المقدمة

عبد العزيز مصطفى كامل

من مقدمة كتاب(روح الصيام ومعانيه)..
الأوقات الفاضلة من أيام الدهر؛ اختارها الله لذكره وشكره وحسن عبادته :  {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}  [ الفرقان/٦٢]

  • التصنيفات: فقه الصيام - ملفات شهر رمضان -

كتابي(روح الصيام ومعانيه) تم نشره منذ نحو خمسة عشر عاما، في نحو ١٤٠ صفحة، وهو موجود للتحميل في مواقع كثيرة على شبكة الانترنت، وكنت قد اختصرته للنصف تقريبا بعدها بسنوات في طبعة تالية..

وقد عزمت هذا العام على اختصار فقرات في منشورات من ذلك المختصر . لعل الله يكتب لنا ولمن يقرأها أجرا ونفعا في الحياة وبعد الممتات..

ملاحظة مستأنفة:

بعدما عزمت على تنزيل المختصرات المكتوبة، تواصل معي أحد الفضلاء، من خارج مصر، وليست لي به سابق معرفة، ليستأذن في تحويل كتابي المقروء، إلى كتاب مسموع، فلما استمعت الى حلقة منه، وجدت اللغة سليمة، والإلقاء جيدا، فاستشرت القراء الكرام، بين الاستمرار في نشر المختصرات المكتوبة، أم اكتفي بنشر الحلقات المسموعة، فأشار غالبهم بالجمع بين الاثنين لأسباب وجيهة، فنزلت على مشورتهم،

جمعا بين الأمرين،

ونسأل التوفيق والنفع والقبول

من مقدمة كتاب(روح الصيام ومعانيه)..

#.. الأوقات الفاضلة من أيام الدهر؛ اختارها الله لذكره وشكره وحسن عبادته :  {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}  [ الفرقان/٦٢].. والتعبد في رمضان ليس مقتصرا على الصيام والقيام.. بل يشمل المستطاع من البضع وستين شعبة من شعب الإيمان.

#.. شهر الصيام على وجه الخصوص؛ له ماليس لغيره من الأزمنة الفاضلة، لأنه فيه تتضاعف الأجور عن سائر الأيام والشهور ، فأجور صائميه بحق؛ تتجاوز العشرة أمثال، بل السبعمائة ضعف، إلى مايزيد على ذلك مما لايحد ولايعد.

ففي الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها ،إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به»  [البخاري/١٨٩٤] و [ مسلم/ ١١٥١]

#.. سر مضاعفة الأجور في رمضان، انه شهر التعبد بالصبر على العبادة ، و  {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ الزمر/١٠ ] وقد يتضاعف أجر الصوم أضعافا اخرى، لأسباب أخرى، مثل : شرف المكان(كالصوم في الحرمين والمعتكف) أو شرف الزمان( كالعشر الأواخر من رمضان) أو شرف الإنسان ؛ الذي لا يتشرف ولايتزين بمثل التقوى المستوجبة للقبول { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ} [ المائدة/ ٢٧ ]

# .. في أيام مثل أيامنا العصيبة ؛ خصوصية أخرى ، فقد وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - أمثالها بأنها(أيام الصبر)..وقال «( إن من ورائكم أياما، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر؛ للعامل فيهن أجر خمسين) قيل يارسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: (بل منكم)» رواه الترمذي وقال: حسن غريب.

#.. وازمنة الفتن وكثرة القتل بغير حق، سماها النبي صلى الله عليه وسلم (الهرج) بفتح الهاء وتسكين الراء، وقال : « الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» [رواه مسلم / ٢٩٤٨ ] فالعبادة وقت الفتن؛ وبخاصة في الشهر المعظم؛ مناسبة عظمى لنوال العابدين أجر المهاجرين الأولين ؛ إلى دار هجرة سيد الأولين والآخرين .. فتعالوا نعبر الزمان في شهر الصيام ؛ فنهاجر إلى خير الخلق وحبيب الحق ،عليه الصلاة والسلام..