الشذوذ الجنسي لدى الغرب
ملفات متنوعة
القتل والشذوذ الجنسي كلاهما مفسد للنوع الإنساني، فالذي يقال عن القتل، وسفك الدماء، يقال على المثلية الجنسية.
- التصنيفات: العلاقة بين الجنسين -
من الرذائل القبيحة والبدع غير الجميلة؛ التي تجسدت في داخل هذه الطائفة، التي تزعم الحداثة: الشذوذ الجنسيأو ما اصطلحوا عليه بإسم (المثلية الجنسية)، وما يفوق هذه الرذيلة في القبح هو التبرير لها، بل البعض من هؤلاء دفع بالتبرير بعيدا؛ فقام بإتهام الإسلام بأنه معادي للمثليين! تبريرهم لفعلهم:
مما يدفعنا نرتاب مزيد إرتياب في هذه الحداثة ونحن نقول لهم: لو لم يكن له غير هذه الخصلة، ولو لم يكن له غير هذه الفضيلة؛ لكان واجب إعتناق هذا الدين على كل رجل محترم لم تتلوث فطرته السليمة بعد على يد هذا الكهنوت العلماني الجديد.
يقول هؤلاء الحداثيين: إن الشذوذ ليس شيئًا قبيحًا؛ فإن الشواذ لا يؤذون أحد!
ونحن نقول لهم: هذا غير صحيح. يقول هؤلاء الحداثيين: بأن الأديان السماوية الثلاثة ضد هذا النشاط. ونحن نقول لهم: هذا دليل لها لا عليها، برهان على سموها لا سموكم.
وبعد، نحن نقيم لكم برهان على أن الشذوذ الجنسي كارثة إنسانية عظيمة، وسقوط أخلاقي كبير.
السؤال الأول:
بعد هذا نسأل هؤلاء الحداثيين هل القتل شيء حسن أم قبيح؟ فلابد أن يقال: قبيح، بعدها نسأل و لماذا هو قبيح وليس حسنا؟ فلابد أن يقال: لأنه مفسد للنوع الإنساني، فلو قام الناس يقتلون بعضهم بعضًا لانقرض هذا الذي يسمى إنسانًا، فلو فرضنا مثلا الرجل الأول آدم والمرأة الأولى حواء، قام يقتل أحدهما الآخر، ماكان هناك إنسان ولا إنسانية. ونحن نقول أيضًا: لو ذهب كل رجل إلى رجل وإمرأة إلى إمرأة لانقرض هذا الذي يقال عنه النوع الإنساني، ولو لم يذهب الرجل الأول الذي هو أدم إلى المرأة الأولى التي هي حواء وتزوج كل منهما الآخر لما كان هناك إنسان ولا إنسانية.
القتل والشذوذ وجهان لعملة واحدة:
القتل والشذوذ الجنسي كلاهما مفسد للنوع الإنساني، فالذي يقال عن القتل، وسفك الدماء، يقال على المثلية الجنسية. فإذا كان القتل قبيحًا؛ لأنه مفسد للنوع الإنساني، فالشذوذ الجنسي قبيحا هو الأخر؛ لأنه هو أيضًا مفسد للنوع الإنساني، وإذا كان الشذوذ ليس قبيحا، فالقتل هو الأخر ليس كذلك.
السؤال الثاني:
نسأل مرة ثانية الحداثي، ماتقول في العمى والعرج والبكم، والذين لا يعقلون أي: المجانين؟ هل هذه تسمى نقائص وآفات أم كمالات؟ وباطل أن يقال كمالات فلابد أن يقال نقائص وآفات وبعدها نسأل لماذا العمى نقيصة، والبكم نقيصة، والجنون أو فقدان العقل نقيصة، فلابد أن يقال: بأنه لا يمكن أن يبصر الإنسان بغير العينين والبصر شيء حسن، ولا يمكن أن يتكلم أحد بدون لسان والكلام شيء حسن، ولا يمكن أن يفكر الإنسان بغير العقل والتفكير شيء حسن، ونحن كذلك نقول لا يمكن أن ينجب الإنسان الأبناء بغير لقاء شرعي_ أي رجل وإمرأة_ وإنجاب الأطفال شيء حسن وإنجاب الأبناء شيء فاضل، فإذا كان العمى والبكم والعرج والجنون نقائص وليس كمالات، فكذلك يكون الشذوذ نقيصة، لكنه أقبح النقائص وأرذلها على الإطلاق؛ لأنه لا يضر صاحبه فقط بل يتعدى ويضر المجتمع بأجمعه بأن يمنعه المدد.
السؤال الثالث:
ونسأل الحداثي مرة ثالثة، أين هى إدعاءتك بشأن حقوق المرأة؟ أليس كل النساء، وفي كل الأمكنة و الأزمنة يحببن أن يكن أمهات وزوجات؟ فلابد من: نعم،أليس المرأة تترك بيت أغلى الناس على قلبها، تترك منزل أمها وأبيها وأختها وأخيها؛ لا لشيء سوى لتكون أم وزوجة، وهذه أفضل المتع على قلبها. أليس الشذوذ الجنسي يحرمها من هذا الحق الذي أوجبه لها رب السماء والأرض، وكل مكان؟هناك شواذ أكثر، كلما حُرمت النساء أكثر من هذا الحق المقدس، الذي هو الأمومة الذي لا ينتقص منه إلا فاجر منحل العقدة من كل بر وإحسان. أليست المرأة تحب أن تكون جدة فأين هي حقوق المرأة؟ يا أدعياء حقوق المرأة!
والمسكين هو الأخر والكلام عن الرجل، أليس يحب أن تكون له زوجة، وله أبناء؟ أليس يحب أن يكون أبا، أليس المسكين يتحمل الصلب فوق خشبة المتطلبات اليومية؛ لا لأجل شيء غير أن يرى الأبناء يضحكون هنا ويلعبون هناك ، آه يارب كم إرتفع صوت هؤلاء الطواغيت في العالم!
مجتمع الجاهلية بمكة، والعام الأول من الهجرة:
نقول لهذا الحداثي: تخيل أننا مثلاً في العام الأول للهجرة وإفرض مثلاً أن المجتمع الجاهلي بمكة يبيح السحاق واللواط، وأن مجتمع المدينة المسلم لا يفعل. ألن يرتفع عدد سكان المدينة وسينخفض عدد سكان مكة، وماذا يكون الحال إذا إلتقى الجمعان كما جرت العادة ألن يكون حظ مجتمع المدينة المسلم الذي لا يبيح السحاق واللواط أي الشذوذ الأكثر عددًا في النصر أكبر وحظه في الهزيمة أقل، ألن يكون حظ سكان مكة الأقل عددًا في النصر ، وفي الهزيمة أكثر ؛ إذن تعالميك سيدي المحترم تعاليم سامة وتعاليم تقود نحو الهزيمة.
السؤال الرابع:
ونسأل الحداثي مرة رابعة: أليس الإنسان عندما يكون صغيرًا يكون في حالة ضعف مطلق، والله جعل في قلب الأب والأم من العواطيف النبيلة والمشاعر الطاهرة، ومن الرحمة المقدسة الشيء الكثير؛ لجبر هذا الضعف، وزرع القوة في هذا لإنسان؛ حتى يصير رجلاً قويًا، وجعل في قلب الأبناء نفس هذه العواطيف والمشاعر نحو الأباء والأمهات؛ لجبر ضعف الآباء والأمهات عند الشيخوخة. فلابد من نعم، بعدها نسأل أليس الإنسان معرض لنفس ضعف الأطفال عندما يكبر: فالآلات الجسمية عند الأربعين تبدأ تختل، والعقل مع تقدم السن يضعف لكثيرين، ألا يحتاج من تلك العواطيف النبيلة والمشاعر الطاهرة والرحمة المقدسة التي أعطى الشيء الكثير لجبر ذلك الضعف في حالة الشواذ. أين هم الأبناء الذين أوكل الله لهم القيام بهذا العمل المقدس، في ظل تعاليم الشذوذ هذه من سيقوم بهذا العمل الشريف؟ لا يوجد.
ولو فرضناك قلت المال في هذه الحالة، من سيقوم بهذا العمل، فنسأل هل كل الناس يملكون المال لشراء خدمات الأطباء والممرضين والخدم لخمسة عشر سنة أو أكثر؟ الجواب: لا، ولو فرضنا أنهم يملكون هذا المال، فهل العناية التي سيقوم بها الأبناء هي بنفس درجة التي سيقوم بها المستأجر؟ الجواب: لا، وفي هذه الحالة ألا يكون الشاذ يقاوم النظام الذي خطة الرحمن بيده ليعتني به وبسائر النوع الإنساني، ألا يكون الشاذ هنا_ شاذ عن الحكمة الإلهية_ ألن يكون الشاذ طفيلي يأخذ العناية من الجيل الأول من المجتمع عندما كان ضعيفا معدمًا، ويأخد الوجود من أبيه وأمه، الذين هم أحد أفرد المجتمع، لكنه يأبى أن يعطي العناية كما أخذ لكنه يأبى أن يعطي الوجود الذي أخذ.
ولو قلنا أن الشذوذ ليس قبيحا، فعلينا أن نقول أيضا عندما نرى إنسان يعوي أو يقفز من شجرة إلى أخرى، أن هذه الأمور ليست قبيحة هي الأخرى، فنحن نستقبح العوي عندما يصدر من إنسان؛ لأنه مخالف لجوهره الانساني، ونستقبح القفز من شجرة إلى أخرى لنفس الأمر، لكننا لا نستقبح هذا الفعل من الكائنات الأخرى؛ لأن هذا الفعل ينتمي لجوهرها وكذلك نستقبيح الشذوذ من الرجل لأنه يقوم بفعل هو من جوهر الجنس الأخر، أي النساء.
ولو سألت كيف نعرف ماهو مخالف للجوهر الإنساني مما هو من الجوهر الإنساني؟ فسأجيب: برد الفرع للأصل: والفرع هو الفرد أو مجموعة من الأفراد، والأصل هو المجتمع الإنساني، عندما نرى أحدهم أعمى أو شاذ أو يتسلق الأشجار، أنظر لبقية النوع فإذا وجدتهم شواذ أو عميان أو يتسلقون الأشجار أقول بأن هذا فعل من الجوهر الإنساني، وعندما لا أجد ذلك كذلك أصدر حكمي بأن هذا فعل لا ينتمي للجوهر الإنساني، وهكذا أكون قد قمت برد الفرع للأصل.
وأنت _حفظك الله وجعلك من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون_ لا يخفى عليك ما دفع هؤلاء القوم نحو إقتحام هذه الرذيلة، والتبشير بهذه النقيصة، فالقوم رأوا أن البشرية في زيادة مستمرة، وهذا يسبب الضغط على موارد الأكل والشرب، وفي نفس الوقت لا يمكنهم أن يمنعوا الناس من الزواج، فهذا أمر طبيعي، وهو كأن يمنعوا الناس من الأكل والشرب، فقالوا بهذه الرذيلة وقاموا بالتبرير لها فكان تصريف الغريزة من جهة بحيث لا يمكن عدم فعل ذلك والحد من تكاثر سكان العالم من جهة أخرى.
كشف حقيقة مخططهم:
وأنت إذا نظرت في خريطة تعداد سكان العالم عبر الأزمنة، يظهر الأمر لك واضحًا جليًا، يقال أن منذ 10 آلاف سنة، كان تعداد سكان العالم بين 5 مليون و 10 مليون نسمة، وارتفع هذا التعداد قبل 2000 عام بنحو 170 مليون وقبل 1000 عام بلغ العدد 250 مليون، وقبل 500 سنة بلغ العدد 500 مليون، وفي عام 1804م وصل العدد إلى مليار لأول مرة! وفي عام 1927م بلغ العدد 2 مليار وفي عام 1974م 4 مليار نسمة، وفي عام 1987م 5 مليار نسمة، عام 1999م 6 مليار، كما تقدر الامم المتحدة تعداد سكان العالم عام 2025 بنحو 8 مليار نسمة، وتتوقع أن يصل العدد عام 2050 بنحو 9.2 مليار نسمة. هذا الإرتفاع المستمر للبشرية هو السبب في تبشير هؤلاء بهذه التعاليم الضارة والمبادئ الغير النافعة.
والحجر الأساس الذي بنوا عليه هذه الرذيلة؛ هو نظرية توماس روبرت مالتوس (14 فبراير 1766 - 23 ديسمبر 1834) في التعداد السكاني، فقد لاحظ مالتوس تزايد كل من السكان والموارد الغذائية مع مرور الزمن، ولكنهما لا يتزايدان بنفس المعدل. ويؤدي هذا الإختلال في معدل الزيادة إلى ظهور المظالم الإجتماعية والمجاعات. تقول نظرية مالتوس أن زيادة السكان تكون بمتوالية هندسية، أي هكذا واحد إثنين أربعة ثمانية ستة عشر، في حين أن زيادة المواد الغذائية تكون في شكل متوالية عددية هكذا واحد إثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة، وأشار مالتوس إلى أن السكان العالم قادرون على المضاعفة مرة كل 25 عاماً، إذا لم تقم عقبات تحول دون ذلك. أما الإنتاج الزراعي فإنه لا يستطيع مواكبة هذه الزيادة، هذا هو الذي دفع هؤلاء للتبشير بهذه الرذيلة_ رحمك الله وجعلك من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون_ ألا إنها حق.
الشذوذ الجنسي لدى الغرب.
نبيل عمر ينسي