مع الأنبياء - نوح عليه السلام : أول الرسل يوضح الطريق دون ملل أو كلل

منذ 2021-10-23

وبالجملة فنوح عليه السلام إنما بعثه الله تعالى لما عبدت الأصنام والطواغيت ، وشرع الناس في الضلالة ، والكفر فبعثه الله رحمة للعباد فكان أول رسول بعث إلى أهل الأرض

نوح عليه السلام أول الرسل إلى أهل الأرض بعدما دب الشرك وانتشر بسبب تلبيس إبليس ودعوته الناس إلى تصوير  الصالحين (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) وتجسيدهم بعد رحيلهم في تماثيل توضع في مجالسهم ليذكروهم بهؤلاء الصالحين وما كانوا عليه من سيرة طيبة وقدوة حسنة, ولتذكرهم هذه التماثيل بذكر الله, فلما قضى الجيل الأول وانقضى,, جاءت أجيال بعد أجيال حتى نفث الشيطان فيهم أن الآباء كانوا يعبدون هذه التماثيل ويعظمونها , فوقعوا في الشرك عياذاً بالله.

فأرسل الله تعالى نوحاً إلى أهل الأرض رحمة بهم من الخلود في النار بسبب ما أحدثوه من شرك وتبديل لشرائع الله وأصول دينه.

قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية:

هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ ، وهو إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام كان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة فيما ذكره ابن جرير وغيره ، وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة ، وكان بينهما عشرة قرون ، كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه : حدثنا محمد بن عمر بن يوسف ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، حدثنا أبو توبة ، حدثنا معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد بن سلام ، سمعت أبا سلام ، سمعت أبا أمامة  «أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : نعم . مكلم . قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون»  . قلت : وهذا على شرط مسلم ، ولم يخرجه . وفي صحيح البخاري ، عن ابن عباس قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام . فإن كان المراد بالقرن مائة سنة ، كما هو المتبادر عند كثير من الناس فبينهما [ ص: 238 ] ألف سنة لا محالة ، لكن لا ينفي أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام ; إذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة لم يكونوا على الإسلام ، لكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون ، وزادنا ابن عباس أنهم كلهم كانوا على الإسلام ، وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ ، وغيرهم من أهل الكتاب : أن قابيل وبنيه عبدوا النار ، والله أعلم .

وإن كان المراد بالقرن الجيل من الناس ، كما في قوله تعالى :  {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح}  [ الإسراء : 17 ] . وقوله :  {ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين}  [ المؤمنون : 42 ] . وقال تعالى :  {وقرونا بين ذلك كثيرا } [ الفرقان : 38 ] . وقال :  {وكم أهلكنا قبلهم من قرن } [ مريم : 74 ] . وكقوله عليه السلام  «خير القرون قرني » . الحديث . فقد كان الجيل قبل نوح يعمرون الدهور الطويلة فعلى هذا يكون بين آدم ونوح ألوف من السنين ، والله أعلم .

وبالجملة فنوح عليه السلام إنما بعثه الله تعالى لما عبدت الأصنام والطواغيت ، وشرع الناس في الضلالة ، والكفر فبعثه الله رحمة للعباد فكان أول رسول بعث إلى أهل الأرض ، كما يقول له أهل الموقف يوم القيامة ، وكان قومه يقال لهم بنو راسب فيما ذكره ابن جرير وغيره .

واختلفوا في مقدار سنه يوم بعث . فقيل : كان ابن خمسين سنة . وقيل : ابن ثلاثمائة وخمسين سنة . وقيل : ابن أربعمائة وثمانين سنة حكاها ابن جرير ، وعزا الثالث منها إلى ابن عباس .أ هـ

#أبو_الهيثم

#مع_الأنبياء

 

  • 8
  • 2
  • 2,462
المقال السابق
إدريس عليه السلام
المقال التالي
قصة أصحاب القرية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً