مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - ثم جعلناك على شريعة من الأمر

منذ 2018-09-23

إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ

{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } :

السعادة كل السعادة والمنة الكبرى التي امتن الله بها على عباده المؤمنين هي الإيمان  بالشريعة وتطبيق ما فيها من عقائد وأحكام وأخلاق , فبها يبصر المؤمن طريقه وبها تحصل صيانته الكاملة وبها يدخل الجنة بإذن الله , فهي دليل الحيارى في الدنيا وسبيل البصيرة  والفرقان لأهل الإيمان, فإياك ثم إياك أن تترك الشريعة لتتعصب لأهواء الناس ومشاربهم , فلن يغني عنك من تعصبت له واتبعت هواه من الله شيئاً, فإن كنت لله ولياً فأهل الأهواء بعضهم أولياء بعض , ارتضوا بولاية هواهم وقدموها على ولاية الله , والله ولي المتقين.
قال تعالى :

{ {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} } [الجاثية 18-19]

قال السعدي في تفسيره :

أي: ثم شرعنا لك شريعة كاملة تدعو إلى كل خير وتنهى عن كل شر من أمرنا الشرعي { {فَاتَّبِعْهَا } } فإن في اتباعها السعادة الأبدية والصلاح والفلاح، { { وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } } أي: الذين تكون أهويتهم غير تابعة للعلم ولا ماشية خلفه، وهم كل من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم هواه وإرادته فإنه من أهواء الذين لا يعلمون.

{ {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا }} أي: لا ينفعونك عند الله فيحصلوا لك الخير ويدفعوا عنك الشر إن اتبعتهم على أهوائهم، ولا تصلح أن توافقهم وتواليهم فإنك وإياهم متباينون، وبعضهم ولي لبعض { {واللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} } يخرجهم من الظلمات إلى النور بسبب تقواهم وعملهم بطاعته.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 5
  • 0
  • 11,135
المقال السابق
فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم
المقال التالي
هذا بصائر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً