كيف تتعالج بطعامك؟

منذ 2022-02-17

"اجعل الطَّعامَ هو علاجكَ، واجعل العلاج هو طعامك".

قديماً قيل: "اجعل الطَّعامَ هو علاجكَ، واجعل العلاج هو طعامك".

وقد ثبت -حديثاً- صحة تلك المقولة بأن الطَّعام هو علاجٌ قويٌّ وفعَّالٌ؛ حيث وُجِد أنَّ الطَّعام يمكن أن يمنع ويعالج ويشفي -بإذن الله- من أمراضٍ عدَّة.

فقد أثبتت كثيرٌ من الأبحاث والتقارير الطبية أن (الفيتامينات) والأملاح المعدنية والعناصر الأخرى، الموجودة في الطَّعام؛ لها خاصيةُ الحماية من أمراضٍ عدَّةٍ؛ منها: السَّرطان، وسكَّر الدَّم، وضغط الدَّم المرتفع، وأمراض القلب، وتخلخل أو وهن العظام (OSTEOPROSIS).

كما أثبتت -أيضاً- أن إضافة المواد الكيميائية والحافظة للطعام تعجِّل بأعراض الشيخوخة المبكِّرة، ولهذا فإن بعض المشاكل الصحية -مثل حالات الإجهاض، وتشوهات الأجِنَّة- قد تنتج عن نقصٍ في بعض عناصر الطَّعام، مثل حمض (الفُولِيك - من مجموعة فيتامين B المركَّب).

فكرة راسخة!
كانت الفكرة الراسخة في أذهان الناس أن الطَّعام هو وقودٌ للجسم فقط، وليس للاستشفاء، وعليه؛ تزايد إقبال الناس على الطَّعام سابق التجهيز (المحفوظ)، الذي غالباً ما يكون محتوياً على كمية عالية من الدهون والمِلْح؛ مثل: (المقليَّات) و(المشويَّات) عند أصحاب المطاعم، والباعة الجائلين، ومحلات البقالة، وهذه الأطعمة ينقصها (الفيتامينات) والعناصر الهامة للوقاية من كثير من الأمراض.

وكما أن الطعام قد يكون سبباً مباشراً للعديد من الأمراض؛ فإنه كذلك قد يكون سبباً مباشراً في علاجها، فعلى سبيل المثال: (فيتامين E)، قد ثبت علمياً -بما لا يدع مجالاً للشكِّ- أن هذا الفيتامين يمكن أن يعطى -عملياً- مع علاج مرضى القلب؛ وذلك لمنع حدوث تلف بالشَّرايين التَّاجيَّة للقلب، ولمساعدة المرضى في الشفاء.

وذلك ينطبق -أيضاً- على (فيتامين ج)، الذي يساعد كثيراً في شفاء المرضى، حيث إن شُربَ عصير الليمون أو البرتقال أو الجوافة الطَّازج، في أثناء نوبات المرض؛ يعجل -بإذن الله- بتماثل المريض للشِّفاء.

الطعام.. والأمراض:
ولعلنا نستطيع الربط بين الطَّعام وحدوث الأمراض -على نحو أوضح- عند النظر في المجتمع الأمريكي، حيث إنه نموذج للشعوب الصناعية الكبرى، التي تعتمد -على نحو كلي أو شبه كلِّي- على تناول الطَّعام السريع سابق التجهيز، بكل ما فيه من مخاطر صحيَّةٍ مؤكدة؛ حيث يُصرَف -في الوقت الحاضر- (البلايين) من (الدولارات) على النظام الصحي في ذلك المجتمع (أمريكا)؛ بالرغم من الإمكانات الهائلة، في نواحي (التكنولوجيا) المتقدمة، والبحث العلمي الدؤوب عمَّا يمكن أن يفيد البشر.

ومن المعروف في الأوساط الصحية العالمية أن الشعب الأمريكي هو من أوائل الشعوب في العالم وأكثرها إصابةً بأمراض القلب والسَّرطان، وذلك نتيجة طبيعية لأنواع الأطعمة التي يتناولها؛ والغنى والرفاهية التي يتمتع بها.. وبالمقارنة مع شعوبٍ أخرى -في العالم- أقلَّ مالاً ورفاهيةً؛ نجدها أنعم صحةً، وأطول عُمْراً.

وقد أدرك العلماء بالبحث والمعرفة أن الشعوب التي تعيش على أكل الفاكهة والخَضْراوات والحبوب المختلفة (الغِلال)؛ هي شعوب تتمتع بالحماية من أمراض القلب والسَّرطان، وذلك على عكس الشعوب الغنية التي تأكل اللَّحم والبطاطس أو (النشويات)، ولا تأكل الفاكهة أو الخضراوات إلا قليلاً؛ فتلك الشعوب عُرْضَةٌ دائماً للأمراض المختلفة، التي تعرف باسم (أمراض المدنيَّة الحديثة)!

الفيتامينات اللازمة للحياة:
وقد وجد العلماء أن الأطعمة الواقية من الأمراض، وتلك المكوَّنة من الفاكهة والخضراوات والألياف؛ غنيةٌ بـ (الفيتامينات) اللازمة للحياة؛ مثل:

• (بيتا كاروتين): الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين (أ)، كذلك يوجد فيتامين (ج) وفيتامين (E)، وبعض المعادن مثل: (السلنيوم) و(البوتاسيوم).
وقد وُجِد أن قلَّة تلك العناصر في الجسم مجتمعةً تؤدِّي إلى الأمراض المختلفة، التي تصيب الناس، بصرف النَّظر عن الجنس أو الشكل أو المكان.
كذلك فإن العلماء والباحثين قد وجدوا عناصرَ أخرى في الطَّعام الجيِّد، أطلقوا عليها اسم (الفيتوكميكالز)، ووجدوا أن تلك العناصر (PHYTOCHEMICALS) ربما تساعد في منع حدوث الأمراض المختلفة، ومن تلك العناصر نذكر:

• (الكيومارين): وهو موجود في بعض النباتات؛ مثل: البقدونس والعرقسوس والموالح، وهذه المادة ترقِّق الدَّم وتمنع تجلُّطه.

• (الإندول): يوجد في الكُرُنْبِ والقَرْنَبِيطِ وعيدان الكَرَفس، وهذا قد يساعد في منع حدوث سرطان الثَّدي، بإبطال مفعول (هرمون الإستروجين) في إثارة نمو الأورام، في أجزاء كثيرة من جسم المرأة.

• (حمض الإيلجيك): الموجود في العنب والفراولة، وهذا يفسد مفعولَ مسبِّبات السَّرَطان.

• (فيتاتز): الموجودة في الحبوب المختلفة، وهي تُبطِل مفعول (الإستروجينات) التي تشجِّع على حدوث الأورام لدى الإناث.

• (البكتين): وهو نوعٌ من الألياف الذَّائبة في الماء، الموجودة في التفاح و(الجريب فروت)، التي تساعد في خفض نسبة (الكولسترول)، وربما تحمي الجسم من الإصابة بمرض سكَّر الدم.
وعليه؛ فإن عمل هؤلاء الباحثين قد أثبت أن هناك علاقةً وطيدةً بين الطَّعام الذي نأكله والحالة الصحية التي تبدو عليها أجسادنا.

وقد أصدر معهد السَّرطان الوطني بأمريكا -حسب مفاهيم الطَّعام ومكوناته لدى الشعب الأمريكي- النتائج التالية للتدليل على تلك العلاقة القطعيَّة، بين نوع الطَّعام المأكول وحدوث المرض المقرون بهذا المأكول، ومنها نورد ما يلي:

• إن واحداً من ثلاثة من الأمريكيين سوف يصاب بالسَّرطان في مرحلةٍ سنِّيةٍ في حياته، وسوف تزداد هذه النسبة إلى واحد من اثنين في السنين القادمة.

• واحد من اثنين من الأمريكيين سوف يصاب حتماً بأحد أمراض القلب الشَّائعة.

• سرطان الثدي هو وباءٌ منتشرٌ بين النِّساء في أمريكا، ويصيب واحدة من تسع من النساء، وليس هناك نهاية مؤكَّدة لذلك الشَّبح القاتل.

• إن واحداً من أحد عشر رجلأ، فوق سن الخمسين؛ سوف يصاب بسرطان (البروستاتا).

• قرابة خمسة عشر إلى عشرين مليون أمريكي، فوق سن الخامسة والأربعين؛ سوف يصابون بمرض ترقق أو وهن العظام (OSTEOPROSIS)، الذي يؤدي إلى الكسور المختلفة، أو يفضي إلى الموت لدى بعض المرضى.

• أربعة عشر مليون أمريكي يعانون مرض سكَّر الدم أو مضاعفاته، الذي يساعد كثيراً في الإصابة بأمراض القلب. وإن خمساً وثلاثين بالمائة من جميع حالات السَّرطان -وقد تزيد إلى خمسين بالمائة- لها علاقةٌ بنوعيَّة الطَّعام الذي يؤكل، وإن الأكل له علاقةٌ مباشرةٌ بظهور أمراض القلب المختلفة، التي تعد الأولى في أسباب الوفاة بين الرجال والنساء.

كما أن هناك كثيراً من الأمراض تنجُم عن طبيعة الطَّعام المستهلَك، مثل وَهَن أو هشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدِّم، وداء السُّكَّري، وكثيرٍ من الأمراض الأخرى الحادَّة والمزمنة.

 

  • 4
  • 1
  • 1,093

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً