إذا الشمس كورت

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}  :

يصدر الله تعالى لنا سورة التكوير بهذه المشاهد العظيمة من مشاهد يوم القيامة , إذ تجمع الشمس وتلف ويرمى بها بعيداً وتكور كما تكور العمامة, وتسقط النجوم من أفلاكها وتنكدر وتزول وتسير الجبال من أماكنها وتهمل نفائس الأموال والكنوز ومنها النوق العشار التي تعد من أنفس أموال الناس يومئذ, وتحشر الوحوش ليقتص الله لبعضها من بعض.

قال تعالى:

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) } [عبس]

قال السعدي في تفسيره:

أي: إذا حصلت هذه الأمور الهائلة، تميز الخلق، وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته، وما أحضره فيها من خير وشر، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس أي: تجمع وتلف، ويخسف القمر، ويلقيان في النار.

{ {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} } أي: تغيرت، وتساقطت من أفلاكها.

{ {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} } أي:: صارت كثيبا مهيلا، ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها.

{ {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} } أي: عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس.

{ {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} } أي: جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماء ثم يقول لها: كوني ترابا.

{ {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} } أي: أوقدت فصارت -على عظمها- نارا تتوقد.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن