حرب الليرة والدولار

منذ 2022-01-07

تتعرض الدول النامية لفرض الربا عليها، في صورة "أموال ساخنة" أو “Hot Money”! وهذه الأموال في صورتها البسيطة، هي قروض من العائلات اليهودية المرابية

 

تتعرض الدول النامية لفرض الربا عليها، في صورة "أموال ساخنة" أو “Hot Money”! وهذه الأموال في صورتها البسيطة، هي قروض من العائلات اليهودية المرابية، مثل روكفلر وروتشيلد وسوروس، وصناديق التحوّط، والبنوك العالمية، تُقدم إلى حكومات الدول النامية، مقابل استفادة أصحاب هذه الأموال من الفائدة المرتفعة التي تقدمها هذه الحكومات التي تضطر إلى ذلك، من أجل الحصول على هذه القروض!

ومن المؤسف، أن هذه الحكومات عادة ما تستغل هذه القروض في سداد خدمة الديون، بدلا من أن تستغلها في مشاريع إنتاجية، تعود بالنفع على البلاد، أو حتى في سداد الديون نفسها، للتخلص منها! فتتعرض هذه الدول النامية للدوران في حلقة مفرغة من الفقر والإفقار الربوي، لا تستطيع الخلاص منها!

وقد قال رئيس الوزراء الماليزي السابق "مهاتير محمد" عن مستثمري هذه "الأموال الساخنة": "لقد أمضى هذا البلد 40 عامًا يحاول أن يبني اقتصاده، ثم يأتي مستثمرون مثل "جورج سوروس" ومعهم الكثير من الأموال، للمضاربة وتدمير كل شيء".

وما حدث في تركيا، هو أن الحكومة خفضت نسبة الفوائد، حتى لا تذهب الأرباح إلى أصحاب "الأموال الساخنة"، وحتى يستفيد اقتصاد البلد من إنتاج شركاته ومصانعه. وعندما خفضت الحكومة التركية نسبة الفوائد، عمد أصحاب "الأموال الساخنة" إلى سحب أموالهم بالدولار، حتى يقل في الأسواق وتنخفض الليرة، فترتفع الأسعار، وتضطر الحكومة إلى رفع الفائدة مرة أخرى، والعودة إلى الحلقة المفرغة!

والجديد في تركيا، هو أنها على مدى العقود القليلة الماضية، تمكنت من محاربة الفساد، وزيادة الإنتاج، والتقدم التكنولوجي، فتمكنت من ادخار 120 مليار دولار، مع تأكيد مكتشفات ذهبية تصل إلى 5000 طن، وهو ما يجعل تركيا تحتل المرتبة الثانية عالميا، بعد أمريكا التي تملك 8000 طن، وقبل ألمانيا التي تملك 3000 طن. كما أعلن عن تعويض ودائع العملة المحلية عن أي زيادة بالدولار، ورفع الحد الأدنى للأجور، فعاودت الليرة الارتفاع.

فلندع الله بنصر هذا البلد في معركة التحرر من عبودية الربا، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والنظام العالمي!

هاني مراد

كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.

  • 2
  • 0
  • 1,435

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً