قدوم الوفود المسلمة: الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً
أبو الهيثم محمد درويش
وبعد غزوة تبوك ازداد الإقبال على الإسلام وأقبلت وفود العرب تبايع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بلغوا قرابة السبعين وفد, وحتى وصل عدد الحجيج مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أكثر من مائة ألف حاج ارتجت أرجاء مكة بتلبيتهم.
- التصنيفات: السيرة النبوية -
قدوم الوفود المسلمة: الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً
بعد غزوة فتح مكة بدأت العرب تدين بالإسلام وزاد الإقبال على الدين حتى أن عدد جيش الإسلام ارتفع في عام واحد من عشرة آلاف في فتح مكة إلى ثلاثين ألف في غزوة تبوك.
وبعد غزوة تبوك ازداد الإقبال على الإسلام وأقبلت وفود العرب تبايع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بلغوا قرابة السبعين وفد, وحتى وصل عدد الحجيج مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أكثر من مائة ألف حاج ارتجت أرجاء مكة بتلبيتهم.
قال المباركفوري في الرحيق المختوم:
الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً
كانت غزوة فتح مكة ـ كما قلنا ـ معركة فاصلة، قضت على الوثنية قضاء باتاً، عرفت العرب لأجلها الحق من الباطل، وزالت عنهم الشبهات، فتسارعوا إلى اعتناق الإسلام. قال عمرو بن سلمة: كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان فنسألهم: ماللناس؟ ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيقولون: يزعم أن اللّه أرسله، أوحي إليه، أوحي اللّه كذا، فكنت أحفظ ذاك الكلام، فكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تروم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق. فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي وقومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم واللّه من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقاً. فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآناً... الحديث.
وهذا الحديث يدل مدي أثر فتح مكة في تطوير الظروف، وتعزيز الإسلام، وتعيين الموقف للعرب، واستسلامهم للإسلام، وتأكد ذلك أي تأكد بعد غزوة تبوك، ولذلك نري الوفود تقصد المدينة تتري في هذين العامين ـ التاسع والعاشر ـ ونري الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً، حتى إن الجيش الإسلامي الذي كان قوامه عشرة آلاف مقاتل في غزوة الفتح، إذا هو يزخر في ثلاثين ألف مقاتل في غزوة تبوك قبل أن يمضي على فتح مكة عام كامل، ثم نري في حجة الوداع بحراً من رجال الإسلام ـ مائة ألف من الناس أو مائة ألف وأربعة وأربعون ألفا منهم ـ يموج حول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالتلبية والتكبير والتسبيح والتحميد، تدوي له الآفاق، وترتج له الأرجاء.
الـوفـــود:
والوفود التي سردها أهل المغازي يزيد عددها على سبعين وفداً، ولا يمكن لنا استقصاءها، وليس كبير فائدة في بسط تفاصيلها، أ هـ
#أبو_الهيثم
#مع_الحبيب