مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب

منذ 2018-12-07

وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ

{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} :

كيف بك وبالخلق يوم تسمعون صيحة البعث يوم ينفخ إسرافيل في الصور فيخرج الناس سراعاً وقد بعثوا للحياة الحقيقية , فالكل مرجعه إلى الله وهو سبحانه من يملك الحياة والموت والبعث والنشور والجزاء الحق للمحسنين والمسيئين , وكل ذلك على الله يسير.

فلا يحزنك إعراض المعرضين واستكبار المستكبرين وكلام الكارهين فالله يعلم سبحانه ما يسرون وما يعلنون, أما أنت والمؤمنين معك فما عليكم إلا البلاغ والتذكير.
قال تعالى :

 {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}  [ق 41-45]

قال السعدي في تفسيره:

أي: { {وَاسْتَمِعْ} } بقلبك نداء المنادي وهو إسرافيل عليه السلام، حين ينفخ في الصور { مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ } من الخلق 

{ {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ} } أي: كل الخلائق يسمعون تلك الصيحة المزعجة المهولة { {بالحق} } الذي لا شك فيه ولا امتراء.

{ {ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} } من القبور، الذي انفرد به القادر على كل شيء، ولهذا قال: { {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ } } أي: عن الأموات 

{ {سِرَاعًا} } أي: يسرعون لإجابة الداعي لهم، إلى موقف القيامة، { {ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } } أي: هين  على الله يسير لا تعب فيه ولا كلفة.

{ {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } } لك، مما يحزنك، من الأذى، وإذا كنا أعلم بذلك، فقد علمت كيف اعتناؤنا بك، وتيسيرنا لأمورك، ونصرنا لك على أعدائك، فليفرح قلبك، ولتطمئن نفسك، ولتعلم أننا أرحم بك وأرأف، من نفسك، فلم يبق لك إلا انتظار وعد الله، والتأسي بأولي العزم، من رسل الله، { {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } } أي: مسلط عليهم { { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } } ولهذا قال: { { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } } والتذكير، هو تذكير ما تقرر في العقول والفطر، من محبة الخير وإيثاره، وفعله، ومن بغض الشر ومجانبته، وإنما يتذكر بالتذكير، من يخاف وعيد الله، وأما من لم يخف الوعيد، ولم يؤمن به، فهذا فائدة تذكيره، إقامة الحجة عليه، لئلا يقول: { {ما جاءنا من بشير ولا نذير } }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 8
  • 1
  • 19,343
المقال السابق
وما مسنا من لغوب
المقال التالي
والذاريات ذرواً

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً