وجوه يومئذ مسفرة
أبو الهيثم محمد درويش
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40)تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)} [عبس]
- التصنيفات: التفسير -
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ} :
في مفارقة هائلة في مآلات أبناء الدنيا وأبناء الآخرة, يميز الله تعالى بين وجوه الطائعين ووجوه المجرمين, فالفرق كبير والبون شاسع بين من نضر الله وجهه ونوره, وامتلأ استبشاراً بما ينتظره, وبين من ملأ وجهه الغبار وكساه السواد, بسبب كفره وفجوره السالف في الدنيا.
قال تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40)تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)} [عبس]
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله ( {وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة} ) أي يكون الناس هنالك فريقين ( {وجوه يومئذ مسفرة} ) أي مستنيرة.
( {ضاحكة مستبشرة } ) أي مسرورة فرحة من سرور قلوبهم قد ظهر البشر على وجوههم وهؤلاء أهل الجنة.
( {ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة} ) أي يعلوها ويغشاها قترة أي : سواد
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا سهل بن عثمان العسكري حدثنا أبو علي محمد مولى جعفر بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلجم الكافر العرق ثم تقع الغبرة على وجوههم قال فهو قوله ( { ووجوه يومئذ عليها غبرة } ) .
وقال ابن عباس ( {ترهقها قترة} ) أي يغشاها سواد الوجوه.
وقوله ( { أولئك هم الكفرة الفجرة } ) أي الكفرة قلوبهم الفجرة في أعمالهم كما قال تعالى ( {ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} ) [نوح : 27] .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن