابن القيم:وأنه إنما يضل من آثر الضلال واختاره على الهدى؛ فيطبع حينئذ على سمعه وقلبه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً