مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ

منذ 2019-08-12

{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} [الحاقة]

وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ :

في القرآن تذكرة ومرجع لمن خاف مقام ربه والتمس طريق رضاه , تذكرة عقائدية وتذكرة أخلاقية , تذكرة بما أحل الله وتذكرة بما حرم الرب سبحانه وتذكرة بكل ما يريد وبكل ما يحذر منه عباده , ليسلك المتقي طريق الفلاح بالسير على مراد الرب عز وجل.

والله تعالى يعلم أن من الناس من يكذب بكتبه ورسله وآياته, والله تعالى يحصي عليهم أعمالهم التي ستكون عليهم حسرات وندامة يوم القيامة.

وإنه لحق اليقين: وهو أعلى مراتب العلم اليقيني بعد علم اليقين وعين اليقين يأتي حق اليقين وهو اليقين المبني على المعايشة الحقيقية للقرآن والحياة في رحابه وتذوق السعادة في الدارين بالعمل بما فيه.

والله وحده المستحق للتسبيح والتنزيه عن كل عيب ونقص هو الرب العظيم الخالق الكريم جبار السماوات والأرض سبحانه.

قال تعالى:

{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} [الحاقة]

قال السعدي في تفسيره:

{ {وَإِنَّهُ} } أي: القرآن الكريم { {لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } } يتذكرون به مصالح دينهم ودنياهم، فيعرفونها، ويعملون عليها، يذكرهم العقائد الدينية، والأخلاق المرضية، والأحكام الشرعية، فيكونون من العلماء الربانيين، والعباد العارفين، والأئمة المهديين.

{ {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} } به، وهذا فيه تهديد ووعيد للمكذبين، فإنه سيعاقبهم على تكذيبهم بالعقوبة البليغة.

{ {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} } فإنهم لما كفروا به، ورأوا ما وعدهم به، تحسروا إذ لم يهتدوا به، ولم ينقادوا لأمره، ففاتهم الثواب، وحصلوا على أشد العذاب، وتقطعت بهم الأسباب.

{ { وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} } أي: أعلى مراتب العلم، فإن أعلى مراتب العلم اليقين وهو العلم الثابت، الذي لا يتزلزل ولا يزول. واليقين مراتبه ثلاثة، كل واحدة أعلى مما قبلها: أولها: علم اليقين، وهو العلم المستفاد من الخبر. ثم عين اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة البصر. ثم حق اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة. وهذا القرآن الكريم، بهذا الوصف، فإن ما فيه من العلوم المؤيدة بالبراهين القطعية، وما فيه من الحقائق والمعارف الإيمانية، يحصل به لمن ذاقه حق اليقين.

{ {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } } أي: نزهه عما لا يليق بجلاله، وقدسه بذكر أوصاف جلاله وجماله وكماله.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 2
  • 0
  • 7,043
المقال السابق
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ
المقال التالي
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً