الألباني محدِّث العصر وناصر السنَّة

منذ 2021-09-28

لمحات من حياته

الألباني محدِّث العصر وناصر السنَّة
لمحات من حياته
اسمه ونسبه:
هو الشيَّخ المحدِّث محمد ناصر الدِّين بن نوح نجاتي بن آدم، والملقِّب بالألباني نسبة إلى بلده ألبانيا، والمكنَّى بأبي عبد الرحمن أكبر أبنائه.

ولادته:
كانت ولادته عام 1332 هـ الموافق 1914 م، في مدينة (أشقودرة) عاصمة ألبانيا في ذلك الوقت.

نشأته:
نشأ العلَّامة الألباني في بيت فقير ولكنه بيت دين وعلم، فقد تخرَّج والده في معاهد إسطنبول الشَّرعية، وعاد إلى بلاده لخدمة الدِّين وتعليم النَّاس حتى غدا مرجعاً يتوافد عليه طلَّاب العلم للأخذ عنه. حتى هاجر فراراً بدينه من حكم الطَّاغية (أحمد زوغو)، ولجأ إلى دمشق التي كان قد زارها في أثناء رحلته للحجِّ في ذهابه وإيابه.

دراسته وأهم شيوخه:
لما وصل الشَّيخ الألباني مع والده إلى دمشق، كان على مشارف التَّاسعة من العمر، فأدخله والده في مدرسة (جمعيَّة الإسعاف الخيري) حتى أتمَّ المرحلة الابتدائيَّة فيها بتفوُّق.
ولما لم تَرُق لوالده المدارس النظاميَّة من النَّاحية الدينيَّة، أخرج ابنه الصغير منها، ولم يدعه يكمل دراسته، ووضع له برنامجاً علميّاً مركَّزاً، سعى من ورائه لتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النَّحو و الصرف، وفقه المذهب الحنفي، فختم الألباني على والده القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وقرأ عليه بعض كتب الصَّرف، وكتاب مختصر القدوري في الفقه الحنفي.
وممَّن درس عليهم الشيخ الألباني في صغره، صديق والده الشيخ محمد سعيد البرهاني، فقرأ عليه كتاب (مراقي الفلاح) في الفقه الحنفي، وكتاب (شذور الذهب) في النحو، و بعض كتب البلاغة المعاصرة.
وكان يحضر دروس العلَّامة الشيخ محمد بهجة البيطار مع بعض أساتذة مجمع اللغة العربية بدمشق، منهم الأستاذ عز الدين التنوخي رحمه الله تعالى، إذ كانوا يقرؤون (الحماسة) لأبي تمام.

طلبه للحديث:
بعد أن تلقَّى الشيخ رحمه الله تعالى العلم عن هؤلاء العلماء الأفاضل، أكرمه الله تعالى بالتوجُّه لطلب علم الحديث رواية ودراية، وقد حدَّث هو عن ذلك قائلاً :"إن نعم الله علي كثيرة لا أحصي لها عدداً، ولعلَّ من أهمها اثنتين: هجرة والدي إلى الشَّام، ثم تعليمه إياي مهنة تصليح السَّاعات.

أما الأولى: فقد يسرت لي تعلُّم العربية، ولو ظللت في ألبانيا لما تعلَّمت منها حرفاً، ولا سبيل إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق العربية.

وأما الثانية: فقد قيضت لي فراغاً من الوقت، أملؤه بطلب العلم، وأتاحت لي فرصة التردُّد على المكتبة الظاهريَّة وغيرها ساعات من كل يوم".
وقد بدأ الشيخ رحمه الله تعالى طلب علم الحديث وهو في العشرين من عمره، بعد أن تأثَّر بأبحاث مجلة (المنار) التي كان يُصدرها الشيخ (محمد رشيد رضا) رحمه الله تعالى.

وأتم نَسخ كتاب (المغني عن حمل الأسفار في الأسفار) للحافظ العراقي ورتَّبه ونسَّقه، وهو من أوائل الأعمال الحديثية التي قام بها، فكان هذا العمل فاتحة خير له، فقد ازداد إقبالاً على علم الحديث، مع إنكار والده رحمه الله عليه الاشتغال بهذا العلم. وقد أجازه مؤرخ حلب ومحدثِّها الشيخ (محمد راغب الطبَّاخ) رحمه الله بمرويَّاته.

وكان مما أعانه على تحصيل العلم، قربه من المكتبة الظاهرية، التي كان دائم التردُّد عليها، بالإضافة إلى بعض المكتبات التجارية الخاصة، حيث كان يستعير منها الكتب، مثل: مكتبة سليم القصيباتي رحمه الله، والمكتبة العربية لأحمد عبيد رحمه الله.
وكان آخر كتاب عمل فيه الشيخ هو كتاب (تهذيب كتاب صحيح الجامع الصغير والاستدراك عليه)، وذلك بعد أن أقعده المرض عن الحركة.

وقد تأثر الشيخ رحمه الله تعالى بمنهج شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم، والشيخ محمد بن عبد الوهَّاب رحمهم الله تعالى، ومع هذا فقد خالفهم في كثير من المسائل وفقاً لما ترجَّح لديه من أدلَّة، ولم تمنعه محبَّته لهم وتقديره لعلمهم من أن يجهرَ بمخالفته لهم وتخطئة أقوالهم ، وهذا دليل على استقلال شخصيَّته العلمية.

دعوته إلى السُنَّة وأثرها في العالم الإسلامي:
كان العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ممن سار على المنهج الذي سار عليه السلفُ الصالح في التزام الكتاب والسنَّة، في دعوتهم المباركة إلى الله تعالى. فحين ظهر له بالحجَّة والبرهان أن كثيراً من الأشياء التي كان يعدُّها من الدِّين وكان عليها مشايخه، تخالف الكتاب والسنة، أقلع عنها ولزم السنَّة وناقش فيها مشايخه مبتدئاً بأقرب الناس إليه، والده ،ومما قاله هو عن هذه المرحلة: "فلم أزل على خطِّ والدي في هذا الاتِّجاه حتى هداني الله إلى السنَّة فأقلعتُ عن الكثير مما كنت تلقَّيته عنه، مما كان يحسبه قربةً وعبادة".

ثم انتقل إلى دعوة مشايخه، وكانت مسألة التَّوحيد هي المسألة الكبيرة التي تفاصل فيها الشيخُ مع مشايخه، ومعظم مشايخ بلده، وقد أولى الشيخ رحمه الله تعالى مسألة التَّوحيد اهتماماً كبيراً وأعطاها من وقته كثيراً، وبذل في تبيينها جهداً عظيماً، دعوة وشرحاً، وتعليقاً وتأليفاً، وتحقيقاً ومناقشة.

وقد كتب الرحالةُ عبد الله الخميس في كتابه (شهر في دمشق):
"وهكذا وجدتُ السَّلفيةَ في دمشق بين صفوف الجامعة وفي حلقات العلماء، يحملها شباب مثقف مستنير يدرس الطبَّ والحقوق والآداب.. قال لي شابٌّ منهم: ألا تحضر درسنا اليوم؟ فقلت: يشرِّفني ذلك! فذهبت مع الشابِّ لأجد فضيلة الشيخ الألباني وحوله ما يزيد على الأربعين طالباً، من شباب دمشق المثقَّف، وإذا الدَّرس جارٍ في باب: (حمايةُ المصطفى صلى الله عليه وسلم جنابَ التوحيد وسدُّه طرقَ الشرك) من كتاب (التَّوحيد) وشرحه (فتح المجيد) للمجدِّد الإمام محمد بن عبد الوهَّاب وحفيده -رحمهما الله- فعجبت أشدَّ العجب لهذه المصادفة الغريبة، وأنصتُّ لكلام الشيخ، وإذا بي أسمع التحقيقَ والتدقيق والإفاضة في علم التوحيد، وقوَّة التضلُّع فيه، وإذا بي أسمع مناقشةَ الطلاب الهادئة الرزينة، واستشكالاتهم العميقة..

وبدؤوا في درس الحديث من كتاب (الروضة النَّدية) وهنا سمعت علماً جمّاً وفقهاً وأصولاً وتحقيقاً.. ولم أزل طيلة مقامي بدمشق محافظاً على درس الشَّيخ.. وقد لمستُ بنفسي لهم تأثيراً كبيراً على كثير من الأوساط ذات التأثير بالرَّأي العام، مما يبشِّر بمستقبل جدُّ كبير لهذه الدَّعوة المباركة".

جولاته ورحلاته الدَّعوية:
كان للشِّيخ رحمه الله رحلاتٌ شهرية منظَّمة بدأت أسبوعاً من كلِّ شهر ثم استقرَّت على نحو ثلاثة أيام، كان يجوب بها المحافظات السُّورية، وكان لها الأثر الطَّيب في الدَّعوة إلى الله وإلى التَّوحيد ونبذ الشرك والخرافة، مع ما صاحبها من معارضة من أهل الأهواء.

يقول هو رحمه الله: "كان من آثار هذا الإقبال الطَّيب الذي لقيته هذه الدَّعوة أن رتَّبنا برنامجاً لزيارة بعض مناطق البلاد مابين حلب واللَّاذقية إلى دمشق، وعل الرغم من قصر الأوقات التي خُصِّصت لكل من المدن، فقد صادفت هذه الرحلات نجاحاً ملموساً، إذ جمعت العديدَ من الراغبين في علوم الحديث على ندوات شبه دورية، يقرأ فيها من كتب السُّنة، وتتوارد الأسئلة، ويثور النقاش المفيد، إلا أن هذا التجوال قد ضاعف من نقمة الآخرين، فضاعفوا من سعيهم لدى المسؤولين، فإذا نحن تلقاء مشكلات يتصلُ بعضها برقاب بعض".

وكان من نتائج هذه الجهود المضادَّة إبعاد الشَّيخ إلى الحسكة –مدينة في الشَّمال الشَّرقي من سوريا-، ثم سجنه في سجن القلعة بدمشق، بالإضافة إلى تحذير طلاب العلم وعوامِّ النَّاس من الاستماع إليه ومجالسته والدعوة إلى هجرته ومقاطعته. وكان رحمه الله يعقِّب على هذه الأحداث بقوله: "لقد كان لهذا كله آثارٌ عكسيَّة لما أرادوا، إذ ضاعفتُ من تصميمي على العمل في خدمة الدَّعوة حتى يقضيَ الله بأمره".

ثم كان من فضل الله عليه وعلى الناس أن ذاع صيتُه في أرجاء المعمورة، وانتشرت كتبه في الأقطار، يقتنيها العلماء وطلاب العلم.

دروسه وحلقاته العلميَّة:
كانت مجالس الشيخ عامرةً بالفوائد، غزيرةَ النفع في سائر العلوم، وقد قُرئ على الشيخ كتبٌ كثيرة في دمشق، إذ كان يعقد درسين كلَّ أسبوع يحضرهما طلبة العلم، من تلك الكتب: (زاد المعاد) لابن القيِّم، و(نخبة الفكر) لابن حجر، و(فتح المجيد) لعبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن عبد الوهَّاب، و(الروضة النَّدية شرح الدرر البهيَّة) لصدِّيق حسن خان، و(أصول الفقه) لعبد الوهَّاب خلاف، و(الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث) لأحمد شاكر، و(منهج الإسلام في الحكم ) لمحمد أسد، و( فقه السُّنة) لسيِّد سابق، و(رياض الصالحين) للنَّووي، و(الإلمام في أحاديث الأحكام) لابن دقيق العيد.
وقد كان يلقي الدروس والمحاضرات في داره، ودور تلاميذه وأصدقائه من مثل الأستاذ الشيخ عبدالرحمن الباني، والطبيب الألمعي أحمد حمدي الخياط.

وظائفه وجهوده العلميَّة:
عمل الشيخ مدة طويلة في المكتب الإسلامي للشيخ زهير الشاويش، مع كل من العلماء المشايخ: شعيب الأرناؤوط، وعبدالقادر الأرناؤوط، ومحمد بن لطفي الصباغ، وعبدالقادر الحتاوي..وغيرهم، وقد أفاد من هذا العمل أيما فائدة، إذ كان كثيرٌ من نتاجه العلميِّ في التحقيق والتأليف والتخريج والتعليق من ثمار هذا المكتب الذي نفع الله به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
 
ودرَّس الشيخ بالجامعة الإسلامية في المدينة المنوَّرة عند تأسيسها عام 1381هـ مدة عامين، ثم عاد إلى مكانه المخصَّص له في المكتبة الظاهرية، وأكبَّ على الدِّراسة والتَّأليف.
وقد اختارته كلية الشَّريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصَّة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
كما اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شُكِّلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنَّة و تحقيقها.
 
وطلبت إليه الجامعة السلفيَّة في بنارس في الهند أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.
واختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة من عام 1395 هـ إلى 1398 هـ.    
وقد لبَّى الشيخ دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في إسبانيا، وألقى محاضرة مهمَّة طُبعت فيما بعد بعنوان: (الحديث حجَّة بنفسه في العقائد و الأحكام).
 
كما انتُدب من سماحة الشَّيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء بالسعوديَّة، للدعوة في مصر و المغرب وبريطانيا للدعوة إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة والمنهج الإسلامي الحق.
كما دُعي إلى عدَّة مؤتمرات، حضر بعضَها واعتذر عن كثير بسبب أشغاله العلمية الكثيرة.
وزار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، واجتمع فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، وألقى دروساً علميَّة مفيدة.
وفي عام 1419هـ = 1999م، مُنح الشيخ جائزةَ الملك فيصل العالمية للدِّراسات الإسلامية، وذلك تقديراً لجهوده القيِّمة في خدمة الحديث النَّبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة.

مكانته العلميَّة وثناء العلماء عليه:
قال العلَّامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشَّيخ -رحمه الله تعالى- في حقِّ الألباني: "و هو صاحب سنَّة، و نصرة للحقِّ، و مصادمة لأهل الباطل".
وقال العلَّامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: "الشَّيخ الألباني معروفٌ أنه من أهل السنَّة والجماعة، ومن أنصار السنَّة، ومن دعاة السنَّة، ومن المجاهدين في سبيل حفظ السنَّة". وقال: "لا أعلم تحت قُبة الفلك في هذا العصر أعلمَ من الشَّيخ ناصر الدين الألباني في علم الحديث".

وقال العلَّامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: "فالذي عرفتُه عن الشَّيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنَّة، ومحاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل.. أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، وأنه ذو علم جمٍّ في الحديث، رواية ودراية، وأن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس من حيث العلم، ومن حيث المنهاج، و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرةٌ كبيرة للمسلمين و لله الحمد.. أما من حيثُ التحقيقاتُ العلمية الحديثية فناهيك به".
وقال الشَّيخ زيد بن عبد العزيز الفيَّاض رحمه الله تعالى: "الشَّيخ محمد ناصر الدين الألباني من الأعلام البارزين في هذا العصر".
ووصفه الشَّيخ العلَّامة المحدِّث حمَّاد بن محمَّد الأنصاري رحمه الله تعالى بأنه: "ذو اطِّلاع واسع في علم الحديث".
وقال العلَّامة حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله تعالى: "الألباني الآن عَلَمٌ على السنَّة، والطَّعن فيه إعانة على الطَّعن في السنَّة".
وقال فضيلة الشَّيخ عبد المحسن العبَّاد البدر المدرِّس في المسجد النَّبوي: "والألباني عالم جليل خدم السنَّة، وعقيدته طيِّبة، والطَّعن فيه لا يجوز". وقال أيضاً: "فإنه بحقٍّ من العلماء الأفذاذ الذين كانوا في هذا العصر والذين لهم جهود في خدمة سنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم".
وقال فيه الشيخ المحقِّق محبُّ الدِّين الخطيب رحمه الله تعالى: "من دعاة السنَّة، الذين وقفوا حياتهم على العمل لإحيائها".
وقال فيه الشَّيخ العلَّامة الأديب علي الطَّنطاوي رحمه الله تعالى: "الشيخ ناصر أعلم مني بعلوم الحديث، وأنا أحترمه لجدِّه ونشاطه وكثرة تصانيفه، وأنا أرجع إلى الشيخ ناصر في مسائل الحديث ولا أستنكف أن أسأله عنها، معترفاً بفضله، وأنكر عليه إذا تفقَّه فخالف ما عليه الجمهور؛ لأنه ليس بفقيه".
وقال فيه الشيخ الدكتور محمد بن لطفي الصبَّاغ حفظه الله: "أعظم محدِّث في هذا العصر.. وقف حياته على خدمة السنَّة المطهرة تعليماً وتأليفا وتخريجاً و تحقيقاً..".
وقال فيه العلامة الداعية محمد الغزالي رحمه الله تعالى: "الأستاذ المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.. وللرجل من رسوخ قدمه في السنة ما يعطيه هذا الحق..".
ووصفه كلٌّ من العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي، والشيخ الفقيه د. عبدالكريم زيدان: "بمحدث الشام ومحدث العصر".

تلاميذه:
تخرَّج على يديه وعلى كتبه، وتأثَّر بمنهجه جمٌّ غفيرٌ من طلبة العلم، منهم على سبيل المثال: الشيخ محمد نسيب الرِّفاعي رحمه الله تعالى، والشيخ محمد زهير الشَّاويش (الذي آزر الشيخ وكان له الفضل الكبير في نشر علمه)، والشيخ عبدالرحمن الباني، والشيخ د. محمد بن لطفي الصباغ، ود. محمد هيثم الخياط، والشيخ عبدالرحمن النحلاوي رحمه الله، والشيخ محمد إبراهيم شقرة، والشيخ محمد عيد العبَّاسي، والشيخ علي الخشَّان، والشيخ عدنان عرعور، والشيخ علي حسن الحلبي، والشيخ سليم الهلالي، والشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، والأستاذ محمد مهدي الإستانبولي رحمه الله، والشيخ أبو إسحاق الحويني، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، والدكتور عمر سليمان الأشقر، وآخرون.

ملامح دعوته:
يمكن إجمال ملامح دعوة الشيخ فيما يلي:
1- الرجوع إلى الكتاب والسنَّة الصحيحة، وفهمهما على نهج السَّلف.
2- تعريف المسلمين بدينهم الحق، ودعوتهم إلى العمل بتعاليمه وأحكامه ،والتحلِّي بفضائله وآدابه.
3- الدَّعوة إلى توحيد الله عز وجل، وبيان عقيدة السَّلف، وتحذير المسلمين من الشِّرك ومن البدع ومن الأحاديث المنكرة والموضوعة.
4- تقريب السنَّة بين يدي الأمة في صحيح ليُعمل به، وضعيف وموضوع ليُجتنب، مع العمل على إحياء بعض السنن المهجورة في كثير من البلاد، ودعوته إلى بيان مكانة السنَّة في الإسلام، وعموم الاحتجاج بالحديث النبوي في العقائد والأحكام.
5- إحياء التفكير الإسلامي الحر في حدود قواعد الإسلام، وإزالة الجمود الفكري الذي ران على عقول الكثير من المسلمين، وتحذيره من العصبيات للجماعات، والتحزب على ضوئها والولاء والبراء فيها.
6- السعي إلى استئناف حياة إسلامية، وإنشاء مجتمع إسلامي، وتطبيق حكم الله في الأرض.

وفاته:
توفي العلامة الألباني قبيل غروب يوم السبت الثاني و العشرين من جُمادى الآخرة 1420هـ، الموافق الثاني من تشرين أول 1999م، عن عمر يناهز الثمانين عاماً، في مدينة عمَّان، العاصمة الأردنية ، وصُلِّي عليه بعد صلاة العشاء ودُفن في مقبرة قديمة في حيِّ هملان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

تعريف بمؤلفاته:
ترك الشيخ رحمه الله كثيراً من المؤلَّفات والكتب المحقَّقة أربت على المئتين، وقد تميَّزت كتبُه بالتَّحقيق العلمي، والإحاطة بالأسانيد والشَّواهد، وتتبُّع أقوال المحدِّثين، وكان جُلُّ اعتماده على المخطوطات بالمكتبة الظاهرية.
كما خلَّف عدداً كبيراً من الأشرطة المسجَّلة، من كلامه ودروسه، يُعمَل على نشرها على شكل فتاوى موضوعية.

أما أهم كتبه فهي:
1 - آداب الزفاف في السُّنَّة المطهَّرة.
2 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السَّبيل.
3 - أحكام الجنائز.
4 - تحذير السَّاجد من اتِّخاذ القبور مساجد.
5 - التوسُّل أحكامه وأنواعه.
6 - حِجَّة النَّبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه.
7 - جلباب المرأة المسلمة.
8 - الذبُّ الأحمد عن مسند الإمام أحمد.
9 - سلسلة الأحاديث الضَّعيفة وشيء من فقها وفوائدها.
10 - سلسلة الأحاديث الضَّعيفة والموضوعة وأثرها السيِّئ في الأمة.
11 - صحيح الترغيب والترهيب.
12 - ضعيف الترغيب والترهيب.
13 - صحيح الجامع الصغير وزياداته.
14 - ضعيف الجامع الصغير وزياداته.
15 - صحيح السُّنن الأربعة وضعيفها.
16 - صفة صلاة النَّبي صلى الله عليه وسلم.
17 - غاية المرام في تخريج الحلال والحرام.
18 - فهرس مخطوطات الظاهرية في علم الحديث.
19 - قيام رمضان.
20 - مختصر صحيح البخاري.
وترك غير قليل من الكتب والرسائل مخطوطة.

المرجع:
كتاب (محمد ناصر الدِّين الألباني، محدِّث العصر وناصر السُّنَّة)، تأليف : إبراهيم محمَّد العلي، وهو الكتاب رقم (13) في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم) التي تصدرها دار القلم بدمشق، الطبعة الثانية، 1424هـ - 2003م.
______________________________________________
الكاتب: 
أحمد بن محمود الداهن

 
  • 3
  • 0
  • 3,942

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً