من أقوال السلف في ذكر الله عز وجل -2
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
بالذكر يصرع العبدُ الشيطان كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان...والفرق بين الغفلة والنسيان: أن الغفلة ترك باختيار الغافل, والنسيان ترك بغير اختياره.
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
فوائد ذكر الله عز وجل من أقوال العلامة ابن القيم:
الذكر قوت قلوب القوم الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قُطاع الطريق وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الحريق ودواء أسقاهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب...والعلاقة التي بينهم وبين علام الغيوب
به يستدفعون الآفات ويستكشفون الكربات وتهون عليهم به المصيبات إذا أظلهم البلاءُ فإليه ملجؤهم وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون, يدعُ القلب الحزين ضاحكاً مسروراً.
بالذكر يصرع العبدُ الشيطان كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان...والفرق بين الغفلة والنسيان: أن الغفلة ترك باختيار الغافل, والنسيان ترك بغير اختياره.
- فوائد ذكر الله عز وجل من أقوال العلامة السعدي:
&الإكثار من ذكره سبب لتعليم علوم أخرى, لأن الشكر مقرون بالمزيد
& الذكر لله والإكثار منه من أعظم مقويات القلب.
& الذكر لله تعالى مع الصبر والثبات سبب الفلاح والظفر بالأعداء
& الإكثار من ذكر الله, من أكبر الأسباب للنصر
& قوله عز وجل: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ } [الرعد:28] أي: يزول قلقها واضطرابها, وتحضر أفراحها ولذاتها.
& أكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة, فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه, ويعينك على أمورك.& ذكر الله فيه معونة على جميع الأمور يسهلها, ويخفف حملها.
& ذكر الله تعالى, مُسلِّ للنفس, مؤنس لها, مُهون للصبر.
& داع إلى محبة الله ومعرفته, وعون على الخير, وكف اللسان عن الكلام القبيح.
الذكر للقلب:
** قال عون بن عبدالله بن عتبة: مجالس الذكر شفاء القلوب.
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قال بعض الحكماء: الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسد, فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدنيا.
** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: ذكره تعالى أجل المقاصد, وبه عبودية القلب, وبه سعادته, فالقلب المعطل عن ذكر الله معطل عن كل خير, وقد خرب كل الخراب.
- ذكر الله بالاسم المفرد " الله, الله" والاسم المضمر" هو, هو"
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: رتب...بعضهم أن الذكر بالاسم المفرد وهو " الله, الله " أفضل من الذكر بالجملة المركبة كقوله " سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر "
وهذا فاسد مبني على فاسد, فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلاً, ولا مفيد شيئاً, ولا هو كلام أصلاً, ولا يدل على مدح ولا تعظيم, ولا يتعلق به إيمان, ولا ثواب, ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملةً, فلو قال الكافر" الله, الله " من أول عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلماً, فضلاً أن يكون من جملة الذكر, أو يكون أفضل الأذكار.
وبالغ بعضهم في ذلك حتى قال: الذكر بالاسم المضمر أفضل من الذكر بالاسم الظاهر! فالذكر بقوله " هو, هو" أفضل من الذكر بقولهم: " الله. الله" وكل هذا من أنواع الهوس والخيالات الباطلة المفضية بأهلها إلى أنواع من الضلالات.
- الذكر أفضل من الدعاء:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الذكر أفضل من الدعاء, لأن الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه, والدعاء سؤال العبد حاجته, فأين هذا من هذا....ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى, والثناء عليه بين يدي حاجته.
- أكثر الخلق ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله:
قال العلامة ابن القيم رخمه الله: من تأمل حال هذا الخلق, وجدهم كلهم – إلا أقل القليل – ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى, واتبعوا أهواءهم, وصارت أمورهم ومصالحهم {فرطاً } أي: فرَّطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم, واشتغلوا بما لا ينفعهم, بل يعود بضررهم عاجلاً وآجلاً.
- أقلّ ما يكون به ذكر الله عز وجل:
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: يأمر تعالى المؤمنين بذكره ذكراً كثيراً...وأقل ذلك أن يلازم الإنسان أوراد الصباح, والمساء, وأدبار الصلوات الخمس, وعند العوارض والأسباب, وينبغي مداومة ذلك في جميع الأوقات, على جميع الأحوال.
- أحسن حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الذكر:
قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: قوله عليه الصلاة والسلام: « من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة, حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر » هذا من أحسن حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الذكر.
- أهمية الذكر:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: ليس بعد تلاوة كتاب الله عز وجل عبادة تؤدى باللسان أفضل من ذكر الله تعالى, ورفع الحاجات بالأدعية الخالصة إلى الله تعالى.
- الذكر طاعة الله:
قال سعيد بن جبير: الذكر طاعة الله, فمن أطاع الله فقد ذكره, ومن لم يطعه فليس بذاكر له, وإن كثر منه التسبيح وتلاوة القرآن.
- ذكر الله عز وجل لا ينقطع:
قال الحافظ ابن رجب: الأعمال كلها يفرغ منها, والذكر لا فرغ له ولا انقضاء, والأعمال تنقطع بانقطاع الدنيا ولا يبقى منها شيء في الآخرة, والذكر لا ينقطع. المؤمن يعيش على الذكر ويموت عليه, وعليه يبعث.
- التكبير:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كلما قال العبد " الله أكبر " تحقق قلبه بأن يكون الله في قلبه أكبر من كل شيء, فلا يبقى لمخلوقٍ على القلب ربانية تُساوى ربانية الرب, فضلاً أن يكون مثلها.
- مناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس, لما فيه من استشعار الكبرياء, فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء الله تعالى, وأنه أكبر من كل شيء, فيكبره, ليشكر له ذلك فيزيده من فضله.
التسبيح زاد الصابر:
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: التسبيح...زاد الصابر, لأن الصبر بلا عبادة ولا إقبال على الله جل جلاله هذا قد يضعف, ويضعف, حتى ينعدم, فإذا صبر العبد, وصبّر نفسه, وأقبل على عبادة الله جل جلاله, ثبت على ذلك الصبر, وحسن ظنه بربه.
- فضل التسبيح:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: من فاته الليل أن يكابده, وبخل بالمال أن ينفقه, وجبن عن عدو أن يقاتله, فليكثر من " سبحان الله وبحمده ".
- من سهل عليه التسبيح فقد أَنِس بالله عز وجل:
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: من يوفق إلى التسبيح, من يسهل عليه أن يحرك لسانه بالتسبيح, إنما هو من أَنِس بالله عز وجل, وبكتابه, وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم, وبذكره عز وجل على كل حال.
- التسبيح عند الهبوط إلى المكان المنخفض:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: مناسبة التسبيح عند الهبوط لكون المكان المنخفض محل ضيق فيشرع فيه التسبيح, لأنه من أسباب الفرج, كما وقع في قصة يونس عليه السلام, حين سبح في الظلمات فنجي من الغمِّ.
- الحوقلة:
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا حول ولا قوة إلا بالله. بها تحمل الأثقال وتكابد الأهوال وينال رفيع الأحوال....وروي إن حملة العرش إنما أطاقوا حمل العرش بقولهم : لا حول ولا قوة إلا بالله.
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: معنى لا حول لا تحويل للعبد من معصية الله إلا بعصمة الله, ولا قوة له على طاعة الله إلا بتوفيق الله. وقال النووي: هي كلمة استسلام وتفويض وأن العبد لا يملك من أمره شيئاً وليس له حيلة في دفع شر ولا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله تعالى.
** قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: هي كلمة استسلام وتفويض...وأن العبد لا يملك من أمره شيئاً ....وقيل: لا حول في دفع شر, ولا قوة في تحصيل خير, إلا بالله, وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته.
- جزاء من أعرض عن ذكر الله:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: من أعرض عن ذكره الذي أنزله فله من ضيق الصدر ونكد العيش وكثرة الخوف وشدة الحرص والتعب على الدنيا والتحسر على فواتها قبل حصولها وبعد حصولها والآلام التي في خلال ذلك ما لا يشعر به القلب لسكرته وانغماسه في السكر.
اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك, اللهم اجعلنا ألستنا رطبة من ذكرك, اللهم توفنا وألسنتا رطبة بذكرك.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ