يا من تفتقد السعادة

منذ 2021-02-12

شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها، لم يدخل جنة الآخرة .

في كلمة لأحد أحبابي دار في خاطري كلمات أحببت أن يعم بها النفع .... وهي عن عدم شعور الكثير منا بالسعادة في حياته:

قال الحسن البصري : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف...والله عن نفسي أجد سعادة لا تتخيلها في المساجد وصحبة الصالحين والجلوس للتدبر والصعود بالروح إلى الجنة وقصص الأنبياء وسير الصالحين وتدبر الآيات ... طريق الله والصحبة الصالحة فيه كل السعادة.... ولكن للأسف من يسلك الطريق قليل ,, وباقي الخلق منشغلون بالسخرية ومحاولة نزع السعادة من قلوب هؤلاء القليل والحمد لله رب العالمين.

يقول ابن القيم رحمه الله : (فإنه لا نعيم للعبد ولا لذة ولا ابتهاج ولا كمال إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره، والفرح والابتهاج بقربه، والشوق إلى لقائه، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم في الآخرة ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة) .

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها، لم يدخل جنة الآخرة .

وقال بعض المحبين : مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قالوا : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله والأنس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه ، وكل ما له قلب حي يشهد هذا، ويعرفه ذوقا) (تهذيب مدارج السالكين.

ومن لم يجد هذا فليبك على نفسه، وليسع في طلب أسباب حياة قلبه، وليعلم أن فقد حلاوة الطاعة أمارة دخل فيها .

يقول ابن القيم : (سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك فاتهمه؛ فإن الرب تعالى شكور، يعني أنه لا بد أن يثيب العامل عن عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه وقوة وانشراحًا وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول) (تهذيب مدارج السالكين) .

من يفتقد الشعور بالسعادة فليراجع هذه الكلمات النورانية للإمام ابن القيم رحمه الله:

يقول ابن القيم : (ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.. وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها، لم تسد تلك الفاقة منه أبدًا) (تهذيب مدارج السالكين) .

  • 17
  • 5
  • 3,404

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً