تدبر - اللهم هداية

منذ 2021-03-11

والله يوفق لهذه الهداية من اتبع سبله ورضوانه ولا يُعطِيها إلا لِمَن حقَّق شروطها واستَوفَى أسبابها.

الإنسان أحوج ما يكون إلى هداية الله تعالى وتوفيقه إلى سلوك الصراط المستقيم والثبات عليه والوفاة عليه, فمن آتاه الله هذه النعمة وتوفاه عليها فقد فاز فوزاً عظيماً.

والهداية كلها بيد الله تعالى وأنواعها باختصار:

هداية عامة: كهداية الإنسان إلى سبل الحياة المختلفة وميل الذكر للأنثى والعكس وهدايتهم لطرق التزاوج والنسل وهداية النحل إلى سلوك السُّبُل التي فيها مَراعِيها على تبايُنِها واختلافها  {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }  [النحل: 68]، وكذلك هدايته سبحانه للنملة كيف تخرج مِن بيتها وتطلُب قُوتَها , حتى أن إداهنخاطبَتْ أصحابَها، وأَمَرَتْهم بأن يدخلوا مساكنهم؛  {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [النمل: 18].

والنوع الثاني هو هداية الدلالة والإرشاد: وهي الهداية إلى طريق الله المستقيم الذي وضحه وسهله لسائر الأمم عن طريق رسله وكتبه, وقد وفر لكل مكلف أدوات الهداية فالله تعالى لم يمنع أحدًا هذه الهداية، ولم يَحُلْ بين أحدٍ مِن خلْقه وبين هذه الهداية، بل خلَّى بينهم وبينها، ومَنَحَهم مِن الوَسائل والأدوات التي تُساعِدهم على تقبُّلها والاستِفادة بها؛ كالعقل والفطرة، وأقام لهم بذلك أسبابَ الهداية ظاهرةً وباطنةً.

والنوع الثالث هو هداية التوفيق, لمن تمسك بما دله الله عليه وأرشده:

والله يوفق لهذه الهداية من اتبع سبله ورضوانه ولا يُعطِيها إلا لِمَن حقَّق شروطها واستَوفَى أسبابها.

 { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }  [المائدة: 15، 16].

وهذه الهداية التي هي بيد الله وحده سبب كبير في تحقق النوع الرابع  من الهداية وهو الهداية إلى الجنة وتحقق الفوز ونيل ثمرات الإيمان.

أسأل الله أن يوفقنا لمرضاته.
 

  • 7
  • 3
  • 1,703
المقال السابق
استعن بالله....
المقال التالي
الصراط المستقيم..

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً