المنتقى من كتاب " إحياء علوم الدين " للإمام الغزالي - المقدمة

منذ 2021-12-20

وقال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز رحمه الله: كتاب فيه شر كثير وإن كان من أجل كتبه كما قال الشارح لما فيه من بعض الفوائد ولكنه فيه شر كثير...من البدع الكثيرة وتأييد مذهب الأشاعرة

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فإن مما يجعل بعض الأشياء تشتبه على بعض الناس, اشتمالها على حق وباطل, وخير وشر, ونفع وضر, وبعض الكتب المصنفة قديماً وحديثاً تشتمل على ذلك, لذا ينبغي التنبه لها, والحذر منها, وعدم الاقتصار على رؤية الأشياء الحسنة فيها, وإغفال ما فيها من مفاسد وأضرار, ومن تلك الكتب,  كتاب " إحياء علوم الدين" للإمام أبي حامد الغزالي المتوفى سنة (505 هـ) رحمه الله وعفا عنه, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كلامه في الإحياء غالبه جيد...وفيه مواد فاسدة مادة فلسفية, ومادة كلامية, ومادة من ترهات الصوفية, ومادة من الأحاديث الموضوعة...وما في الإحياء من الكلام في المهلكات, مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد, فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية, ومنه ما هو مقبول, ومنه ما هو مردود, ومنه ما هو متنازع فيه, والإحياء فيه فوائد كثيرة, لكن فيه مواد فاسدة, من كلام الفلاسفة ,تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد, فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين...وفيه أحاديث وآثار ضعيفة, بل موضوعة كثيرة, وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم, وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب, الموافق للكتاب والسنة, ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة ما هو أكثر مما يُردُّ منه, فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه.

وقال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز رحمه الله: كتاب فيه شر كثير وإن كان من أجل كتبه كما قال الشارح لما فيه من بعض الفوائد ولكنه فيه شر كثير...من البدع الكثيرة وتأييد مذهب الأشاعرة في نفي الصفات وتأويلها, وإذا تأمله طالب العلم وجد شراً كثيراً, ووجد فيه فوائد جمة, فيه فوائد عن أحوال القلوب, وعن كثير من الأعمال, ولكن مشحون أيضاً بأشياء تضر طالب العلم.

وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان : فيه طوام وفيه بلايا, وإن كان فيه شيء من الخير والفوائد, لكن فيه من المهلكات, والسموم الشيء الكثير, وهو كتاب مختلط, شره أكثر من نفعه.

ولوجود هذه الأضرار والمفاسد في كتاب "إحياء علوم الدين" فقد حذر أهل العلم منه, وصنف بعضهم في ذلك, منهم: الإمام المازري قال شيخ الإسلام ابن تيمية: رد عليه المازري في كتاب أفرده. وقال الحافظ الذهبي: رأيت كتاب " الكشف والإنباء عن كتاب الإحياء " للمازري.  ومنهم: الإمام ابن الجوزي قال: جمعتُ أغلاط الكتاب وسميته  " إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء " ,وأشرت إلى بعض ذلك في كتابي " تلبيس إبليس ". ومنهم: العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ, في كتابه " القول المبين في التحذير من كتاب إحياء علوم الدين "

وحتى يستفيد الناس مما في الكتاب من فوائد, ويسلموا مما فيه من مفاسد, فقد قام بعض العلماء باختصاره, كالإمام ابن الجوزي, والشيخ أحمد المقدسي الذي اختصر كتاب ابن الجوزي, وكالشيخ القاسمي, رحمهم الله جميعاً.

وقد قمتُ بانتقاء بعض ما يوجد في الكتاب من مواد نافعة, أسال الله الكريم أن ينفع بها الجميع, وأن يتجاوز عني فيما قصّرت فيه.

                  كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 10
  • 1
  • 2,787
 
المقال التالي
فضيلة العلم والتعليم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً