مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا

أبو الهيثم محمد درويش

{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)}   [نوح]

  • التصنيفات: التفسير -

  {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} :

من أعرض عن شرائع الله وعادى الأنبياء وأتباعهم وأصر على بغض أوامر الله وكلماته, ومثله كل مشرك بالله , هؤلاء لم يعظموا الرب سبحانه ولم يقدروه حق قدره ولم يوقروه وقد غرتهم مهلة الله وحلمه وأنستهم ما هم فيه من نعم وأنستهم أنه سبحانه من خلقهم أطواراً مختلفة أولها في صلب الآباء ثم في رحم الأمهات ثم في مرحلة طفولة ثم صبا ثم شباب فكهولة وشيخوخة, كلها مراحل وأطوار لا حيلة للإنسان فيها ولا قدرة على تبديل مرحلة أو تأخيرها , فمن كان أمره بيد الله فلابد أن يوقره ويذعن لأوامره ويوقر رسالاته وأنبيائه ويوالي أتباعهم وإلا فهو مغرور مغبون.

قال تعالى:

  {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)}   [نوح]

قال السعدي في تفسيره:

{ {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } } أي: لا تخافون لله عظمة، وليس لله عندكم قدر.

{ { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } } أي: خلقا من بعد خلق، في بطن الأم، ثم في الرضاع، ثم في سن الطفولية، ثم التمييز، ثم الشباب، إلى آخر ما وصل إليه الخلق ، فالذي انفرد بالخلق والتدبير البديع، متعين أن يفرد بالعبادة والتوحيد، وفي ذكر ابتداء خلقهم تنبيه لهم على الإقرار بالمعاد، وأن الذي أنشأهم من العدم قادر على أن يعيدهم بعد موتهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن