تأملات علمية في إبداع الذات الإلهية - الكائنات الحية (الحلقة الرابعة)

منذ 2019-02-20

كما توجد داخل أجسام السمك بالونات مليئة بالهواء تساعد على حفظ توازن جسم السمكة في أعماق الماء.

 

أحمد السعيد

وبعد هذه الرحلة في جسم الإنسان وبعدما رأيناه من بديع خلقه سبحانه في جسد الإنسان؛ نبحر سويًا في رحلة سريعة عن الكائنات الحية وخصائصها المدهشة التي خلقها المولى سبحانه وتعالى كل كائن على حدة !.

الرائحة المدهشة !:

خلق المولى عز وجل لبعض الكائنات خاصية مميزة؛ وهي تمييز المكان الذي تتواجد فيه مجموعة من تلك الكائنات برائحة مميزة؛ فالغزلان تفرز من فكها الأسفل لعابا له رائحة تشبه رائحة القطران تتركه فوق الحشائش وأغصان الشجر؛ وهي رائحة تتقبلها بقية الغزلان فتعرف أن هذه المنطقة تخص مجموعة أخرى من الغزلان، ونفس الشئ في الأيل الذي يخرج رائحة من أسفل أرجله الخلفية؛ وكذلك تفعل الأرانب التي تفرز من أفواهها رائحة مميزة تشير بها إلى مكانها.

الأرانب والحماية الإلهية !:

ميز الله معظم الأرانب التي تعيش في المناطق الباردة باللون الأبيض؛ وهذه خاصية هامة جدا لحماية الأرانب فيسهل اختفائها؛ و لا يتم تمييزها من بين الثلوج!!.

أما الأرنب الأمريكي المتواجد في الصحاري الأمريكية فقد خلق الله له أذنان كبيرتان تحمياه من درجة الحرارة المرتفعة!.

الكلاب وخواصها العجيبة !:

هناك أنواع من الكلاب تتميز بالشراسة والوحشية؛ ولكن في نفس الوقت تكون تلك الكلاب وفية لصاحبها؛ بل تفديه بروحها لإنقاذه من الخطر، فهذا من تدبير الخالق عز وجل لتلك الأنواع التي تُستخدم في أغراض الحراسة والتأمين.

أما عن خواص الكلاب الجسدية بصفة عامة فهي تتميز بكثرة عدد أسنانها؛ إذ يبلغ عدد أسنان الكلاب إلى 42 سنًا _أي أنها أكبر من أسنان البشر ب10 سنون_ وهذا له حكمة لطيفة؛ فذلك من أجل أن تتمكن الكلاب من أكل العظام بدون تعب!.

أما عن السمع فتتميز الكلاب بحاسة سمع قوية؛ إذ تبلغ قوة سمعها أربعة أضعاف حاسة السمع لدى الإنسان !!، وهذا لحكمة أيضًا؛ فهذا يجعلها ترصد الخطر بشكل أسرع من الإنسان؛ مما يجعلها مهيأة لأغراض الحراسة والتأمين.

أما حاسة الشم فهي قوية أيضًا لدى الكلاب؛ فمركز استقبال الروائح الموجود بالمخ أكبر بـ 40 مرة من مركز استقبال الروائح لدى الإنسان !!، مما يجعلها مهيأة ليس فقط لأعمال الحراسة بل لأعمال الصيد أيضًا؛ فكلاب الصيد تستطيع تعقب رائحة الصيد ولو كان على بعد عدة كيلومترات!!.

{أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت} :

الجمل؛ ذلك الحيوان الصحراوي الذي يتحمل العطش والجوع لأيام طوال؛ إنه سفينة الصحراء بلا منازع !، ولكن هلا عرفنا سبب تحمل هذا المخلوق للعطش والجوع لأيام طوال؟؟

الإجابة تكمن في سنام الجمل؛ فسنامه يحتوي على كمية كبيرة من الدهون_ قد تصل أحيانًا إلى 100 : 120 كيلوجرام؛ فهذه الدهون في حالة العطش تتحول إلى ماء !!؛ وفي حالة الجوع تتحول إلى طاقة !!، فسبحان من عرف احتياجات هذا المخلوق من الغذاء والماء فخلق له سنامًأ!!!.

أما فيما يتعلق بوجه الجمل فقد تم اكتشاف جيوب أنفية للجمل (ممرات داخل عظام الوجه) واكتشف العلماء أن فائدتها تكمن في تبريد الهواء الساخن الداخل إلى الأنف؛ وبالتالي تبريد الأوعية الدموية التي تغذي المخ ؛ فيدخل الدم إلى المخ باردا مما يحمي الجمل من درجة الحرارة المرتفعة.

الخيول وصفاتها الرائعة !!:

الخيول؛ تلك الكائنات الفريدة التي طالما استخدمها الإنسان قديمًا في أغراض الحرب والقتال؛ فتلك الخيول لها أسنان طويلة مغروسة في عمق الحنك؛ وهذه الأسنان الطويلة لها حكمة وأي حكمة؛ فالخيول تأكل الحشائش الصلبة الملوثة بالأتربة والغبار؛ مما يجعل أسنانها تتأكل بسرعة؛ ولكن بفضل تلك الأسنان الطويلة المغروسة في العمق فإن الأسنان تجدد نفسها بنفسها؛ فكلما تأكلت الأسنان ظهر الجزء الخفي المغروس في العمق !!، وهكذا فلا تتلف أسنان الخيول أبدًا !!!.

أما عن خواصها الأخرى فإن أرجلها ليست صالحة لتحمل الأثقال فقط؛ ولكنها مهيأة للركض أيضًا؛ وذلك لحكمة استخدام الإنسان لها في الحروب والقتال طيلة القرون الماضية.

كما أن لها في عظام أرجلها قدرات تساعدها على مجابهة التعب كلما زادت سرعتها؛ فكلما زادت السرعة قل التعب؛ وهذا أشبه ما يكون بنظام ضبط سرعة السيارة؛ فكلما زادت السرعة تقل طاقة الدفع !!!.

الكانجرو العجيب!! :

حيوان الكانجرو هو من أغرب الحيوانات على وجه الأرض!؛ فأنثى الكانجرو تحتفظ بطفلها الصغير في منطقة تسمى بــ"الكيس" فتعتني به وتحميه داخل هذا الكيس!.

وفي داخل هذا الكيس توجد أربعة أثداء؛ ثدي واحد منها لإرضاع الكانجرو حديث الولادة؛ أما الثلاثة الآخرين فلإرضاع الكانجرو الصغير عندما يشتد عوده؛ ومن المدهش أن الحليب المنبثق من الثدي الخاص بحديث الولادة يختلف في درجة حرارته وفي  قيمته الغذائية عن الحليب المنبثق من الثلاث أثداء الأخرى وذلك نظرًا لاختلاف الاحتياجات بين الكانجارو حديث  الولادة والكانجارو الذي اشتد عوده قليلًا !!.

ليس هذا فحسب بل إن أنثى الكانجارو من الممكن أن تنجب أكثر من طفل في فترات متقاربه؛ فيتعرف الكانجارو حديث الولادة على الثدي المخصص له؛ وكذلك يتعرف الكانجارو الذي اشتد عوده على الثدي الآخر المخصص له !!!، فسبحان من دبر و خلق كل هذا الإبداع !!!!.

إعجاز تحت الماء !!:

كل ما ذكرناه آنفًا هو إعجاز الخالق سبحانه في الحيوانات البرية؛ ولكن إذا غصنا تحت مياة البحار والمحيطات فسنجد إبداعا ربما يدهشنا بشكل أكبر!!.

فالأسماك ترى من خلال غشاء شفاف يغطي العينين (هذا الغشاء مثل النظارة التي يستخدمها الغواص في أعماق البحار) هذا بالنسبة للأجسام القريبة، أما بالنسبة للأجسام البعيدة فعندما تنظر السمكة للأجسام البعيدة ينقشع هذا الغشاء الشفاف وتحل محله آليات خاصة تقوم بدور الإبصار على أكمل وجه.

كما توجد داخل أجسام السمك بالونات مليئة بالهواء تساعد على حفظ توازن جسم السمكة في أعماق الماء.

وفيما يتعلق بالأسماك الكبيرة فعندما ترغب تلك الأسماك في تنظيف أسنانها من الطفيليات فإنها تسمح للأسماك الصغيرة بدخول فمها لتنظيفه من تلك الطفيليات؛ ففي حين تستفيد الأسماك الكبيرة من الأسماك الصغيرة في تنظيف أسنانها؛ تستفيد أيضاً الأسماك الصغيرة بإشباع بطونها من تلك الطفيليات !!!، وسبحان من خلق ذلك الإنسجام؛ فإن الأسماك الكبيرة لا تتعرض بأذى لتلك الأسماك الصغيرة عندما تُنهي مهمتها!!!، فمن الذي ألهم الأسماك الكبيرة بعدم إضرار الأسماك الصغيرة ؟؟؟!!!، ومن الذي طمئن الأسماك الصغيرة بأنها لن تُؤذى عندما قيامها بذلك؟؟؟!!!، إنه إلهام الحكيم اللطيف !!!!!.

بالإضافة إلى ذلك فهناك أنواع من الأسماك تمتلك مصابيح مضيئة تحت الماء؛ ويكون ذلك لأغراض مختلفة منها رؤية الأشياء؛ و التعارف بهدف الزواج؛ واصطياد الفرائس؛ ومن روائع إبداع الخالق أن لكل نوع من تلك الأسماك المضيئة شكل خاص بها فيما يتعلق بكيفية الإضائة !!.

كانت تلك رحلة سريعة في عجائب خلق الله سبحانه في الكائنات الحية البرية والبحرية.

المراجع:

  • كتاب "الحياة.. تصميم..لا صدفة- ردود علمية على التفسيرات الإلحادية لنشأة الحياة وتنوعها" – تأليف: د. نور الدين أبو لحية.
  • مقال بعنوان "الإعجاز الإلهي في خلق الإبل" – منشور على موقع موسوعة الإعجاز في القرآن والسنة- إعداد/ أ. عبد القادر شحرور.
  • مقال بعنوان "الاسماك المضيئة من عجائب خلق الله" منشور على موقع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية:

 

أحمد السعيد

كاتب إسلامي متخصص في التاريخ

  • 0
  • 0
  • 4,861
المقال السابق
الحلقة الثالثة: "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون"
المقال التالي
كوكب الأرض (الحلقة الخامسة)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً