معايير القيم والمبادئ

منذ 2021-03-01

وذلك ما وقع منذ قديم الأزل، عندما أبى إبليس السجود لآدم، وادعى أنه خير منه! وهذا ما يقع إلى يوم الناس هذا، فنرى الحروب والدمار والقتل، باسم كل شعار خاوٍ!

لو تُرك تعريف القيم والمبادئ، وما هو صواب وخطأ منها، للبشر، لتباين ذلك بشتيت اختلافهم، وتبدل أهوائهم، وتفاوت ثقافاتهم، وبون سماتهم، وخصام طبائعهم، وتنابذ نزاعاتهم، وتغاير أحوالهم.

فإذا رأى المخطئ خطأه صوابا، وتوهم الكاذب كذبه صدقا، وحسب الظالم ظلمه عدلا، وظن القاتل قتله واجبا، وخال اللص استلابه قسطا، اختلت هذه المعايير، وتاهت تلك المبادئ! فلا وزن ولا قياس! ولا ميزان ولا مقياس!

وذلك ما وقع منذ قديم الأزل، عندما أبى إبليس السجود لآدم، وادعى أنه خير منه! وهذا ما يقع إلى يوم الناس هذا، فنرى الحروب والدمار والقتل، باسم كل شعار خاوٍ!

ومن الأخطاء الشائعة التي أخذناها عن الغرب وثقافته التي تنكر الإله، أن ننسب كل القيم والمبادئ التي يعتقد بعض الناس أنها سوية، إلى الإنسان! فنقول: القيم والمبادئ الإنسانية! مع أن بعض هذه القيم والمبادئ قد يمجد القتل، والشذوذ، والسرقة، وكل الشرور! فلو قلنا نحن المسلمون: القيم والمبادئ الربانية، لكان ذلك أصوب!

فلا بد من معيار وميزان دقيق يزن القيم والمبادئ ميزانا دقيقا، لا يخضع لأهواء وتقلبات البشر. وليس أحق بذلك من خالقهم! فهو الحق بذاته، وهو خالق الإنسان، الذي يعلم ما يصلحه وما يفسده، ما ينفعه وما يضره، ما يسعده وما يحزنه، ما يفرحه وما يبئسه، ما يبهجه وما يؤلمه!

ففي اتباع القيم والمبادئ الربانية السليمة من أهواء ورغبات البشر، كل سعادتهم وسلامهم، وكل أمنهم وسموهم.

هاني مراد

كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.

  • 8
  • 1
  • 980

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً