من أسرار النجاح لطالب العلم الشريف

عبد الفتاح آدم المقدشي

قل للذي أحصى السنين مفاخرا ** يا صاح ليس السر في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشها ** في يقظة أم في عميق سبات

  • التصنيفات: طلب العلم -

{بسم الله الرحمن الرحيم }

أولا : الإخلاص
لابد من تصحيح النيَّة أولاً حتى تثمر أعمالك وتكون مقبولة عند الله ثم عند المخلوقين.
وأيضاً هذا هو سر النجاح والقبول وسر حفظ المعلومات عند طالب العلم وسر النبوغ والبروز للانتاج الثمار المرجوة للدعوة إلى الله ونفع الناس
لذلك لابد من تربية المجتمعات من الأساس بالعقيدة الصحيحة ,فإذا كانت لبنات المجتمع أي أسر المسلمين ضعفاء لا أقوياء بالتوحيد والإيمان والأعمال الصالحات فبلا شكٍّ سيكون المسلمون المجتمعون ضعفاء لا قيمة لهم أبداً في اجتماعهم لو اجتمعوا وأمكن تماسكهم.
قال ابن عثيمين: إذا نوى الإنسان أنه يطلب العلم وهو يريد أن ينفع الناس بعلمه ويذب عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وينشر دين الله في الأرض ثم لم يُقدَّر له ذلك بأن مات مثلاً وهو في طلبه فإنه يكتب له أجر ما نواه وسعى إليه. ا.ه . أنظر شرح العقيدة الواسطية ج2 ص 148 
ثانبا: الاستفادة من الوقت
لو درست سير العلماء في الماضي والعصر الحديث تجد أنهم كانوا وظَّفوا أوقاتهم أحسن توظيف فاستفادوا منه أحسن استفادة , حتى صار مهم من لم يتزوج وتفرغ للعلم وحده كالإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية.
وإنك تتعجب عمر الإمام النووي وانتاجه العلمي الهائل وقد تُوفِّي - رحمه الله - في سن الأربعينيات, هذا ومع قلة الاماكانيات التي عاشه ومع كثرة الاماكانيات التي معنا في هذا العصر من الكهرباء والمواصلات والاتصالات وتسهيلات التكنولوجيا المتنوعة.
قال شيخ عبد المحسن عباد شارح سنن أبي داود:
:" مثل شيخنا عبد العزيز رحمة الله عليه ما كان يجلس إلا في مؤخرة السيارة، وصدرها ما كان يركب فيه، وكان ذلك من أجل أن يكون بجواره الكاتب يقرأ عليه؛ لأنه في سيارته يقرأ كتباً ويكملها، وفي أي مكان يذهب يقرأ عليه كتباً أو يقرأ عليه معاملات، فكان يختار أن يكون في المؤخرة حتى يكون الكاتب بجواره يملي ويكتب. أنظر شرح سنن أبي داود للعباد شريط رقم 304 
وهكذا كان شيخ الألباني اشترى سيكل لتوفير وقته حين كان يريد أن يذهب إلى المكتبة الظاهرية حتى كتب كاتب من الكتاب في جريدة له في برنامجه " المبكيات والمضحكات "
ومع ذلك كان شيخا كبيرا وما كان يبالي ما يقوله الناس عنه أبداً إنما كان همه توفير وقته كما كان له مهنة يكتفي بها وهي تصنيع الساعات فإذا تحصل له ما يكفيه في أيامٍ معينة اكتفى بها ويبقي في مكتبته.
قل للذي أحصى السنين مفاخرا ** يا صاح ليس السر في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشها ** في يقظة أم  في عميق سبات
وأضفت:
وإنها يقظة في علم وعبادة ** وليست غفلة أو لعب في الساحات 
وأضفت:
وإنها يقظة في العلم والعبادة ** وليست غفلة أو لعب في الساحات 
فتنبه لها يا أيها الصاح الداعي ** بطويل العمر عامرا فيه بالبركات

ثالثا: تحديد الهدف 
لابد من اتخاذ منهج متبع لا يحيد عنه الطالب أبداً, إذ إن ذلك مما سيسهِّل لك أن تختصر الطريق وتصل إلى هدفك بأقرب وقتٍ ممكنٍ.
أما العشوائية فبلا شكٍّ فيها إضاعة للعمر بدون طائلٍ. 
رابعاً: العزيمة
لابد من العزيمة على اتِّباع ما اتَّخذته من المنهج القويم بالاستعانة بالله على ذلك أولاً ثم مع الصبر الطويل والعمل الدءوب .
فهذا أيضا عامل مهم جداً للنجاح فيما فصدت إليه من الفوز بالعلم الغزير النافع إن شاء الله
خامسا: الهمة العالية
الهمة العالية والنهمة القوية في طلب العلم والحرص عليه جداً وسهر الليالي مما يوفِّقك الله بتحصيل العلم المبارك بإذن الله فمن طلب العلا سهر الليالي, ولا شك إننا نعيش في زمن قصرت فيه الهمم ورضي الناس بالعيش الدونية , وإنما الدواء والعلاج هو مخالفة تلك الظاهرة المشينة التي فشت بين الناس والاقتداء والتأثُّر بمن تقدموا كيف تقدموا والشعور بتحمل المسئولية للمسلمين في المستقبل لينتفعوا بك في وقت هم بأمس الحاجة إليك إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
عبد الفتاح آدم المقدشي