لماذا كنّا خير أمّة؟

منذ 2020-04-20

فعليها قيادة غيرها من الأمم، وعليها الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفق رسالة الله، وعليها حيازة القوة التي تمكّنها من تلك القيادة، وذلك الأمر، وهذا النهي.

كتب الأستاذ/ هاني مراد

التعبير بالفعل "كنتم" يدلّ على أن خيرية الأمة لازم من أهم لوازمها، وواجب من أسمى واجباتها! وهذه الأمّة لم تَخرجْ، لكنها "أُخرجَتْ"، وأُنزلت عليها الرسالة الخاتمة إلى البشرية. إنها ليست مثل الأمم الأخرى، إذ هي حاملة الرسالة الخاتمة! وهي لم تُخرج لذاتها، لكنها أُخرجت "للناس"، لتقودهم، وتوجههم، ولكي تؤدي رسالتها تجاههم!

 

وخيرية الأمّة لا تعني أنها أفضل من غيرها من الأمم في كل شيء! فقد يكون غيرها أفضلَ منها قوة، أو علما، أو عددا، أو سبقا، لكنّ هذه الأمة خير الأمم لغيرها. فالأفضلية لا تعني الخيرية! فليس كلُّ أفضلَ أخْيَرَ، وليس الأخْيَرُ أفضلَ دائما!

 

أُخرجت هذه الأمة لتكون في الطليعة، ولتقود زمام البشرية، وتوجهها الوجهة الأخيرة، بالرسالة الأخيرة! لقد أُخرجت لتكون سابقة في الأخلاق، وفي العلم، وفي الاقتصاد والاجتماع والابتكار، كما في الصدق والأمانة والوفاء!

 

وأبرز لوازم هذه الخيرية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! وإذا كانت الأمم الأخرى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتلزم ما تشرع من قوانين وفق إرادتها، فإن هذه الأمّة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وفق إرادة الله، لأنها أمّة "تؤمنون بالله". فهي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لا وفق إرادة شخص أو أشخاص، أو قانون أو قوانين، أو فكرة أو أفكار، ولكن وفق أمر الله.

 

وهذه الخيرية ليست مقتضى جنسية أو عرق أو لون، ولا تكون بالدعاوى الكاذبة، أو الأمانيّ الفارغة، أو الشعارات الجوفاء، ولكنْ لكي تحقق الأمّة هذه الخيرية، فعليها قيادة غيرها من الأمم، وعليها الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفق رسالة الله، وعليها حيازة القوة التي تمكّنها من تلك القيادة، وذلك الأمر، وهذا النهي.

  • 2
  • 0
  • 2,168

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً