كيف نقرأ القرآن الكريم في رمضان؟

منذ 2022-04-14

إننا نقرأ القرآن لنتفاعل مع آياته، بفَهْم معانيه، وفعل ما يناسب مقام الآيات، فإذا تلوتَ آية فيها وصف للجنة دعوتَ الله عز وجل أن يجعلك من أهلها، وإذا كانت فيها رحمة دعوتَ الله أن يشملك بها، وإذا مرتْ عليك آيةُ عذابٍ دعوتَ الله أن يُجنبك إياه، وإذا كانت استغفارٌ استغفرتَ، أو تسبيح سبحتَ، أو سؤال سألتَ، أو آية فيها سجدة سجدتَ

من أفضل الأعمال التي شرعها لنا الإسلام في رمضان أن نتلو القرآن الكريم، ونتدبر آياته؛ لأن رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن؛ قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]، وهذه مزية لهذا الشهر الكريم لا تعدلها مزيةٌ، لذلك سماه سلفنا الصالح شهر القرآن، فهو الشهر الذي نعيش فيه مع آيات الله عز وجل، ننهل من معينها، ونَرتشف من رحيقها، ونعيش في ظلالها، ونتعلم أحكامها، ونتدبَّر معانيها.

 

وتلاوة القرآن الكريم لها فضل عظيم، وأجر كريم، فهي التجارة الرابحة مع الله - عز وجل - التي لا يضيع ثوابها، ولا يبور جزاؤها؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29].

 

ومن فضل هذه التلاوة أن بكل حرف تقرؤه من كتاب الله حسنة والحسنة بعشر أمثالها؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» [1]، ولكي نحصل هذا الجزاء كاملًا وافيًا يحسُن بنا أن نلتزم بالآداب والنصائح التالية:

1- أن نقرأ القرآن على طهارة:

فهذا أول أدب من آداب التلاوة، وهو المتناسب مع جلال القرآن الكريم وعظمته، إننا نتلو كلام الله عز وجل الذي أنزله على عباده؛ ليكون هداية لهم، فهو أعظم كلام وأشرف هَدْي، لذلك ينبغي أن نكون على أشرف الأحوال وأكملها من طهارة البدن والثياب، وهذه الطهارة مستحبة وليست واجبة؛ قال الإمام النووي: "يُستحب أن يقرأ وهو على طهارة، فإن قرأ محدثًا جاز بإجماع المسلمين، والأحاديث فيه كثيرة معروفة؛ قال إمام الحرمين: ولا يقال ارتكب مكروهًا بل هو تارك للأفضل" [2].

 

2- أن نستقبل القبلة:

إننا عندما نستقبل القبلة فإننا نستقبل وجه الله عز وجل؛ بدليل قول النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلاَ يَبْصُقُ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى»  [3].

 

وعندما نقرأ القرآن الكريم فإن الله يكلِّمنا بكلامه، ويخاطبنا بحديثه، فإن هذا الاستقبال يجعلك تستحضر وقوفك بين يدي الله، وهذا له أثرٌ كبير في خشوع القلب وسكون النفس عند التلاوة.

 

3- اختيار المكان:

الغرض من التلاوة هو خشوع القلب، والفَهم والتدبر للآيات، وهذا لا يتأتَّى إلا في الأماكن التي لا ضوضاء فيها، ولا جلبة وصياح، لذلك ينبغي اختيار المكان الذي لا يتشوش فيه فكرُك، ويتشتت فيه عقلُك، وخير هذه الأماكن هو المسجد، لذلك كان أفضل مكان لتلاوة القرآن هو المسجد؛ حيث فيه الهدوء والسكينة، وتتنزل فيه الرحمات والبركات؛ قال رسول الله صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» [4]، كما أن المسجد فيه استشعار أنك بحضرة الله عز وجل في بيته، مستقبلًا قبلته، تاليًا كتابه، منطرحًا بين يديه، وهذا له أكبر الأثر في خشوع قبلك وسكون جوارحك.

 

4-اختيار الأوقات المناسبة:

اختر الوقت المناسب الذي تشعر فيه بهمَّتك ونشاطك، وإقبالك على تلاوة القرآن الكريم، وكذلك ينبغي اختيار الوقت الذي تشعر فيه بفراغ ذهنك؛ حتى تستطيع تدبُّر آيات القرآن الكريم وفَهْم معانيها، واستشعار حلاوتها، وأفضل هذه الأوقات هي ساعات الليل؛ حيث الهدوء والسكون التام الذي يعينك على تدبر الآيات، وقد أرشدنا الله عز وجل إلى ذلك؛ حيث قال:  {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 6]، ومعنى الآية كما قال المفسرون: أن ساعات الليل يكون فيها اللسان مواطئًا للقلب متوافقًا معه؛ أي: ما يقوله اللسان من تلاوة أو ذكر، يكون سهل الفهم والتدبر من القلب [5].

 

كما ألمح النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تلاوة القرآن بالليل، فقال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان له»  [6]، فالقرآن يقول: منعته النوم بالليل يشير إلى أن هذا العبد كان يتلوه بالليل، سواء كان في الصلاة أو في خارجها.

 

5-قراءة القرآن بخشوع وتدبر:

المقصود الأعظم من تلاوة القرآن الكريم هو فَهْم معانيه وتدبُّر آياته، ونحن لا نتلو القرآن الكريم إلا لنعرف أوامر الله فنفعَلها، ونعرف نواهيه فنبتعد عنها؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وإن أي تلاوة بلا فهمٍ أو تدبرٍ هي تلاوة قليلة الأثر، وإن مما يُعينك على الفهم والتدبر أن تبحث عن كل كلمة لا تعرف معناها، أو آية لا تعرف مغزاها، وذلك من خلال كتب التفسير المبسطة، أو المصاحف التي يكتب في حواشيها تفسير موجز للآيات، فهذا من أيسر السبل التي تعينك على فَهْم الآيات وتدبر معانيها، لذلك ينبغي أن يكون همُّك هو تدبر الآيات وفَهْمها، حتى ولو قرأت بضع آيات فهذا أفضل وأكمل من أن تقرأ مئات الآيات قراءة متعجلة بلا فهمٍ أو تدبر، وهذا ما أرشدنا إليه سلفنا الصالح، قال ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري: "وقال أبو حمزة: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأُرتلها خيرٌ من أن أقرأ كما تقول، وقال مرة: خير من أجمع القرآن هذرمة، وأكثر العلماء يستحبون الترتيل في القراءة ليتدبره القارئ ويتفهَّم معانيه؛ روى علقمة عن ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب، ولا يكن همُّ أحدكم آخرَ السورة.

 

وذكر أبو عبيد أن رجلًا سأل مجاهدًا عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة قيامهما واحد وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة، وقرأ:  {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} [الإسراء: 106]"[7].

 

6- حسِّن صوتك بالقرآن:

تحسين الصوت بالقرآن من الأمور التي ينبغي مراعاتها عند التلاوة؛ لأنها تعطي لذة وحلاوة للتلاوة، كما أنها تعين على التدبر والخشوع، وتحسين الصوت بالقرآن، هو وصية النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حيث قال:  «زيِّنوا القرآن بأصواتكم» [8]، كما أخبرنا أن الله عز وجل يحب سماع الصوت الحسن عند التلاوة، وهذا فضل ما بعده فضل، وشرف ما بعده شرف؛ قال صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ» [9]، وقد كان النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُثني على أصحاب الصوت الحسن من أصحابه، فقد قال لأبي موسى الأشعري:  «لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» [10]، وهذه إشارة منه إلى قيمة الصوت الحسن في الإعانة على تدبُّر القرآن الكريم، والخشوع الكامل عند تلاوته.

 

7- البكاء أو التباكي عند التلاوة:

البكاء عند تلاوة القرآن هو هَدْي الصالحين، وشعار أولياء الله المتقين، وقد وصفهم الله في القرآن الكريم بأنهم يبكون عند سماع آيات الله تُتلى عليهم؛ قال تعالى:  {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109]، وقال أيضًا:  {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58].

 

يقول الإمام النووي عن البكاء عند تلاوة القرآن: "وقد وردتْ فيه أحاديث كثيرة وآثار السلف، فمن ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن وابكوا؛ فإن لم تبكوا فتباكوا» ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته، وفي رواية أنه كان في صلاة العشاء، فتدل على تكريرة منه، وفي رواية أنه بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف، وعن أبي رجاء قال: رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع، وعن أبي صالح قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هكذا كنا، وعن هشام قال: ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة، والآثار في هذا كثيرة لا يمكن حصرُها، وفيما أشرنا إليه ونبَّهنا عليه كفاية، والله أعلم"[11].

 

هكذا كان النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يبكون عند تلاوة القرآن الكريم؛ وذلك لأنه كان يمس شغاف قلوبهم، ويصل إلى طوايا نفوسهم، فيؤثر فيها أثرًا بليغًا، ويظل هذا الأثر يتصاعد إلى أن يصل إلى حد البكاء من خشية الله عز وجل.

 

والبكاء عند تلاوة القرآن نعمة من أجلِّ النعم التي يُنعم الله بها على أحد من عباده؛ وذلك لأنها دليل الخوف، وبرهان التقوى، ولكن كثيرًا من الناس قد لا تواتيهم الدموع، ولا تسيل على وجناتهم العبرات، لذلك عليهم أن يتباكوا؛ أي: يستجلبوا البكاء ويُشعِروا أنفسهم به، ويكونوا في حالة المتباكي، ويظلون هكذا حتى يمنَّ الله عليهم بالبكاء من خشيته، وإسالة الدمع من مخافته.

 

8-التفاعل مع آيات القرآن الكريم:

إننا نقرأ القرآن الكريم لنعيش في ظلاله، ونتفاعل مع آياته، وهذا التفاعل إنما يكون بفَهْم معانيه، ثم فعل ما يناسب المقام الذي وردتْ فيه الآية، فإذا تلوتَ آية فيها وصف للجنة دعوتَ الله عز وجل أن يجعلك من أهلها، وإذا تلوتَ آية فيها رحمة دعوتَ الله أن يشملك بها، وإذا مرتْ عليك آيةُ عذابٍ دعوتَ الله أن يُجنبك إياه، وإذا مرَّتْ عليك آية فيها استغفارٌ استغفرتَ، أو تسبيح سبحتَ، أو سؤال سألتَ، أو آية فيها سجدة سجدتَ، وهذا هو ما علَّمنا إياه النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ... الحديث [12].

 

وقال الإمام النووي: "ويُستحب إذا مرَّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية، أو أسألك المعافاة من كل مكروه، أو نحو ذلك، وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزَّه، فقال سبحانه وتعالى أو تبارك وتعالى، أو جلَّت عظمةُ ربنا"[13].

 

وهذا التفاعل يدل على حُسن فَهمك، وكمال تدبُّرك، وتمام يقظتك، إننا لا نقرأ القرآن الكريم لمجرد التلاوة فقط، وإنما نقرأه لنتفاعل معه ونعيش في رحابه، ونرتشف من رحيقه، وهذا هو المطلوب من كل مسلم.

 

9-كرر الآية التي يخشع قلبك عندها:

إن خشوع القلب عند قراءة آية بعينها يُعد غنيمةً لا بد مِن قنصها، وصيد ثمين لا بد من الإمساك به، وهو مِنحة من الله عز وجل لا بد من قَبولها، فخشوع القلب هو حالة إيمانية ترتفع بصاحبها، ولكي يحافظ على هذه الحالة الإيمانية فإنه يكرِّر الآية مرارًا، وقد كان النبي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل هذا؛ فعن أبي ذر قال: «قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يردِّدها» والآية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] [14].

 

والحمد لله رب العالمين

 


[1] الترمذي (2910)، وصححه الألباني.

[2] التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي، صـ73.

[3] البخاري (406).

[4] مسلم (2699).

[5] وينظر: فتح القدير للشوكاني 5/380.

[6] مجمع الزوائد (5081)، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال الطبراني رجال الصحيح.

[7] شرح صحيح البخاري لابن بطال 10/272-273.

[8] ابن ماجه (1342)، وصححه الألباني.

[9] البخاري (7544).

[10] مسلم (793).

[11] التبيان في آداب حملة القرآن، صـ 86-88.

[12] مسلم (772).

[13] التبيان في آداب حملة القرآن، ص 91.

[14] ابن ماجه (1350)، وحسنه الألباني.

_________________________________________________

الكاتب: د. أنس محمد الغنام

  • 17
  • 0
  • 2,314

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً