مع الصديق رضي الله عنه - فراسة الصديق واستخلافه لعمر

منذ 2020-10-02

قال ابن مسعود رضي الله عنه: أفرس الناس ثلاثة: بنت صاحب مدين حيث قال: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}  وامرأة العزيز حيث قالت: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}  وأبو بكر حيث استخلف عمر  .

فراسة الصديق واستخلافه لعمر

استخلف الصديق رضي الله عنه خير الأمة من بعده رغم ما يعلمه من شدة عمر وخوف بعض الصحابة من قوته إلا أن الصديق كان يعلم كمال شخصية عمر وأخذه نفسه باللين حتى لا يكسر نفسه أو يكسر غيره وحتى يعتدل ميزانه ويصل إلى العدل مع غيره فصدقت فراسة الصديق في اختياره للأمة من بعده من يرضي الله تعالى, قال ابن مسعود رضي الله عنه: أفرس الناس ثلاثة: بنت صاحب مدين حيث قال: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}  وامرأة العزيز حيث قالت: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}  وأبو بكر حيث استخلف عمر  .

استخلافه عمر بعده:
لما علم أبو بكر رضي الله عنه أنه ليس في الأمة مثل عمر، وخاف أن لا يولوه إذا لم يستخلفه لشدته في الله فولاه هو كان ذلك هو المصلحة للأمة، فما فعله صديق الأمة هو اللائق به، فإن أبا بكر تبين له من كمال عمر وفضله واستحقاقه للأمر ما لم يحتج معه إلى الشورى، وظهر أثر ذلك الرأي الميمون على المسلمين؛ فإن كل عاقل منصف يعلم أن عثمان أو عليًا أو طلحة، أو الزبير، أو سعدًا، أو عبد الرحمن بن عوف لا يقوم مقام عمر، فكان تعيين عمر في الاستخلاف كتعيين أبي بكر في مبايعتهم له؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: أفرس الناس ثلاثة: بنت صاحب مدين حيث قال: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}  وامرأة العزيز حيث قالت: {
{عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} }  وأبو بكر حيث استخلف عمر  . ولما استخلف عمر كره خلافته طائفة حتى قال له طلحة: ماذا تقول لربك إذا وليت علينا فظًا غليظًا. فقال: أبالله تخوفوني؟! أقول: وليت عليهم خير أهلك. وقد رجع طلحة عن ذلك رضي الله عنه  .
قلت ويأتي بيان ما جعل الله فيه من الرحمة بعد الولاية.

  • 7
  • 1
  • 5,245
المقال السابق
الخليفة المجاهد جامع القرآن
المقال التالي
وفاة الصديق ووصية دفنه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً