مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين

منذ 2018-09-18

وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

{إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ} :

أنزل تعالى على ألسنة رسله رسالات فيها من البينات والهدى ما يكفل ضمان السعادة في الدارين , ولله تعالى في كونه آيات تدل على عظمته وربوبيته واستحقاقه الألوهية, ففي السماء آيات وفي الأرض آيات وفي خلق الناس أنفسهم آيات باهرات , في اختلاف الليل والنهار آيات , وفيما أنزل الله من السماء من أرزاق وما بث في الأرض من خيرات آيات باهرات تدل على اقتداره وقوته وملكه وتحكمه سبحانه , كل هذا لم يترك لمكذب بالله حجة ولم يترك لمعاند لله سبيلاً للاحتجاج.

قال تعالى:

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } [الجاثية 1-5]

قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى خبرا يتضمن الأمر بتعظيم القرآن والاعتناء به وأنه { {تَنْزِيلُ } } { {مِنَ اللَّهِ} } المألوه المعبود لما اتصف به من صفات الكمال وانفرد به من النعم الذي له العزة الكاملة والحكمة التامة.

ثم أيد ذلك بما ذكره من الآيات الأفقية والنفسية من خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من الدواب وما أودع فيهما من المنافع وما أنزل الله من الماء الذي يحيي به الله البلاد والعباد.

فهذه كلها آيات بينات وأدلة واضحات على صدق هذا القرآن العظيم وصحة ما اشتمل عليه من الحكم والأحكام، ودالات أيضا على ما لله تعالى من الكمال وعلى البعث والنشور.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 3
  • 3
  • 16,184
المقال السابق
إن المتقين في مقام أمين
المقال التالي
يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً