روح الصيام ومعانيه - اتباعك في رمضان

منذ 2021-04-17

قال الامام ابن القيم في تفسيره لتلك الآية.. {يُحْبِبْكُمُ اللَّه} إشارَةٌ إلى دلِيل المحَبّة وثمرتِها، وفائدَتها. فَدَلِيلُها وعلامتُها: اتّباع الرسُول

اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- دليل على محبتك لله، بل هو الشرط الثاني بعد الإخلاص؛ في صلاح العمل وقبوله ؛ فلا تتم الهداية إلا باتباع هدي النبوة، كما قال الله تعالى : {واتبعوه لعلكم تهتدون} [ الأعراف/ ١٥٨ ] فالاقتداء سبيل الاهتداء، وهو لقاح الإخلاص، فإذا اجتمعا؛ أثمرا صلاح العمل { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا}[ الكهف/١١٠]

سبيل الخير والنجاة في ذلك الاتباع ؛ و طريق الشر والهلاك فيما يناقضه من الإحداث والابتداع، وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرره ويكرره في كل خطبه يخطبها، حيث كان يقول  « أمابعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» [رواه مسلم/٨٦٧ ]

فكل عمل على غير هدي النبوة ؛ ساقط حابط.. كما قال صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد» [ متفق عليه ]

وأنت أيها الصائم؛ مدعو في رمضان وفي غير رمضان؛ للبرهنة على صدق حبك لله، بحسن اتباعك لرسول الله، وموعود على ذلك بمحبة الإله الذي قال لنبيه : {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ} [آل عمران ٣١ ] وتسمى هذه الآية؛ آية المحبة، وآية المحنة، لأن الله تعالى امتحن بها واختبر صدق دعاوى المحبة.

قال الامام ابن القيم في تفسيره لتلك الآية.. {يُحْبِبْكُمُ اللَّه} إشارَةٌ إلى دلِيل المحَبّة وثمرتِها، وفائدَتها. فَدَلِيلُها وعلامتُها: اتّباع الرسُول. وفائدتُها وثمرَتُها: محبَّةُ المُرْسَلِ . فما لم تَحْصُلِ المتابَعَة؛ فلَيْستْ محبّتُكم لهُ حاصلَة، ومحبّتُهُ لكم منتفِيَة.. "..ثم قال : " وإذا كانت المحَبَّةُ لَله هي حقيقةَ عبودِيَّتِهِ وسِرَّها، فهي إنما تتحققُ بِاتِّباعِ أمره واجتنابِ نهيهِ، فعند اتِّباعِ الأمْرِ واجتنابِ النَّهْي تتبينُ حقيقةُ العبودية والمحبَّة، ولهذا جعل تَعالى اتِّباعَ رسُوله عَلَمًا عليها، وشاهدًا لمن ادَّعاها "

 وهدي النبوة في الصيام يطول فيه الكلام ..وحتى لا أطيل..فأني أحيل إلى مااختصرته من كلام الإمام ابن القيم عن ذلك في كتابه (زاد المعاد) وهو موجود في المقطع المسموع.. لمن شاء الرجوع..

فاللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك، وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك ، واجعل اتباعنا لنبيك دليل صدقنا في حبك .. آمين

  • 4
  • 0
  • 1,048
المقال السابق
إخلاصك في رمضان
المقال التالي
أوقاتك في رمضان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً