فوائد متنوعة من مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد (1)

منذ 2021-11-02

المدينة, لا يقال لمسجدها: الحرم, ولا المسجد الحرام, وإنما يقال: مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد, رحمه الله, له مصنفات كثيرة, فيها فوائد عديدة,  وقد يسر الله الكريم لي فقرأت أكثرها, واخترت بعضاً مما ذكره الشيخ, أسأل الله أن ينفع بها.   

كتاب: التعالم وأثره على الفكر والكتاب

العلم نقطة كثَّرها الجاهلون:

يؤثر عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. قوله " العلم نقطة كثّرها الجاهلون" ولعظيم نفعها تناولها العلماء رحمهم الله تعالى بالبيان في مؤلفات مفردة منها: "زيادة البسطة في بيان العلم نقطة" للنابلسي, وللشيخ أحمد الجزائري م سنة 1330هـ رسالة في شرحها.

وهي بمعنى قول الغزالي: " لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف " [ص:5]

أمثلة للمتعالمين الذين يدعون العلم:

في كتب المحاضرات أن رجلاً كان يفتي كل سائل دون توقف, فلحظ أقرانه ذلك منه, فأجمعوا أمرهم لامتحانه, بنحت كلمة ليس لها أصل هي " الخنفشار " فسألوه عنها, فأجاب على البديهة: بأنه نبت طيب الرائحة, ينبت بأطراف اليمن, إذا أكلته الإبل عقد لبنها, قال شاعرهم:

لقد عقدت محبتكم  فؤادي       كما عقد الحليب الخنفشار

وقال داود الأنطاكي في " تذكرته ": كذا, وقال فلان وفلان....وقال النبي صلى الله عليه وسلم, فاستوقفوه, وقالوا: كذبت على هؤلاء, فلا تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم, وتحقق لديهم أن ذلك المسكين: جراب كذب, وعيبة افتراء في سبيل تعالمه, نسأل الله الصون والسلامة.[ص:15]

أسوأ ظواهر التعالم:

من أسوأ ظواهر التعلم: " إثبات الشخصية في الرسائل " بما تلقاه عدد من الطلاب في إعداد رسائلهم عن أساتيذهم في الإشراف, والمناقشة من أن وسيلة القبول وعنوان النجاح وقائد الامتياز: أن يخوض الطالب غمار الترجيح والاختيار والقبول والرد ؟ ولهذا فترى الرسائل محشورة سطورها بهذه العبارات السمجة:

" ترجيحنا, اختيارنا, رأينا, ونحن نرفض هذا القول, ونحن نرى, ونحن لا نؤيد هذا الرأي, وهذا الحديث صحيح, وذاك ضعيف..." قال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:

يقولون هذا عــــــــــــــندنا غير جائز        ومن أنتمو حتى يكون لكم عند

وهكذا في بلاء متناسل, فالمشرف يزأر على الطالب بإثبات شخصيته من هذا الوجه

والمناقش يأتي _ وقد ارتدى الجبة أو العباءة السوداء, وهذا تقليد كنسي في مناقشة الرسائل, يجب على أهل العلم والإيمان مخالفتهم فيه _ فأول ما يستفتح المناقشة بأنه رأي الطالب قد ظهرت, ووضحت شخصيته في إعداد الرسالة مشيراً إلى ذلك الوجه

فلا تسأل عن نشوة الجميع ؟ وما بين أيديهم إلا بضاعة مزجاة يخادعون أنفسهم.

ومن أسوأ ما رأيت وما سمعت رسائل في محاكمة الحفاظ أمثال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى, في حكمه على الرجال في " التقريب" كمن قال فيه " مجهول" مثلاً[67]

زجر السفهاء عن تتبع رخص العلماء:

ما ذكرته في هذا المبحث من التحذير من الشذوذ والترخص, هو قلة من كثرة, وتجد أقوالهم مجموعة بأبسط منه في الرسالة النافعة: "زجر السفهاء عن تتبع رخص الفقهاء وفي كتاب" السعادة العظمى " مبحث مهم, والله الموفق والمعين.[ص:94]

كتاب: خصائص جزيرة العرب

مكة المكرمة, والمدينة المنورة:

شاع في العصور المتأخرة قولهم: " مكة المكرمة ", و " المدينة المنورة ", وهما أي: المكرمة, والمنورة, وصفان مناسبان, لكن لا يعرف ذلك عند المتقدمين من المؤرخين وغيرهم, وهو _ على ما يبدو _ من محدثات الأعاجم الترك, إبان نفوذهم على الحرمين.[ص:39]  

مسجد النبي صلى الله عليه وسلم:

المدينة, لا يقال لمسجدها: الحرم, ولا المسجد الحرام, وإنما يقال: مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.[ص:50]

المسجد الأقصى:

لا يقال للمسجد الأقصى: ثالث الحرمين لأن لفظ (الحرم) لا يطلق عليه [ص:50]

إخراج المشركين من جزيرة العرب:

إذا كانت العلة الشرعية في إخراج المشركين من هذه الجزيرة, وعدم الرضا بأي كيان لهم فيها, هي: لتبقى هذه الديار ديار إسلام, وأهلها مسلمون, فتسلم قاعدة المسلمين, ويسلم قادتهم, من أي تهويد أو تنصير...فإن الحكم يدور مع علته.

وعليه فلا يفيد هذا الحكم القصر على إخراج أجساد المشركين من هذه الجزيرة, بل يرمى إلى ما هو أبعد من ذلك, إلى العلة التي من أجلها وجب إخراجهم منها, وحرمت سكناهم فيها.

ولذا يشمل هذا الحكم إخراج نفوذهم, وتوجيههم, وحضارتهم, ودعوتهم, وتياراتهم المعادية للإسلام, وعن كل ما يهدد أخلاقيات هذه البلاد, وينال من كرامتها[84]

كتاب: الرد على المخالف

المُثخن بجراح التقصير الكاتم للحق:

هذه الأمة ولله الحمد لم يزل فيها من يتفطن لما في كلام أهل الباطل من الباطل ويرده وهم لما هداهم الله به يتوافقون في قبول الحق, ورد الباطل رأياً ورواية من غير تشاعر.

ولأمر خير يريده الله في هذه الطائفة, الذابة عن دين الله وشرعه, ينالهم أنواع من الأذايا والبلايا, زيادة في مضاعفة الأجر. وخلود الذكر, ومن أسوأها نفثات المخذلين المقصرين من أهل السنة, فترى المُثخن بجراح التقصير, الكاتم للحق, البخيل ببذل العلم, إذا قام إخوانه بنصرة السنة يضيف إلى تقصيره, مرض التخذيل, ومن وراء هذا ليوجد لنفسه عند الناشدة والمطالبة: العذر في التولي يوم الزحف على معتقده.

وهكذا تُلاكُ هذه الظاهرة المؤذية بصفة تشبه الحق, وهي باطل محض.  

وهذه الظاهرة إنما تنتشر لقصور الفهم, وضعف القدرة, وتقلص علم الوحي, وأنوار النبوة, والركون إلى الدنيا.

فقل لي بربك: إذا أظهر المبطلون أهواءهم, والمرصدون في الأمة: واحذ يخذل, واحد ساكت فمتى يتبين الحق ؟ ألا إن النتيجة تساوى: ظهور الأقوال الباطلة, والأهواء الغالبة على الدين الحق بالتحريف والتبديل, وتغير رسومه في فِطَرِ المسلمين. فكيف يكون السكوت عن الباطل حقاً, والله يقول:  { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}  [الأنبياء:18]

ألا إن السكوت عن كل مبطل وباطله أبداً: هو هنا أبطل الباطل, وخوض في باطن الإثم وظاهره. فيا لله كيف يؤول " التخذيل " إلى مكيدة للإسلام يصير بها نهاباً للأهواء.[ص:14_15]

كسر حاجز الولاء بين المسلم والكافر تحت شعارات مضللة:

كسر حاجر ( الولاء والبراء ) بين المسلم, والكافر, وبين السني والبدعي, وهو ما يسمى في التركيب المولد باسم: ( الحاجز النفسي ) فيكسر تحت شعارات مضللة:  "التسامح", و "تأليف القلوب", "نبذ الشذوذ والتطرف", "التعصب", "الإنسانية", ونحوها من الألفاظ ذات البريق, والتي حقيقتها ( مؤامرات تخريبية ) تجتمع لغاية القضاء على المسلم المتميز, وعلى الإسلام[ص:6]

كتاب: تحريف النصوص

الأمانة وفلاح الأمة:

إن فلاح الأمة في صلاح أعمالها, وصلاح أعمالها قي صحة علومها, وصحة علومها أن يكون رجالها أمناء, فيما يرون أو يصفون, فمن تحدث في العلم بغير أمانة, فقد مسَّ العلم بقرحة, ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر عثرة

قال الشيخ محمد الخضر حسين: العلم بغير أمانة شر من الجهل, و...ذكاء لا يصاحبه صدق اللهجة نكبة على العقل.[ص:22_2]

* حفظ الأمانة يوجب سعادة الدارين والخيانة توجب الشقاء فيهما[21]

* المسمون اليوم بـ "العصرانيين" دعاة فصل الدين عن الدولة[44]

* مذهب العصرانية, من أُسُسِهِ "ضغط النص للواقع[ 54]

* من هتك أمانته جرح عدالته, وما خائن بِمُزَكَّى[180]

كتاب: هجر المبتدع

هجر المبتدع:

قمع المبتدع وزجره, ليضعف عن نشر بدعته, فإنه إذا حصلت مقاطعته, والنفرة منه, بات كالثعلب في جحره.

أما معاشرته ومخالطته, وترك تحسيسه ببدعته فهذا تزكية له, وتنشيط, وتغرير بالعامة, ( إذ العامي مشتق من العمى,  فهو بيد من يقوده غالباً ) فلا بد إذا من الحجر على المبتدع استصلاحاً للديانة وأحوال الجماعة, وهو ألزم من الحجر الصحي لاستصلاح الأبدان.[ص:11]

ضوابط الهجر:           

فإذا كانت الغلبة والظهور لأهل السنة كانت مشروعية هجر المبتدع قائمة على أصلها, وإن كانت القوة والكثرة للمبتدعة _ ولا حول ولا قوة إلا بالله _ فلا المبتدع ولا غيره يرتدع بالهجر, ولا يحصل المقصود الشرعي, لم يشرع الهجر وكان مسلك التأليف, خشية زيادة الشر.[ص:45]

الحذر المبتدع وبدعته:

احذر المبتدع, واحذر بدعته, وأعمل الولاء والبراء معه, وتقرب إلى الله بذلك, وبهجره الهجر الشرعي, منزلاٍ على قواعد الشريعة وأصولها في رعاية المصالح, ودفع المفاسد, وإياك ثم إياك من تأمير الهوى هجراً, أو تركاً.[ص:47]

                  كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 1,314

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً