(4) فوائد متنوعة من مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد

منذ 2021-11-07

الأول: التلحين والتطريب والتغني والتقعر, والتمطيط في أداء الدعاء, مُنكر عظيم, ينافي الضراعة, والابتهال, والعبودية, وداعية للرياء


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد, رحمه الله, له مصنفات كثيرة, فيها فوائد عديدة,  وقد يسر الله الكريم لي فقرأت أكثرها, واخترت بعضاً مما ذكره الشيخ, أسأل الله أن ينفع بها.   

كتاب: بدع القراء القديمة والمعاصرة

بدع القراء التي نبه عليها العلماء:

1, 2_ التنطع بالقراءة والوسوسة في مخارج الحروف

3-الخروج بالقراءة عن لحن العرب إلى لحون العجم

4-قراءة الأنغام والتمطيط.

5-التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشعر

6- قراءة التطريب بترديد الأصوات.

7- هذه كهذِّ الشعر.

8- قراءة الهذرمة.

9-ومما ينهى عنه " التقليس " بالقراءة, وهو رفع الصوت.

10-القراءة بالإدارة, وهي تناوب المجتمعين في قراءة آية, أو آيات, أو سورة, أو سور إلى أن يتكاملوا بالقراءة, ولا تعنى هذه المشروع في مدارسة القرآن.

11-القراءة والإقراء بشواذ القراءات.

12-الجمع بين قراءتين فأكثر في آية واحدة في الصلاة أو خارجها في مجامع الناس.

13_ من البدع: التخصيص بلا دليل بقراءة آية أو سورة في صلاة فريضة, أو في غيرها من الصلوات

14_ ومن البدع: التخصيص بلا دليل بقراءة آية, أو سورة في زمان أو مكان, أو لحاجة من الحاجات, وهكذا قصد التخصيص بلا دليل.

15_من البدع المنكرة قراءة القرآن العظيم للسؤال به.

16_ وضع اليدين على الأذنين أو إحداهما على إحدى الأذنين عند القراءة.[6]

التحرك عند القراءة:

اشتدت كلمة علماء الأندلس في النكير على: التمايل, والاهتزاز, والتحرك, عند قراءة القرآن, وأنها بدعة يهودية, تسربت إلى المشارقة المصريين, ولم يكن شيء من ذلك مأثوراً عن صالح سلف هذه الأمة.[43]

القراءة في صلاة الجمعة بما يتناسب مع موضوع الخطبة:

رتب النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة صلاة الجمعة ثلاث سنن: قراءة سورتي الجمعة والمنافقون, أو سورتي الجمعة والغاشية, أو سبح والغاشية.

وقد فشى في عصرنا العدول من بعضهم عن هذا المشروع إلى ما يراه الإمام من آيات وسور القرآن الكريم متناسباً مع موضوع الخطبة. وهذا التحري لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا يعرف عن سلف الأمة, فالتزام ذلك بدعة[45]

تخصيص الآيات بصوت مغاير للخطبة:

مما أحدث الوعاظ وبعض الخطباء في عصرنا مغايرة الصوت عند تلاوة الآيات من القرآن لنسق صوته في وعظه أو الخطابة.

وهذا لم يعرف عن السالفين, ولا الأئمة المتبوعين, ولا تجده لدى أجلاء العلماء في عصرنا, بل يتنكبونه, وكثير من السامعين لا يرتضونه, والأمزجة مختلفة ولا عبرة بالفاسد منها, كما أنه لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر هذه الأمة وسلفها. والله أعلم.[46]

نصيحة لقارئ القرآن وخاصة أئمة المساجد من التقليد والمحاكاة في قراءة القرآن:

أنصح كل مسلم قارئ لكتاب الله تعالى, وبخاصة أئمة المساجد, أن يكفوا عن المحاكاة والتقليد في قراءة كلام رب العالمين, فكلام الله أجلّ وأعظم من أن يجلب له القارئ ما لم يطلب منه شرعاً. زائداً على تحسين الصوت حسب وسعه لا حسب قدرته على التقليد والمحاكاة, وقد قال الله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:  {وما أنا من المتكلفين} [ص:86] وليجتهد العبد في حضور القلب, وإصلاح النية, فيقرأ القرآن محسناً به صوته من غير تكلف. وليجتنب التكلف من الأنغام, والتقعر في القراءة, والممنوع من حرمة الأداء.[42]

كتاب: تصحيح الدعاء للعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد:

الدعاء:

الدعاء أكرم شيء على الله سبحانه, وهو طريق إلى الصبر في سبيل الله, وصدق في اللجأ, وتفويض الأمور إليه, والتوكل عليه, وبُعدٍ عن العجز والكسل, وتنعم بلذة المناجاة لله, فيزداد إيمان الداعي ويقوى يقينه, والله سبحانه يحب من عبده أن يسأله

والدعاء عبادة سهلة, ميسورة, مطلقة غير مقيدة أصلاً بمكان ولا زمان ولا حال.

وملازمة الدعاء, أخذ بأسباب دفع البلاء, ودفع الشقاء....وكم من بلاء رُدّ بسبب الدعاء, فكم من بلية ومحنة رفعها الله تعالى بالدعاء, ومصيبة كشفها بالدعاء, وذنب ومعصية غفرها الله بالدعاء, فهو حرز للنفس من الشيطان

وكم من رحمة ونعمة ظاهرة وباطنة استُجلبت بسبب الدعاء, من نصر وعز وتمكين ورفع درجات في الدنيا والآخرة, فلله ما أعظم شأن الدعاء, وأعظم فضل الله ونعمته على عباده به.[19]

تنبيه حول إطلاق لقب " التصور الإسلامي " على " علم التوحيد":

أطلق سيد قطب _ رحمه الله تعالى _ لقب: " التصور الإسلامي " على " علم التوحيد " وطُبع كتاب له بذلك باسم: " خصائص التصور الإسلامي " وهو خطأ لغة وشرعاً, لأن التصور ما يقبل الصواب والخطأ, والصدق والكذب, وهو من مصطلحات المناطقة, ثم ليس له ما يؤيده شرعاً. وقد غلط بعض من كتب مدخلاً إلى العقيدة الإسلامية, فذكره مصطلحاً مسلماً في تطور أسماء هذا العلم الشريف, فليتنبه.[حاشية رقم (3) ص:228]  

الخطب والاستشهاد بالشعر:

لا أعرف في خُطب النبي  صلى الله عليه وسلم ولا في خطب الصحابة رضي الله عنهم الاستشهاد بالشعر ببيت فصاعداً, وعلى هذا جرى التابعون لهم بإحسان.

وقد استمرأ بعض الخطباء في القرن الرابع عشر تضمين خطبة الجمعة البيت من الشعر فأكثر, بل ربما صار الاستشهاد بمقطوعات شعرية متعددة, وربما كان إنشاد بيت لمبتدع, أو زنديق, أو متجِن.

والمقام في " خطبة الجمعة " مقام له خصوصيات متعددة يخالف غيره من المقامات, في الدروس, والمحاضرات, والوعظ, والتذكير, وهو مقام بليغ لتبليغ هذا الدين, صافياً, يجهر فيها الخطيب بنصوص الوحيين الشريفين وتعظيمهما في القلوب, والبيان عنهما بما يليق بمكانتهما, ومكانة فرائض الإسلام, فلا أرى لك أيها الخطيب للجمعة إلا اجتناب الإنشاد في خطبة الجمعة, تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بك أجمل, وبمقامك أكمل. والله المستعان.[ص:99]

التصفيق:

لا يُشرع التصفيق في شيء من أمور الدين إلا في موضع واحد للحاجة: وهو للمرأة داخل الصلاة إذا عرض عارض كسهو الإمام في صلاته.

وما زال أمر الأمة جارياً على السلامة والسداد في هجر التصفيق وعدم اتخاذه ديناً ولا عادة...ثم حدث في الأمة التعبد بالتصفيق لدى بعض المبتدعة عند قراءة الأذكار والأوراد والأحزاب, وفي الموالد, والمدائح في البيوت والمساجد وغيرها, ويظهر أنه منذ القرن الرابع.

ثم في أثناء القرن الرابع عشر تسلل إلى المسلمين في اجتماعاتهم واحتفالاتهم, التصفيق عند التعجب, تشبهاً بما لدى المشركين من التصفيق للتشجيع والتعجب.

وإذا كان التصفيق في حالة التعبد: بدعة وضلالة, فإن اتخاذه عادة في المحافل والاجتماعات للتشجيع والتعجب تشبه منكر ومعصية يجب أن تُنكر.

معلوم أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند التعجب, هو الثناء على الله تعالى, وذكره بالتكبير, والتسبيح, والتهليل, ونحوها.[86]

من أنواع استجابة الدعاء:

لا يغيب عن بال الداعي أنه يحصل بسبب الدعاء: سكينة في النفس, وانشراحاً في الصدر, وصبراً يسهل معه احتمال الواردات عليه, وهذا نوع عظيم من أنواع الاستجابة.[ص:336]

قول: " أعوذ بالله من الشيطان العظيم " بعد التثاؤب:

قول من تثاءب بعده: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " زيادة غير مشروعة في هذا الموضع على الفعل المشروع وهو الكظم, أو إمساك الفم باليد.[358]

الأصل في أداء الأذان: الوقف على كل تكبيرة, لا الوصل بين كل تكبيرتين:

الأصل وظواهر الأدلة تفيد أن السنة في أداء الأذان هو: الوقف على كل تكبيرة كسائر الأذان, لا الوصل بين كل تكبيرتين, وأو الوصل بين كل تكبيرتين في أداء الأذان خروج عن الظاهر والأصل بلا دليل, والله تعالى أعلم.[392]

دعاء ختم القرآن داخل الصلاة في التراويح:

دعاء ختم القرآن داخل الصلاة في التراويح عمل لا أصل له من هدي النبي صلى الله عليه وسلم, ولا من هدي الصحابة رضي الله عنهم, ولم يرد فيه مروي أصلاً, ومن أدّعى فعليه الدليل.[ص:423_424]

الحذر من المجازفة والتجني في إخفاء معالم الخير:

القاعدة أنه يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً, والله تعالى يقول: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه }  [البقرة:114] الآية, ولا ينكر سماع الخير نفس مؤمنة, والحياة كما ترى صاخبة, والمساكن متباعدة, لسعة أفنيتها, وارتفاع أبنيتها, وكم من البيوت اليوم مليئة بالملهيات, والمغريات, وعشرات القنوات, وقد نفذ هذا الصوت بهذا الذكر المبارك عبر هذه الأداة لأداء هذه الشعيرة العظيمة, من نحو نصف قرن في رحاب الحرمين الشريفين ومساجد مدن قلب جزيرة العرب: " المملكة العربية السعودية " أدام الله عزها, وما رأينا أثراً من معصية أو بدعة ترتبت على ذلك, بل هذا إشعار بظهور الخير وإعلانه والجهر به, وهذا شرف لأهل الإسلام وزينة لهم. وحذار من المجازفة والتجني في إخفاء معالم الخير, وليعلم أنه يرد على كل قاعدة استثناءات غالباً فوجود واقعات جزئية تنغمر في جانب المصالح العظيمة وتعالج في حينها.[428]

كتاب: دعاء القنوت

بيان ما يجتنب في القنوت:

الأول: التلحين والتطريب والتغني والتقعر, والتمطيط في أداء الدعاء, مُنكر عظيم, ينافي الضراعة, والابتهال, والعبودية, وداعية للرياء, والإعجاب, وتكثير جمع المعجبين به. وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث.

الثاني: يُجتنبُ جلب أدعية مخترعة, لا أصل لها, فيها إغراب في صيغتها, وسجعها وتكلفها.

الثالث: يُتجنبُ التزام أدعية وردت في روايات لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم, لأن في سندها كذاباً, أو متهماً بالكذب, أو ضعيفاً لا يقبل حديثه, وهكذا.

الرابع: يُجتنبُ قصد السجع في الدعاء, والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد.

الخامس: يُجتنبُ اختراع أدعية, فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة, لما تحدثه من تحريك العواطف, وإزعاج الأعضاء, والبكاء والشهيق, والضجيج, والصعق.

السادس: يُجتنبُ التطويل بما يشق على المأمومين, ويزيد أضعافاً على الدعاء الوارد.

السابع: يُتركُ زيادة ألفاظ لا حاجة إليها, في مثل قول الداعي: " اللهم انصر المجاهدين في سبيلك " فيزيد في كل مكان.

الثامن: لا يأتي الإمام بأدعية ليس لها صفة العموم, بل تكون خاصة بحال ضُرّ أو نصره, ونحو ذلك.

التاسع: ليس من حق الإمام أن يراغم المأمومين ولا أن يضارهم بوقوف طويل يشق عليهم.[ص:5_15]

                     كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 2
  • 0
  • 1,388

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً