من طبع ابن آدم

منذ 2020-03-14

فهو يألف الموجود من النعم - مع كثرته وعظم شأنه - ويعتاده ، ويراه حقا مكتسبا ، ثم يزهد فيه .

من طبع ابن آدم - ومن أشد ما ينغص عليه حياته - أنه دائم التفكير فيما ينقصه ، ولا يكاد يستشعر النعمة فيما يملكه .

فهو يألف الموجود من النعم - مع كثرته وعظم شأنه - ويعتاده ، ويراه حقا مكتسبا ، ثم يزهد فيه .

ويتطلع للمفقود ، ويشتد حرصه عليه ، ويظن أن السعادة كلها في الظفر به ، ثم إذا ناله : اعتاده ثم استصغره ، وهان في عينيه ، وأدرك أنه كان يسعى وراء سراب .

وهكذا فإن كثرة المساس تفقد الإحساس أو تضعفه ، والإلف والعادة يحجبان الشعور بالمنة ، حتى إذا حرم الإنسان نعمة من تلك النعم ، عرف قدرها ، وجأر بالشكوى لربه ، ودعاه قائما أو قاعدا ، وأدرك كم كان كنودا ظلوما ، غافلا جهولا ، وقد قال الله تعالى " {إن الإنسان لربه لكنود} "

والموفق من استحضر دائما نعم الله التي تغمره آناء الليل وأطراف النهار ، واعترف بها ، واستعظمها ، وشكر الله عليها ، وسأله - سبحانه - دوامها ، وتمامها والبركة فيها ، واستعمالها في طاعة الله ومرضاته ، وكان لسان حاله ومقاله " « أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»  

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 2
  • 0
  • 1,700

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً