التنصير كان دافعاً وهدفاً من جملة الدوافع والأهداف الدينية للاستشراق.
يقيم الإسلام حواجز ضخمة أمام المسيحية في كل مكان حل فيه دعاته وعلماؤه. وقد أظهر واقع الأحداث التي عاشها المنصرون خطاً ما ذهب إليه القدماء من أن الإسلام يعتبر بالنسبة للشعوب الإبتدائية خطوة أولى ممهدة لاعتناق المسيحية. فاعتناق الإسلام يقود الإنسان إلى الإيمان بوحدانية لها من القوة على النفوس يمكنها من تحصينها ضد الدخول في المسيحيه بعد أن صار المرء مسلماً[3].
والحديث عن نشأة الاستشراق ودوافع الاستشراق وأهدافه قد أبانت عن قيام علاقة قوية بين الاستشراق والتنصير. والتنصير كان دافعاً وهدفاً من جملة الدوافع والأهداف الدينية للإستشراق. وعشرون من تسعة وعشرين من طلائع المستشرقين كانوا منصرين أو رهباناً أو عاملين في الأديرة[4].بل إن أول المستشرقين في نظر ((العقيقي)) وهو (جرير دي أورالياك 938 – 1003) كان من الرهبانية البندكتية. ومع أن الاستشراق قد بدأ عليه التحرر من سيطرة المنصرين ونفوذهم إلا أن فكرة التنصير لا تزال عالقة في أذهان المستشرقين[5]، على إعتبار أنها كانت هي المنطلق الأول لهذا الإتجاه الفكري. وانشغال المستشرقين بالرهبنه قد لا يوحي للبعض إنشغالهم بالضرورة بالتنصير. وقد يصدق هذا على غير المستشرقين من المنشغلين بالرهبنة والأديرة والكنائس، ولكنه يبعد أن يصدق على مستشرق وجه جهوده العلمية إلى مواقع للتنصير فيها مطامع قديمة متجددة.
ويفرد ((نجيب العقيقى))[6]، فصلاً كاملاً عن المستشرقين الرهبان وهم موزعون على النحو التالي: – الرهبان البندكتيون. – الرهبان الكرمليون. – الرهبان اليسوعيون.
– الرهبان الفرنسيسكان. – الرهبان الدومنيكيون.
– الرهبان الكيوشيون. – الرهبان البيض.
وقد أوصل عدد المستشرقين الرهبان إلى مائة واثنين وثلاثين (132) مستشرقاً راهباً، 75% منهم عاشوا في القرن العشرين.
أما الفصل الخامس عشر من الجزء نفسه فقد خصصه المؤلف للمستشرقين اللبنانيين، وركز فيه على المدرسة المارونية، وأوصل عدد مستشرقيها إلى ثمانية وثلاثين مستشرقاً مارونياً جعل نفسه آخرهم. وأكثر من 25% منهم عاشوا في القرن العشرين.
وإذا كنا قد وصلنا إلى أن الاستشراق في نشأته قد انطلق من الأندلس وعلى يد تلامذة المسلمين من النصارى فإن التنصير قد انطلق أصلاً مع الحروب الصليبية[7]، بشكل أوضح من وفد نجران الذي قدم على الرسول عليه الصلاة والسلام[8]. فلا يبدو أن وفد نجران كان يسعى إلى تنصير محمد عليه السلام. ويمكن أن يعد خطوة أولى في تحدي الإسلام بالنصرانية.
ويأتي الاستشراق ((ليصقل)) التنصير ويكون له مركز المعلومات الذي يمده بما يحتاج إليه قبل أن يقدم على مجرد التخطيط ((وصاموئيل زويمر 1867 – 1952م)) وهو مستشرق منصر في آن واحد يصدر دورية كاملة يستعين بها المنصرون على أداء مهماتهم في العالم الإسلامي الذي بدت عليه الاستحالة في التحول إلى النصرانية، فيعلنها ((زويمر)) نفسه أنه ليس الغرض من حملات التنصير في العالم الإسلامي أن يتحول المسلمون إلى نصارى، فقد أثبتت التجارب استحالة هذا، ولكن مهمة التنصير في هذا القسم من العالم هو التحول عن الإسلام وكفى[9]. وقد صرح بهذا في مؤتمر القدس التنصيري المنعقد عام 1935م.
كما يأتي المستشرقون ليصبحوا جنود المسيحية الشمالية ((الذين وهبوا أنفسهم للجهاد الأكبر، ورضوا لأنفسهم أن يظلوا مغمورين في حياة بدأت تموج بالحركة والغنى والصيت الذائع، وحبسوا أنفسهم بين الجدران المختفية وراء أكداس من الكتب مكتوبة بلسان غير لسان أممهم التي ينتمون إليها، وفي قلوبهم كل اللهيب الممض الذي في قلب أوروبة، والذي أحدثته فجيعة سقوط القسطنطينية في حوزة الإسلام، ولكن لاهم لهم ليلاً ولا نهاراً إلا حيازة كنوز علم دار الإسلام بكل سبيل، تتوهج افئدتهم ناراً أعتى من كل ما في قلوب رهبان الكنيسة، ولكنهم كانوا يملكون من القدرة الخارقة أن يخالطوا أهل الإسلام في ديارهم، وعلى وجوههم سيمياء البراءة واللين والتواضع وسلامة الطويلة والبشر.
وبفضل هؤلاء المتبتلين المنقطعين عن زخرف الحياة الجديدة، وبفضلهم وحدهم بفضل ملاحظاتهم التي جمعوها من السياحة في دار الإسلام ومن الكتب، وبذلوها لملوك المسيحية الشمالية نشأت طبقة الساسة الذين يعدون ما استطاعوا من عدة لرد غائلة الإسلام ثم قهره في عقر داره، ولتحقيق الأحلام والأشواق التي كانت تخامر قلب كل أوروبي أن يظفر بكنوز الدنيا المدفونة في دار الإسلام وما وراء دار الإسلام. وهم الذين عرفوا فيما بعد باسم رجال ((الاستعمار)). وبفضلهم وحدهم أيضاً، وبفضل ملاحظاتهم التي زودوا بها رهبان الكنيسة ثارت حمية الرهبان ونشأت الطائفة التي تدرت نفسها للجهاد في سبيل المسيحية، وللدخول في قالب العالم الإسلامي لكي تحول من تستطيع تحويله عن دينه إلى الملة المسيحية، وأن ينتهي الأمر إلى قهر الإسلام في عقر داره – هكذا ظنوا يومئذ – وهذه الطائفة هي التي عرفت فيما بعد باسم رجال ((التبشير)). فهذه ثلاثة متعاونة متآزره متظاهرة، وجميعهم يد واحدة لأنهم أخوة أعيان، أبوهم واحد، وأمهم واحدة، ودينهم واحد، وأهدافهم واحدة ووسائلهم واحدة[10].
ويصعب جداً أن تقوم حركة التنصير في بيئة ما دون معرفة هذه البيئة معرفة شاملة. ثقافية ودينية وتاريخية وجغرافية واجتماعية. وتتأتى هذه المعرفة عن طريق الاستشراق حتى أن أحد الكاتبين أراد أن يقسم التنصير إلى نوعين، التنصير الصريح والتنصير المختفي. والتنصير الصريح يكون علمياً نقاشياً أو سفسطائياً تشكيكياً. ويكون أيضاً بالعنف. فالتنصير العلمي هو ما جاء عن طريق المستشرقين. أما التنصير بالعنف فهو ما جاء عن طريق الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش واختطاف الأطفال ثم الاستعمار.
والتنصير الخفي أو المختفي هو ما يأتي عن طريق الإرساليات الطبية والتعليمية المهنية والفنية والجمعيات الخيرية الإجتماعية وغيرها[11]. ويلاحظ أن جزءاً من العالم الإسلامي لا يزال يسمى الممرضة إلى اليوم ((سستر)) وهي الأخت في عالم الرهبنة، بينما أوروبا وأمريكا لا تسميها إلا بالممرضة. وهناك بعثات تنصيرية توغلت في مجتمعات المسلمين واكتسبت شهرة عالمية وتعاطفاً لم يسلم منه بعض من أبناء المسلمين. مثل بعثة ((الأم تيريزا)) في الهند التي لم تعلن يوماً أنها جاءت إلى شبه القارة رغبة في بسط تعاليم المسيح، ولكنها تظهر دائماً رغبتها في إحتضان المشكلات الصحية والطبية وعلاجها والقضاء على الأوبئة والأمراض المعدية، يعمل معها فريق من الممرضات الهنديات ذوات التأثير الفعال في مجتمعهن. ولا تبرز في عمل ((الأم تيريزا)) العلاقة الواضحة بينها والاستشراق ولا يمكن للمتعاطفين معها أن يربطوا بينها وبين المستشرقين.
وإن لم تكن هناك علاقة قوية فلا شك أن منطلقها كان عن طريق هؤلاء المستشرقين الذين أعانوها على التعرف على البيئة التي تعمل بها. وأمثال ((الأم تيريزا)) كثير في آسيا وأفريقيا، تحاول بقدر الإمكان الإبتعاد عن الأضواء خشية الإلتفات إلى الأغراض الحقيقة لهذه الأعمال ((الإنسانية)). كما تحاول الابتعاد عن إبراز وجود علاقة بين العلم – الآتي عن طريق المستشرقين – والدين الذي تتبناه بناء على ما شاع من العداوة بين العلم والدين في العقيدة المسيحية المتأخرة. فإذا برزت هذه العلاقة ظهر التناقض وخفت حدة التأثير على المستهدفين. ومن المعلوم أن تهيئة المنصرين إنما قامت على أيدي المستشرقين سواء كان هؤلاء المستشرقون من الرهابنة القساوسة أو كانوا بعيدين عن الألقاب الدينية.
يقول ((محمد عبدالفتاح عليان)): "لم يكن عمل المستشرقين منفصلاً عن عمل المبشرين، فالاستشراق في نشأته ما هو إلا أداة من أدوات التبشير – ثم استغل في مرحلة لاحقة – لتحقيق مطامع الدول الاستعمارية. وقد نزل كثير من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية إلى ميدان الاستشراق بقصد التبشير وتدريب المبشرين على العمل في بلاد الشرق"[12].
فتعلموا العربية ودرسوا الإسلام واهتموا بالترجمة وأقاموا المطابع العربية.
وقد سبقت الإشارة إلى أن الاستشراق قد ولد من أبوين غير شرعيين هما الاستعمار والتنصير. فالاستشراق لا يزال يعمل من أجل هذا الغرض الذي وجد من أجله، وإنما تتغير الأساليب والطرق والوسائل ملائمة للزمان. ويجد المرء أهداف المنصرين واردة في أعمال المستشرقين التي وجدت رواجاً بين المنصرين في معاهدهم وإرسالياتهم ومؤتمراتهم بل جامعاتهم المقامة في العالم الإسلامي على شكل مناهج ودراسات في مجال الإنسانيات[13].
ولابد من الإلتفات إلى المجتمع الغربي نفسه، فالتنصير لم يكن موجهاً إلى آسيا أو أفريقيا فحسب، ولكن أوروبا وأمريكا أيضاً حظيتا بنصيب وافر من حملات التنصير التي أرادت تأكيد قوة الكنيسة خاصة بعد أن بدأت المعلومات عن الإسلام ((تتسرب)) إلى المجتمعات الأوربية، وخاصة منها المفاهيم الصحيحة عن الإسلام فاستعان التنصير هنا بالاستشراق في الافتراء والتشنيع على الإسلام وتشويه أحكامه الإلهية العادلة))[14]، قصداً إلى الحد من انتشار الإسلام في أوروبا نفسها في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى تنصير معاقل الإسلام. ومعلوم أن الطريق إلى تحقيق غايات التنصير يبدأ قطعاً بتجريد الأمة من انتماءاتها العقدية أولاً، يقول ((وليم جيفرد بالغراف)): "متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه"[15].
وربط علاقة بين الاستشراق والتنصير على وجه العموم تصطدم بوجود مجموعة من المستشرقين ((العلمانيين)) واليهود الذين لا يتصور منهم أن يكونوا مدفوعين بخدمة التنصير أو أن تكون من أهدافهم خدمة الكنيسة، فهذه الفئة من المستشرقين تتناقض في منطلقاتها مع الكنيسة. وعليه فلابد هنا من الاحتراز من خلال الابتعاد عن التعميم الذي قد يفهم عند الحديث عن الروابط بين الاستشراق والتنصير.
ولا بأس في هذا، إلا أنه لابد من التنويه إلى أمرين أساسيين في محاولة إيجاد علاقة بين الاستشراق والتنصير على وجه العموم:
أولاً – أن العلمانيين من المستشرقين لم يستطيعوا بحال أن يتخلوا عن ميولهم الكنسية خاصة فيما يتعلق بإنتاجهم العلمي حول العالم الإسلامي، وإن كانوا يعلنون رسمياً وفي أكثر من مجال أنهم علمانيون يرفضون التقيد بدين معين. فهذا ينطبق على ممارساتهم في حياتهم الخاصة، ويصعب عليهم عملياً تطبيق علمانيتهم على إنتاجهم الفكري.
ثانياً – أن التنصير استفاد من المستشرقين اليهود فائدة جليلة وإن تكن فائدة غير مباشرة وترجع هذه الفائدة إلى الإرتباط الوثيق بين الصهيونية واليهودية – كما سيأتي بحثه – والإرتباط الوثيق بين الصهيونية وكثير من رجال الدين المسيحي. وعليه نشأت العلاقة الوثيقة بين المسيحية واليهودية، وإن لم تبد هذه العلاقة بارزة معلناً عنها. ويكفي أن نعلم أن زعيم المنصرين وهو مستشرق أيضاً – ((صموئيل زويمر)) كان في الأصل يهودياً، وأنه قد استدعى أحد الحاخامات عند احتضاره. لعله أراد أن يلقنه صلوات اليهودية عند الموت[16].
ولم يكن ((زويمر)) بدعا في قومه فقد ادعى النصرانية جمع منهم وانخرطوا في الرتب الكهنوتية مكنتهم من فرض آرائهم على الكنيسة وتوجيهها الوجهة التي يريدون. واستطاعوا بمساعدة الجمعيات السرية كالماسونية وغيرها أن يهدموا قوة الكنيسة في أوربا وأمريكا، وأن يوجهوها ويوجهوا الحكومات إلى المبادئ الصهيونية، ثم اتجهوا إلى الإسلام طمعاً في هدم القوة الروحية فيه وتوجيه أهله إلى المادة. وبذلك يضمنون عدم معارضة خططهم الهادفة إلى السيطرة على بلاد المسلمين[17]، سيطرة مباشرة أو غير مباشرة.
وهذا واضح جلي في مواقف القسس الأوروبيين والأمريكيين من اليهودية ومن الإسلام، وخاصة منهم أولئك الذين يحتلون أماكن مرموقة في الإعلام الأمريكي عن طريق الإذاعة والتلفزيون.
وإن لم يكن المنصرون يهوداً وكان المستشرقون يهوداً فإن المنصرين قد أفادوا كثيراً من نتاج المستشرقين اليهود في مدارسهم وأديرتهم وكنائسهم ومعاهدهم وجامعاتهم. كما استفادوا أيضاً من نتاج المستشرقين العلمانيين الذين استطاعوا أن يبرزوا إنفصالهم عن الكنيسة. ولكنهم لم يستطيعوا طرق أبواب الإنصاف والنزاهة، فكانوا أدوات في أيدي حكوماتهم المستعمرة أفادت منهم وأفاد منهم التنصير. فالاستشراق في شطريه ((عاملاً مع الكنيسة أو عاملاً مع وزارات الاستعمار لا يستطيع أن يخلص إلى الحق وإنما هو يؤدي دوره في إثارة الشبهات وتقديم الزاد الكافي لدراسات التبشير ومعاهد الإرساليات لخلق ظاهرة من إنتقاص العرب والمسلمين وفكرهم وعقائدهم))[18].
ولأن الاستشراق يعمل كـ((قاعدة معلومات)) للتنصير كان لابد أن تكون هناك فروق في المنطلقات بين الاستشراق والتنصير وإن اتفقت الغايات العليا لهاتين الوجهتين: فالمنصر ((داعية)) للدين النصراني المسيحي، أو هو داعية لخروج المسلم عن دينه فحسب، أما المستشرق فهو باحث في تراث المسلمين وقيمهم ومفاهيمهم وأخلاقياتهم يبث نتائجه في دراساته وبحوثه وكتبه ومحاضراته كل هذا عن طريق المنهج العلمي.
والمنصر منطلق رحالة يجوب البلاد قراها ومدنها وريفها يعظ ويعالج أو يعلم أو يدرب أو يفلح الأرض. أما المستشرق فقابع في مكتبته لا يكاد يبرح بلاده إلا إذا دعته ضرورة البحث إلى ((رحلة علمية)) يجوب فيها البلاد التي يدرسها أو يقف منها على مكان بعينه.
والمنصر – نسبياً – صريح في دعوته واضح فيها وإن حاول إخفاءها تحت ستار خدمة الإنسانية. ولكنه لا يتردد في أن يعلق الصليب على صدره أو في مكتبه أو عيادته أو معلمه أو مدرسته. وربما أفرد فيها مكاناً أو زاوية للنشريات التي يعمل لها وبها، أما المستشرق فباطني يتظاهر بالعملية والمنهجية والتجرد والموضوعية وإن كان من القساوسة أو الرهبان، ويحاول الوصول إلى أغراضه الباطنه ممتطياً صهوة العلم والتجرد، وكأنى به ممتطياً صهوة حصان من خشب مشعراً الآخرين أن هذا الحصان ذو صهيل تطرب له الآذان ((وتشنف)) له الأسماع، وقد وفق بعضهم – دون شك – في إشعار بعض ((الآخرين)) بهذا، فانقاد له البعض منهم وتنبه له الآخرون فأخذوا منه وردوا وكان ما ردوه عليه أكثر مما أخذوه منه.
والمنصر ينطلق من مؤسسات ومعاهد ومدارس وجامعات ومستشفيات في البلاد التي يعمل بها أو في مركز في قارة يعمل بها. كما يتخذ من بعض عواصم العالم العربي مركزاً له في الإنطلاقة إلى أدغال أفريقيا وبعض عواصم الشرق الأقصى في الإنطلاقه إلى جبال وسهول آسيا. ولا يكاد يحل في بلد له فيها شأن إلا ويقيم فيها له مركزاً دائماً على شكل كنيسة أو مدرسة أو عيادة أو نحوها، بينما تكون علاقة المستشرق بالبلاد التي يعمل أعماله فيها مقصورة على زيارة خاطفة يلقي خلالها محاضرة أو يحضر إجتماعاً لمجمع هو عضو فيه أو يلبي دعوة من رئيس جامعة أو مؤسسة علمية قاصداً إلى الاستشارة وإبداء الرأي ولا تربطه بهذه روابط قوية. وقد تنتهي حياته وهو لم يقم بزيارة سريعة لبلاد كثر حولها إنتاجه حتى بات يعرف طرقها ومسالكها وقديمها وحديثها.
ويقول ((نذير حمدان)) بعد محاولة إيجاد الفروق في الوسائل بين المستشرقين والمنصرين: "ويبدو لي من خلال تتبع تراجم كثيرة للمستشرقين والمنصرين أن الدافع الكنسي (المخطط) نظم فئة قادرة على البحث والفكر فكان (المستشرقون) وجماعة قادرة على الأسلوب الدعوي الإعلامي فكان (المنصرون)، ثم التحمت الفئتان والجماعتان وكونت (الاستشراق التنصيري)"[19].
ويبدو الاستشراق التنصيري واضحاً عندما تبرز فكرة أن الكثيرين ممن احترفوا الاستشراق وبرزوا فيه ((بدأوا حياتهم العلمية بدراسة اللاهوت قبل التفرغ لميدان الدراسات الاستشراقيه، وكأنهم أرادوا أن يتسلحوا بمعرفة كافية بالعقيدة المسيحية قبل الخوض في غمار الحرب المبطنة التي أرادوا شنها على الإسلام. وظل الكثير منهم يتولى وظائف دينية وتبشيرية، وله مكانة كنسبة مرموقة، ورغم محاولات بعضهم نفي هذه التهم والإعلان عن حيادهم وأنهم إنما يقصدون من دراساتهم وجه العلم والحقيقة فقد لازم التعصب الديني أكثرهم وبدا بين سطور ما يكتبون وإن لم يعلنوا عنه صراحة وجهاراً))[20] وقد ينصب الذهن على الإتجاه أن هؤلاء الذين بدأوا حياتهم العملية بدراسة اللاهوت هم جملة من طلائع المستشرقين الذين يتحدث عنهم ((نجيب العقيقي))[21].
ولابد من التأكيد هنا إلى أن هذه الظاهرة امتدت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/ التاسع عشر والعشرين الميلاديين. ولعل من أبرز هؤلاء المستشرقين المنصرين ((الأب هنري لامانس 2862 – 1937م)) و((دنكن بلاك ماكدونالد 1863 – 1943م)) و((الأب آسين بلاثيوس 1871 – 1944م)) و((شارل دوفوكول (؟) )) و((وليام مونتغمري وات)) معاصر و((سنوك هو رغرونيه 1857 – 1936م)) والملاحظ أن هؤلاء المستشرقين المنصرين موزعين من بلاد أوربا وأمريكا في الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا[22]. ويقدم المستشرق الفرنسي ((مكسيم رودنسون مولود عام 1915م))، تبريراً لانشغال المنصرين بالإستشراق/ أو إنشغال المستشرقين بالتنصير بقوله: "لقد أدت الوضعية الحقيرة التي وجد العالم الإسلامي نفسه فيها إلى تشجيع المبشرين المسيحيين حيث وجدوا مجالاً واسعاً للعمل وبذلوا مجهودات في إتخاذ موقف الهجوم والتبشير وتضايقوا من العراقيل التي وضعها أمامهم كل من الفقة الإسلامي والإداريين الاستعماريين أنفسهم، حيث خشي هؤلاء من ردود فعل مختلفة لأعمال مكشوفة أكثر من اللازم. وفي نطاق الإتجاهات الإنسانية العادية وبمؤازرة مع الأفكار العامة للعلوم في وقتهم كانوا يربطون نجاح الدول الأوربية بدينهم المسيحي، كما كانوا يربطون تقهقر العالم الإسلامي بالإسلام، وهكذا اعتبروا المسيحية مؤيدة بطبيعتها للتطور وبالتالي اعتبروا الإسلام مؤيداً للركود والتأخر الثقافي، فاتخذ الهجوم على الإسلام أعنف الصفات وشرع المجددون في تزيين الحجج والبراهين الشائعة خلال القرون الوسطى واتخذوا مظاهر تجديدية"[23].
ولم يستطع كثير من المستشرقين – على العموم – التجرد من هذه النظرة الفوقية للإسلام ومن الشعور بتفوق المسيحية على الإسلام. وكان لهذا أثره على نظرتهم للإسلام من خلال مرآة مسيحية حيث طبقوا عليه المبادئ المسيحية وأفكارهم المسبقة ((فالمسيح)) – عليه السلام – في نظر المسيحيين هو أساس العقيدة ولذا تنسب الديانة إليه، والنصرانية شبه مهملة لفظاً ومعنى، وحاول المستشرقون تطبيق ذلك على الإسلام ((فمحمد)) ينبغي أن يكون عند المسلمين كما ((المسيح)) عند المسيحيين، ولهذا يطلقون على الإسلام المحمدية أو المذهب المحمدي وعلى الشخص المسلم ((محمدي))، فيغفل الإسلام لفظاً ومعنى. ويبقى المذهب بشرياً صاغه ذلكم المصلح العبقري ((محمد)) في مكة والمدينة. ويخرج المسيحيون إلى بشرية الإسلام وإلهية المسيحية على اعتبار أن المسيح لديهم هو ابن الله[24] – أو ربما عند البعض هو الإله، الذي لم يتزوج ولم يحارب ولم يقُد أمه، بخلاف ((محمد)) المزواج المحارب السياسي القائد رجل الدولة المستفيد من الحضارات والثقافات التي سبقته أو عاصرها، يجمع منها جميعاً مجموعة من الطقوس والأحكام والسلوكيات وحاول أن يظهر منها بدين جديد يسميه الإسلام: فيأخذ من الجاهلية صلاة الجمعة، وصوم عاشورا، وتطييب البيت الحرام وحظ الذكر في الميراث مثل حظ الأنثيين، والتكبير، والأشهر الحرم، والحج والعمرة، ونتف الإبط، وحلق العانة، والوضوء والاغتسال، والختان وتقليم الأظافر. ويأخذ من الصائبة الصلوات الخمس، والصلاة على الميت، وصيام شهر رمضان، والقبلة، وتعظيم مكة، وتحريم الميتة ولحم الخنزير، وتحريم الزواج من المحارم. ويأخذ من الهندية والفارسية قصة المعراج، والجنة وما فيها من الولدان والحور العين، والصراط المستقيم.
ويأخذ من اليهودية قصة ((قابيل وهابيل)) وقصة ((إبراهيم – عليه السلام)) – وقصة ملكة سبأ، وقصة ((يوسف الصديق – عليه السلام)) –.
ويأخذ من النصرانية قصة ((أهل الكهف)) وقصة ((مريم العذراء))، وقصة طفولة ((عيسى)) – عليه السلام[25] –. وليس المقام هنا دحض هذه الشبهات والتصدي لها، فقد قام بهذا علماء مسلمون أجلاء، ولكنها هنا محاولة لإثبات قوة الرابطة بين التنصير والاستشراق وأن الاستشراق عمل على توصية ((زويمر)) في إخراج المسلمين من دينهم دون النظر إلى إدخالهم في النصرانية من خلال تشويه الإسلام وإضعاف قيمته وتصويره للرأي العام الأوروبي والأمريكي بصورة مزرية بعيدة عن المستوى الحضاري في عصرنا الحاضر[26]، ومن خلال معاونة المستشرقين على تثبيت وتأكيد هذه الإتهامات وتوسعهم فيها وتخصص كل فريق منهم في بعضها يروجونها في مؤلفاتهم ودراساتهم مع إدراكهم ((أنها لا تعدوا أن تكون دسائس مغرضة وإشاعات ملفقة لمحاربة الإسلام وتشويه مفاهيمه، فالاستشراق والتبشير عدو واحد له هدف واحد يسعى ليدركه وهو تشويه الإسلام ليصل من وراء ذلك إلى تمزيق المسلمين وإشاعة البلبلة في أفكارهم وبين صفوفهم لئلا يلتقوا فيراجعوا من عزتهم ما كان[27] ولعل هذا يكون مبرراً واحداً من مجموعة من المبررات التي تفسر بداية الاستشراق وإنطلاقه من الكنيسة بإنشاء أول مركز لتعليم اللغة العربية في الفاتيكان لتخريج أهل جدل يقارعون فقهاء المسلمين وعلماءهم ومفكريهم. وبرحيل الرهبان إلى المشرق والمغرب الإسلامي لتعلم اللغة العربية وعلوم الإسلام للغاية نفسها[28].
على أن بعض الباحثين في الاستشراق والمستشرقين يحاول من خلال الاستقراء أن يصنفهم حسب قوة إندفاعهم لتحقيق أغراض التنصير فالكاثوليك مثلاً أعتى من غيرهم والفرنسيون أشد تعصباً ضد الإسلام ورسوله. فمن النادر أن نقرأ لمستشرق فرنسي شيئاً طيباً عن حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما يشير إلى ذلك ((حسين مؤنس))[29] وهناك من يرى أن المستشرقين الألمان هم أكثر المستشرقين نزاهة لأن دوافع التنصير والإستعمار لم تكن بارزة فيهم، إذ لم تستعمر ألمانيا بلداً مسلماً، ولم تهتم بنشر الدين المسيحي في الشرق[30] ومع هذا لم يخل الاستشراق الألماني من آراء خاطئة تماماً أو ((لا توافق العرب والمسلمين)) أو نقص أو غلط ولكنها – في رأي ((صلاح الدين المنجد)) غير قابلة للتعميم[31].
ولم نتعود التعميم في إصدار الأحكام العلمية الموضوعية المجردة. ويسعى المنصفون من المحللين لحركتي الاستشراق والتنصير إلى عزل فئة من المستشرقين عن هذه العلاقة الحميمة في الوقت الذي يقررون فيه وقوع المستشرقين في أخطاء مقصودة أو غير مقصودة أفاد منها التنصير. يقول ((محمد حسين علي الصغير)): "إننا لا نستطيع أن ننفي هذه التهم جملة وتفصيلاً – (التهم التنصيرية) – فلهذه أصل من الصحة، ولا يمكننا أن نزيف جميع الجهود الاستشراقية ونصمها بالتبشير، ففي هذا بعض الغلو والتطرف، ولكننا نستطيع أن ننزه قسماً ونتهم قسماً آخر، فالمستشرقون بشر، والبشر فيه الموضوعي وفيه السطحي، والمستشرقون مجتهدون، وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب"[32].
أما صفتهم بالبشرية فواردة. وأما وصفهم بالإجتهاد فأمر يحتاج إلى نظر، وليس من الإنصاف للمستشرقين أن نرقى بهم إلى هذه الدرجات، ومع هذا فعلينا ألا نغفل العلاقة القوية بين الاستشراق والتنصير والصلة الوثيقة بينهما وأن تاريخ التنصير مرتبط إرتباطاً وثيقاً بتاريخ الاستشراق، وهما لا ينفصلان عن تاريخ الاستعمار السياسي والفكري والأخلاقي[33]. وأن الآراء الاستشراقية كانت ولا تزال ((تنشر في المؤسسات التي أنشأها التبشير كالمستشفى، والمدرسة والجامعة، والمخيم، والنوادي الاجتماعية، وكذلك كانت الآراء الاستشراقية تنشر في أكبر وسيلة عبر الكلمة المكتوبة من كتب ودوريات ومجلات، ومحاضرات وندوات، ومؤتمرات))[34].
ولا بأس من أن نختم هذه الجولة في تثبيت العلاقة بين الاستشراق والتنصير بعبارة أوردها ((قاسم السامراني)) ((لصموئيل زويمر)) مع الإحجام عن التعليق يقول ((زويمر)): "إن من جملة المطالب في الجزيرة العربية بل وأولها: الحق التاريخي، لأننا نعرف أن أصقاعاً واسعة في الشرق الأدنى كانت نصرانية، والآن إسلامية، وأن المطالبة بشمال أفريقيا وسوريا وإيران وفلسطين والجزيرة العربية وآسيا الوسطى حق للنصرانية في استعادتها... يجب أن نعيد كسب الجزيرة العربية لدين المسيح من أجل كرامة الكنيسة، من أجل كرامة اسم المسيح ومن أجل شهداء نجران الذين ذكرهم القرآن.. إن الجزيرة العربية هي مهد الإسلام.. وإن المحمديين في حاجة إلى بشارة الإنجيل بنفس الحاجة التي يحتاجها الآخرون (من غير النصارى). إن الإسلام ليس هرطقة نصرانية، بل إنه كذلك ليس ديناً غير نصراني – إن الإسلام عدو للنصرانية في أصولها وأخلاقها وتاريخها وحياتها"[35].
____________________________________________
[3] محمد شامة، الإسلام في الفكر الأوربي، القاهرة: مكتبة وهبة، 1400هـ/ 1980م، ص222.
[4] نجيب العقيقى. المستشرقون. 3 أجزاء. القاهرة: دار المعارف، (1980م). 1/110 – 125.
[5] بركات عبدالفتاح دويدار. الحركة الفكرية ضد الإسلام. مكة المكرمة: المركز العالمي للتعليم الإسلامي، جامعة أم القرى، 1406هـ. ص101.
[6] نجيب العقيقي: المستشرقون. 3/249 – 316.
[7] انطلاقة التنصير مع الحروب الصليبية يقصد بها – هنا – ما يتعلق بالتنصير من حيث كونه موجهاً إلى الإسلام وإلا فالتنصير قديم في انطلاقته. واتضح في جوف آسيا والجزيرة العربية في أواخر القرن الخامس الميلادي. (أنظر إسماعيل مظهر. تاريخ تطور الفكر العربي بالترجمة والنقل عن الثقافة اليونانية المقتطف. مج66. ع2. (2/1925م) ص: 1425.
[8] نذير حمدان. في الغزو الفكري: المفهوم، الوسائل، المحاولات. الطائف: مكتبة الصديق، (د.ت) ص101. حيث يذكر أن بدايات التنصير كانت مع وفد نجران وكتب الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى النصارى.
[9] علال الفاسي. ((التبشير أسلحة أخطر الاستعمار)) الهلال مج 81. ع1 (أكتوبر 1973م/ رمضان 1393هـ). ص60 – 70.
[10] محمود محمد شاكر. رسالة في الطريق إلى ثقافتنا. القاهرة: دار الهلال، 1408هـ/ 1987م. (سلسلة كتاب الهلال/ 422) ص73 – 75.
[11] عثمان الكعاك. ((صفحات سوداء من تاريخ المبشرين)). الهلال. مج 81. ع10. (أكتوبر 1973م/ رمضان 1393هـ) ص38 – 49.
[12] محمد عبدالفتاح عليان. أضواء على الاستشرا. الكويت: دار البحوث العلمية 1400هـ/ 1980م. ص24.
[13] أنور الجندي: الإسلام في وجه التغريب: مخططات التبشير والاستشراق. القاهرة: دار الاعتصام، (د.ت) ص266 – 267).
[14] علي جريشة ومحمد شريف الزبيق. أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي. القاهرة: دار الاعتصام، (1978م). ص20.
[15] أ.ل شاتليه. الغارة على العالم الإسلامي – لخصها ونقلها إلى اللغة العربية مساعد اليافي ومحب الدين الخطيب. ط2. جدة: منشورات العصر الحديث، 1387هـ. ص93 – 94.
[16] عبدالله التل. جذور البلاء ط1. بيروت: المكتب الإسلامي، 1398هـ/ 1978م. ص228.
[17] أحمد الزغيبى. الفكر الصهيوني وأهدافه في المجتمع الإسلامي. بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في الثقافة الإسلامية. قسم الثقافة الإسلامية، كلية الشريعة بالرياض. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 3 مجلدات. 1405هـ/ 1985م. 3/1046.
[18] أنور الجندي: شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي، دمشق: المكتب الإسلامي. 1398هـ/ 1978م، ص91.
[19] نذير حمدان. في الغزو الفكري. ص186 – 188.
[20] نبيه عاقل. ((المستشرقون وبعض قضايا التاريخ العربي الإسلامي)) في محاضرات وتعقيبات الملتقى السادس للتعرف على الفكر الإسلامي. المجلد الثاني. الجزائر في 13/6 – 1/7/1392هـ الموافق 24/7 – 10/8/1972م. نشرته في الجزائر وزارة التعليم الأصلي والشئون الدينية. ص198.
[21] نجيب العقيقي. المستشرقون 1/110 – 125.
[22] محمد بن عبود. ((الاستشراق والنخبة العربية)) المجلة التاريخية المغربية. مج9. ع27 و28. (1982م). ص199 – 215.
[23] نقلاً محمد بن عبود. ((الاستشراق والنخبة العربية)). ص202.
[24] محمود حمدي زقزوق. الإسلام والإستشراق. القاهرة: مكتبة وهبة، 1404هـ. ص22.
[25] إبراهيم خليل أحمد. الاستشراق والتبشير وصلتهما بالإمبريالية العالمية. القاهرة: مكتبة الوعي العربي، 1393هـ/ 1973م. ص67 – 68.
[26] مصطفى خالدي وعمر فروخ. التبشير والاستعمار في البلاد العربية: عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى إخضاع الشرق للاستعمار الغربي. صيدا: منشورات المكتبة العصرية، 1982م. ص46.
[27] أحمد سمايلوفتش. فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر. القاهرة: دار المعارف، (1980م). ص127.
[28] أحمد عبدالرحيم السايح. ((العلاقة بين الاستشراق والتنصير)) ((أخبار العالم الإسلامي)). مج23ع. 11 (وما بعده) (14 رجب، 1409هـ الموافق 20 فبراير 1989م). انظر العدد 1112، ص10 و14.
[29] محمد أحمد مشهور الحداد. ((الاستشراق والمستشرقون)). أخبار العالم الإسلامي. مج23. ع1074، ص10.
[30] صلاح الدين المنجد. ((الاستشراق الألماني في ماضيه ومستقبله)) الهلال مج82 ع11، ص22 – 27 (شوال 1394هـ/ نوفمبر 1974م)، ص22 – 27.
[31] صلاح الدين المنجد، المستشرقون الألمان: تراجمهم وما أسهموا به في الدراسات العربية. ط2. ط1. بيروت: دار الكتاب الجديد، 1982م. ص7 – 13.
[32] محمد حسين علي الصغير. المستشرقون والدراسات القرآنية. ط2. بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1406هـ/ 1986م. ص16.
[33] قاسم السامراني. الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية. الرياض: دار الرفاعي، 1403هـ. ص51.
[34] عدنان محمد وزان. الاستشراق والمستشرقون: وجهة نظر. مكة المكرمة: رابطة العالم الإسلامي، 1404هـ/ 1984م. ص61. (سلسلة دعوة الحق/24).
[35] قاسم السامراني، الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية. ص50 – 51. وانظر أيضاً الأمير شكيب أرسلان. حاضر العالم الإسلامي: 4 أجزاء في مجلدين – ط4. بيروت: دار الفكر، 1394هـ، 1973م – 1/278 – 282.