وصايا الأنبياء والعلماء والصالحين عند الممات

منذ 2022-05-08

فتأمل رعاك الله ! وصية النبي لأمته قبل مماته ، وكيف حرص على صيانة العقيدة ، وحمى حمى التوحيد أن يمس ، وأغلق الذرائع المؤدية للبدع والغلو والشركيات !

وصايا الأنبياء والعلماء والصالحين عند الممات ، وقرب حضور الأجل لا تكون إلا بعظائم الأمور وجليلها ، وأوجبها للتذكير عند الأتباع ، ومقدمها في سلم الأولويات .

ونبينا صلى الله عليه وسلم أعظم من بلغ ودعا ، ونصح وبين ، وبشر وأنذر .

فماذا كان من وصاياه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم لأمته عند موته ؟

روى الشيخان البخاري ومسلم أنه " « لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: وَهُوَ كَذَلِكَ «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مِثْلَ مَا صَنَعُوا » "

وفي المسند عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «أَدْخِلْ عَلَيَّ أَصْحَابِي " فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَكَشَفَ الْقِنَاعَ، ثُمَّ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» "

فتأمل رعاك الله ! وصية النبي لأمته قبل مماته ، وكيف حرص على صيانة العقيدة ، وحمى حمى التوحيد أن يمس ، وأغلق الذرائع المؤدية للبدع والغلو والشركيات !

هذا مع أن هناك جبهات مفتوحة ، وجيش أسامة جاهز للانطلاق ، وبعض مدعي النبوة كمسيلمة قد ظهر كفرهم ، والروم والفرس متربصون على الأبواب ، وقضية الخلافة ومن يتولى أمر الأمة بعد الرسول حاضرة في نفوس البعض ، ومحط الأنظار ، ثم إن المخاطبين بذلك من الصحابة هم صفوة الأمة من السابقين الأولين ، وخير من تشرب العقيدة ، وحقق التوحيد ، ونبذ الشرك ووسائله.

ورغم ذلك كله فقد ألح النبي صلى الله عليه وسلم على قضية من قضايا العقيدة والتوحيد ، وسد ذرائع البدع والضلالات ، تذكيرا وتحذيرا للصحابة ، ولكل من جاء بعدهم من الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 1
  • 0
  • 1,537

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً