تعظيم الشعائر

منذ 2022-04-11

كلما فعلتم طاعة من الطاعات، فتأملوا شرعيتها، واستحضروا عظمة من شرعها؛ ليظهر أثر تلك العبادة على قلوبنا وجوارحنا، وكذلك كلما تركنا معصية، نستحضر عظمة الله تعالى فيها، فلو كنا كذلك، لظهرت حال غير حالنا

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين؛ أما بعد:

فإن التعظيم لله تبارك وتعالى ولدينه عبادة قلبية عظيمة يظهر أثرها على الجوارح؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿  {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}  ﴾ [الحج: 32]، فالمراد بشعائر الله تعالى هي أوامره ونواهيه، فكلما أردت فعل أمر شرعي، فافعله مستشعرًا التعظيم للشارع، وكلما أردت ترك أمر منهي عنه، فاتركه مستشعرًا أيضًا التعظيم للشارع؛ لأن هذا الأمر والنهي لم يصدرا إلا لحكمة عظيمة ومصلحة كبرى للعباد، إن هذا التعظيم للشعائر يورث في القلب المحبة والتعظيم لمن شرعها، ففي يومك وليلتك ترد عليك كثير من المأمورات والمنهيات، فتفعل هذا، وتترك الأخرى، فإذا اقترن مع فعلك وتركك التعظيم، ففي ذلك حياة للقلب وحضور له خلال الفعل والترك وهذا مما يقوي الإيمان، ومما يؤسف له أحيانًا عند البعض أن يكون فاعلًا للعبادة على سبيل العادة، سواء كانت عبادة الفعل أو الترك، وهذا السلوك في كونه على العادة يجعل القلب يغفل ويسهو، والنتيجة أن يكون أثر الفعل والترك على الجوارح ليس بالكبير، ومن ثَمَّفقد يزاول أحيانًا المعصية ويهون عليه فعلها، وقد يقصر في فعل المأمور ولا يضيره ذلك، وهذه مشكلة ناتجة من ضعف تعظيم الشعائر؛ فالمسلم في يومه وليلته متقلب بين عدة عبادات قولية وفعلية مشروعة له في اليوم والليلة؛ وهي الشعائر، فإذا عظمها عظم الله تعالى العظيم في قلبه؛ فأورثه ذلك بعدًا عن المعصية.

 

وهنا نتساءل سؤالًا؛ وهو: لماذا أثر العبادة على السلوك والجوارح قليل عند البعض هداهم الله؟ والجواب على هذا السؤال: لو تأملنا أفعالهم وأقوالهم العبادية، لرأينا أنها تفتقر لتعظيم الشعائر حال فعلها؛ فترى هذا يصلي وقلبه غافل، وذاك يصوم وهو يفري في لحوم الخلق، والثالث يقول: لبيك اللهم لبيك وهو يدخن، أو يسمع ما لا يحل، أو يسب ويشتم إلا من رحم الله، ونحو ذلك، فلو أن هؤلاء وأمثالهم عظم تلك الشعائر التي يفعلونها لتغيير الواقع، وتبعه الأثر الإيجابي على السلوك والجوارح، فيا أحبابنا، كلما فعلتم طاعة من الطاعات، فتأملوا شرعيتها، واستحضروا عظمة من شرعها؛ ليظهر أثر تلك العبادة على قلوبنا وجوارحنا، وكذلك كلما تركنا معصية، نستحضر عظمة الله تعالى فيها، فلو كنا كذلك، لظهرت حال غير حالنا، فأنا وأنت أخي الكريم من أفراد هذا المجتمع، فلنبدأ بأنفسنا، ومن الآن، علينا تصحيح مفهومنا في فعل العبادة أيًّا كانت، مستشعرين تلك العظمة للشعيرة والشارع، وسيكون لنا بإذن الله تعالى واقع إيجابي ملموس علينا وعلى غيرنا.

 

أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من الصالحين المصلحين، ومن الفائزين برضاه في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

___________________________________________________

المصدر: اللجنة العلمية في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب بريدة

  • 1
  • 0
  • 1,155

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً