مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} :

من إجرامهم في الدنيا أنهم كانوا إذا قيل لهم اركعوا لله وحافظوا على صلواتكم امتنعوا وتكاسلوا, وما دعاهم إلى هذا الصنيع إلا ضعف إيمانهم بالحساب أو انتفائه, فبأي حديث وأي عقيدة بعد عقيدة الرسل الواضحة النقية سيؤمن هؤلاء؟؟

وأي سبيل بعد صراط الله المستقيم سيسلك هؤلاء إلا سبل الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء.

قال تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ(50)} [المرسلات]

قال السعدي في تفسيره:

ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات، وقيل لهم: { { ارْكَعُوا } } امتنعوا من ذلك.
فأي إجرام فوق هذا؟ وأي تكذيب يزيد على هذا؟"

{ {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} } ومن الويل عليهم أنهم تنسد عليهم أبواب التوفيق، ويحرمون كل خير، فإنهم إذا كذبوا هذا القرآن الكريم، الذي هو أعلى مراتب الصدق واليقين على الإطلاق.

{ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} } أبالباطل الذي هو كاسمه، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل؟ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين؟.
فليس بعد النور المبين إلا دياجى الظلمات، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين ، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه.
فتبا لهم ما أعماهم! وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم!
نسأل الله العفو والعافية .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن