صلاح البيت المسلم
أحمد قوشتي عبد الرحيم
لكن الكارثة فعلا أن الفكر النسوي بدأ يأخذ أشكالا وصورا شتى ، وينتشر انتشارا مخيفا عبر وسائل التواصل ، ويتسلل حتى للمتدينات
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
صلاح البيت المسلم ، واستقرار أحوال الأسرة المسلمة ، وترسيخ دعائمها ، وقيامها على المودة والرحمة والعدل ، ومنع كل ما يعكر على ذلك : مقصد شرعي عظيم ، وباب خير وسبب لصلاح المجتمع ، والأمة بأسرها .
وإفساد البيوت المسلمة ، والتفرقة بين المرء وزوجه من المنكرات العظام وكبائر الذنوب ، وقد جعل الله سبحانه من صنيع السحرة التفرقة بين المرء وزوجه فقال تعالى " {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} " وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم من خبب امرأة على زوجها ، فقال صلى الله عليه وسلم «"ليس منا من خبب امرأة على زوجها " وفي رواية " من أفسد امرأة على زوجها فليس منا "»
وأعظم الأبالسة مكانة وأرفعهم درجة عند إبليس الأكبر هو من استطاع التفرقة بين الرجل وامرأته ، ففي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «" إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت» "
وإذا كانت وسائل التخبيب والإفساد للبيوت في الأزمنة القديمة محدودة ومكشوفة ، ومستنكرة في الأغلب ، فإن الفتنة في زماننا هذا عظمت وطمت ، وأعظمها وأخطرها فكر النسوية المتطرف الذي بدأ يغزو عقول كثير من المسلمات ، فغير ثوابت ، وهدم أصولا ، وضرب فكرة الزواج نفسها في مقتل ، وشكك في أصل القوامة والطاعة ، وجعل العلاقة بين الزوجين علاقة تربص وتحفز وصراع وسلسلة من المعارك المتصلة، وليس علاقة مودة ورحمة ورفق، وتسامح وتغافل ، وحقوق وواجبات متبادلة ، مع تغليب المعروف ، وعدم نسيان الفضل ، أو نكران الجميل .
وليس معنى ما سبق أن الرجال ليس لهم كفل من الخطأ ، ولا أنهم غير مسئولين عن كثير من المشاكل ، ولا أنهم غير مفرطين فيما لا يحصى من الحقوق ، فما من منصف يقول ذلك ، وما زال في الرجال قديما وحديثا من يظلم ويطغى ، ويقصر في الحقوق ، ويستغل القوامة أبشع استغلال ، ولا يسوق أحكام الشرع إلا فيما يخدم مصالحه ، فيكون منفرا بسلوكه ، وسببا لفتنة بعض النساء في دينهن .
لكن الكارثة فعلا أن الفكر النسوي بدأ يأخذ أشكالا وصورا شتى ، وينتشر انتشارا مخيفا عبر وسائل التواصل ، ويتسلل حتى للمتدينات ، ويظهر على فلتات الألسنة وبين سطور المكتوب ، فضلا عما تكنه الصدور ، وتدعمه شبكات من المصالح الظاهرة والخفية ، بل وصل الأمر أن وجد من يلبسه لباسا شرعيا ، ويتلاعب بالنصوص من أجل تمريره ، ويفتن الخلق بكلامه المزخرف ، وهو أمر يستوجب التحذير ، وبيان مفاسده للناس .
نسأل الله صلاح بيوت المسلمين أجمعين .