مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وأنه هو أغنى وأقنى

منذ 2019-01-12

وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ (48)وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَىٰ (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ (55) النجم

{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَى} :

هو وحده سبحانه يملك الغنى والعطاء لعباده وهو المالك لكل ما في أيديهم وبفضله وحده تملك العباد واقتنوا ما يملكون.

وهو رب النجوم كلها والكواكب السيارة والممالك العلوية والسفلية ومن عباده ذاك النجم الذي عبده أهل الجاهلية وهو نجم الشعرى , فلا رب ولا مالك ولا مهيمن على كل تلك الممالك العلوية والسفلية  إلا الله الواحد القهار سبحانه.

يمهل العصاة والجبابرة والمستكبرين عن شريعته أعداء الرسل وأعداء الأولياء وأعداء الصلاح والصالحين والمصلحين في كل عصر , فإذا تمادوا وغرتهم المهلة أخذهم أخذ عزيز مقتدر , كما أخذ عاد قوم هود الذين غرتهم قواهم فأهلكهم بريح صرصر عاتية , ومثلهم ثمود قوم صالح ومثلهم قوم نوح عليه السلام ومثلهم قوم لوط لما أمر جبريل برفعهم إلى السماء ثم قذفهم بديارهم من عل فغشيهم من العذاب ما لم يكونوا يحتسبون إذ غرتهم شهواتهم وألهتهم دنياهم عن التوبة والإصلاح.

فبأي نعم الله تغتر وتشك وتظن بالله الظنون وتبتعد وتستكبر وأنت الفقير إليه الخاضع لإرادته.

قال تعالى :

  {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ (48)وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَىٰ (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ (55) }   [النجم 49-55]

قال السعدي في تفسيره:

{ {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} } أي: أغنى العباد بتيسير أمر معاشهم من التجارات وأنواع المكاسب، من الحرف وغيرها، وأقنى أي: أفاد عباده من الأموال بجميع أنواعها، ما يصيرون به مقتنين لها، ومالكين لكثير من الأعيان، وهذا من نعمه على عباده أن جميع النعم منه تعالى  وهذا يوجب للعباد أن يشكروه، ويعبدوه وحده لا شريك له

{ {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} } وهي النجم المعروف بالشعرى العبور، المسماة بالمرزم، وخصها الله بالذكر، وإن كان رب كل شيء، لأن هذا النجم مما عبد في الجاهلية، فأخبر تعالى أن جنس ما يعبده المشركون مربوب مدبر مخلوق،

فكيف تتخذ إلها مع الله 

{ {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} } وهم قوم هود عليه السلام، حين كذبوا هودا، فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية

{ {وَثَمُودَ} } قوم صالح عليه السلام، أرسله الله إلى ثمود فكذبوه، فبعث الله إليهم  الناقة آية، فعقروها وكذبوه، فأهلكهم الله تعالى، { {فَمَا أَبْقَى} } منهم أحدا، بل أهلكهم الله عن آخرهم 

{ {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى } } من هؤلاء الأمم، فأهلكهم الله وأغرقهم في اليم

{ {وَالْمُؤْتَفِكَةَ} } وهم قوم لوط عليه السلام { {أَهْوَى} } أي: أصابهم الله بعذاب ما عذب به أحدا من العالمين، قلب أسفل ديارهم أعلاها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل.

ولهذا قال: { {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} } أي: غشيها من العذاب الأليم الوخيم ما غشى أي: شيء عظيم لا يمكن وصفه.

{ {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} } أي: فبأي: نعم الله وفضله تشك أيها الإنسان؟ فإن نعم الله ظاهرة لا تقبل الشك بوجه من الوجوه، فما بالعباد من نعمة إلا منه تعالى، ولا يدفع النقم إلا هو.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 3
  • 0
  • 8,872
المقال السابق
وأن سعيه سوف يرى
المقال التالي
هذا نذير من النذر الأولى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً