صلاة الوتر: فضائل وأحكام

منذ 2022-05-17

صلاة تفعل بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، سميت بذلك لأنها تصلى وتراً أي ركعة واحدة، أو ثلاثاً أو أكثر.


(1) تعريفها:
الوتر في اللغة: بفتح الواو وكسرها هو العدد الفردي، كالواحد والثلاثة والخمسة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وتر يحب الوتر» [1] وقوله صلى الله عليه وسلم : «من استجمر فليوتر» [2] أي فليستنج بثلاثة أحجار أو خمسة أو سبعة.
أما في الاصطلاح فهي: صلاة تفعل بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، سميت بذلك لأنها تصلى وتراً أي ركعة واحدة، أو ثلاثاً أو أكثر.

(2) حكم صلاة الوتر:
اختلف الفقهاء في حكم صلاة الوتر على قولين:
القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست واجبة، واحتجوا لذلك بما يأتي:
أولاً: حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما فرض عليه في اليوم والليلة، فقال:  «خمس صلوات» ، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال:  «لا، إلا أن تطوع شيئاً» [3].


ثانياً: ما رواه النسائي وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عهد عند الله، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة» [4].


ثالثاً: ما جاء عن علي رضي الله عنه أنه قال: الوتر ليس بحتم كهيئة المكتوبة ولكنه سنة سنها صلى الله عليه وسلم [5].
هذه أدلة عدم وجوب الوتر.

أما أدلة تأكيد سنيتها فمنها:
أولاً: حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر ثم قال: «يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر» [6].
ثانياً: حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه خطب الناس يوم الجمعة فقال: أن أبا بصرة حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله زادكم صلاة وهى الوتر فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر» [7].
فهذه الأدلة وغيرها تدل على أن الوتر سنة مؤكدة.

وعن أبي الفضل صالح بن الإمام أحمد قال: سألت أبي عن الرجل يترك الوتر متعمدا ما عليه في ذلك قال أبي هذا رجل سوء هو سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه[8].

القول الثاني: ذهب أبو حنيفة[9] إلى أن الوتر واجب، واستدل على ذلك بأدلة منها:
أولاً: قوله صلى الله عليه وسلم : «الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا» [10].
ثانياً: حديث عمرو المتقدم ذكره وقوله صلى الله عليه وسلم فيه : «فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر...» [11]. قالوا: الأمر هنا للوجوب.
ثالثاً: أنها صلاة مؤقتة، وقد جاء في السنة ما يدل على أنها تقضى.

والصحيح من القولين هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن الوتر سنة مؤكدة لقوة الأدلة، وما احتج به أصحاب القول الثاني لا يسلم به؛ لكون الحديث ضعيفاً، وحتى لو سلمنا بصحته إلا أن الاحتجاج به لا يسعفهم؛ لأنه لا يدل على مرادهم.

وقولنا بأنه سنة مؤكدة لا يعني التقليل من شأنه، بل على الإنسان المسلم أن يحرص على الوتر كل الحرص، فلا يتركه عمداً، قال الإمام أحمد: من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء ولا ينبغي أن تقبل شهادته[12] . فأراد بهذا أن يبالغ في تأكيده على الوتر.

(3) وقت الوتر:
اتفق الفقهاء على أن وقته من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كما اتفقوا على أن أفضل وقته هو السحر لقول عائشة رضي الله عنها حيث قالت: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر[13].

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل» [14].

(4) حكم صلاة الوتر بعد طلوع الفجر:
اختلف الفقهاء في ذلك، فذهب البعض إلى أنها تصلي ولو بعد طلوع الفجر ما لم يصل الصبح، وذهب آخرون إلى أنه لا تصلى بعد طلوع الفجر لقوله صلى الله عليه وسلم: «أوتروا قبل أن تصبحوا» [15] وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث خارجة المتقدم: «... فصلوها ما بين العشاء وطلوع الفجر» [16] وهذا هو القول الصحيح.

(5) حكم قضاء صلاة الوتر:
إذا طلع الفجر ولم يوتر المسلم فالمشروع في حقه أن يصلي من الضحى وتراً مشفوعاً بركعة، فإذا كان من عادته أنه يوتر بثلاث جعلها أربعاً، وإن كان من عادته أن يوتر بخمس جعلها ستاً، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة))[17].

وعن عبد الله بن الإمام أحمد قال[18]: سألت أبي عمن نسي الوتر حتى أصبح يجب عليه القضاء؟ قال: إن قضي لم يضره قال ابن عمر ما كنت صانعا بالوتر.

(6) عدد ركعات الوتر:
أولاً: أقل الوتر:
أما أقل الوتر فعند المالكية[19] والشافعية[20] والحنابلة[21] ركعة واحدة، ويجوز ذلك عندهم بلا كراهية والاقتصار عليها خلاف الأولى واستدلوا لذلك بما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ قال صلى الله عليه وسلم: «مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة» [22] .

وقال الحنفية[23]: لا يجوز الإتيان بركعة.

والصحيح من القولين هو القول الأول وهو جواز الاقتصار على ركعة في الوتر لحديث ابن عمر.

عن الإمام أحمد قال يروى عن أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بركعة ابن عباس وعائشة وابن عمر وزيد بن خالد[24].

وإليه ذهب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.

ثانياً: أكثر الوتر.
أما أكثره فعند الشافعية[25] والحنابلة[26] إحدى عشرة ركعة، وفي قول عند الشافعية ثلاث عشرة ركعة.
والأولى أنه إحدى عشرة ركعة، وإن أوتر أحياناً بثلاث عشرة ركعة فلا بأس لحديث أم سلمة رضي الله عنها ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة))[27].

ثالثاً: أدنى الكمال للوتر.
أدنى الكمال للوتر ثلاث ركعات، فلو اقتصر على ركعة كان خلاف الأولى على أنه لا يكره الإتيان بها ولو بلا عذر.

(7) صفة صلاة الوتر:
لصلاة الوتر صفتان: الوصل والفصل.
أولاً: الفصل:
والمراد أن يفصل المصلي بين ركعات الوتر، فيسلم من كل ركعتين، فإذا صلى خمساً مثلاً صلى ثنتين ثم ثنتين ثم يسلم ثم يصلي واحدة هكذا.

ودليل هذه الصورة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الحجرة وأنا في البيت فيفصل عن الشفع والوتر بتسليم يسمعناه))[28].

وكذا حديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء وهي التي يدعو الناس العتمة إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة))[29].

ثانياً: الوصل:
وهي أن يصلى الوتر الذي هو أكثر من ركعة متصلاً لا يفصل بينها بسلام، ولهذه الصورة حالات:
الحالة الأولى: هي أن يوتر المصلي بثلاث ركعات، فالأفضل في حقه كما ذكرنا أن يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يصلي ركعة ثم يسلم. وإن سردها من غير أن يفصل بينها بسلام ولا جلوس جاز له ذلك.

والمتعين عند الحنفية[30]، إذا أوتر بثلاث إذا وصلها فإنه يجلس من الثنتين للتشهد ثم يقوم فيأتي بثالثة كهيئة صلاة المغرب، إلا أنه يقرأ في الثالثة سورة زيادة على الفاتحة خلافاً للمغرب.

والصواب أنه لا يجلس في الثانية، بل عليه أن يقوم ويأتي بالثالثة دون تشهد لكي لا تشبه صلاة المغرب. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لاَ تُوتِرُوا بِثَلاَثٍ تشبهُوا الْمَغْرِبَ» [31]. ومراده صلى الله عليه وسلم –كما بينه أهل العلم– هو النهي عن الجلوس للتشهد الأول بحيث تشبه صلاة المغرب[32].

الحالة الثانية: أن يوتر بخمس أو سبع، فالأفضل هنا أن يسردهن سرداً، فلا يجلس في آخرهن لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها))[33].
وأيضاً لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت:((كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم))[34].

الحالة الثالثة: أن يوتر بتسع، فالأفضل أن يسلم من كل ركعتين ويجوز أن يسرد ثمانياً ثم يجلس للتشهد ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ويتشهد ويسلم.
ويجوز في هذه الحالات الثلاث أن يسلم من كل ركعتين.

الحالة الرابعة: أن يوتر بإحدى عشرة ركعة، فالأفضل أن يسرد عشراً يتشهد ثم يقوم ويأتي بركعة ويسلم ويجوز أن يسردها كلها فلا يجلس ولا يتشهد إلا في آخرها.

(8) القراءة في صلاة الوتر:
اتفق الفقهاء على أن المصلي يقرأ في كل ركعة من الوتر بالفاتحة وسورة لكن السورة عندهم سنة لا يعود لها إن ركع.

لكن هل هناك سور معينة يسن الإتيان بها في الوتر؟
أ- الحنفية[35] يقولون: بعدم التوقيت في القراءة في الوتر بشيء، فما قرأ فيها فهو حسن.
ب- وذهب الحنابلة[36] إلى أنه يندب القراءة بعد الفاتحة بالسور الثلاث وهي (الأعلى) في الركعة الأولى، و (الكافرون) في الثانية، و(الإخلاص) في الثالثة.
ج- وذهب المالكية[37] والشافعية[38] إلى أنه يندب هذه السور الثلاث غير أنه مع الإخلاص المعوذتين.

والصحيح من هذه الأقوال أنه تسن القراءة بما ذكر، أما الزيادة على الإخلاص بالمعوذتين فالحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة.

القنوت في الوتر:
اختلف الفقهاء في حكم القنوت في الوتر على أربعة أقوال:
القول الأول: أن القنوت في الوتر واجب في جميع السنة، وهذا هو قول أبي حنيفة[39] وخالفه صاحباه أبو يوسف ومحمد[40] فقالا: بأنه سنة في كل السنة.
القول الثاني: أنه لا يشرع القنوت في الوتر، وهذا هو المشهور عند المالكيّة[41]، وفي رواية عن مالك[42] أنه يقنت في الوتر في العشر الأواخر من رمضان.
القول الثالث: أنه يستحبّ القنوت في الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان خاصّة وهذا مذهب الشافعية[43]، وفي وجه آخر عندهم أنه يقنت في جميع رمضان، وفي وجه آخر أنه يقنت في جميع السنة بلا كراهيّة ولا يسجد للسهو لتركه في غير النصف الأخير[44] .
القول الرابع: أنه يسنّ القنوت في الوتر في جميع السنة، وهذا هو المشهور عند الحنابلة[45] وعليه المذهب.

والأظهر – والله أعلم- أن قنوت الوتر سنة لكن لا يداوم عليه لأنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقنت في الوتر، فالصحابة الذين رووا الوتر لم يذكروا القنوت فيه، فلو كان صلى الله عليه وسلم يفعله دائماً لنقلوه إلينا جميعاً، وكون أحد الصحابة روى ذلك عنه دل على أنه كان يفعله أحياناً أي لا يداوم عليه.

بقي معنا مسألة مهمة وهي: هل دعاء القنوت يكون قبل الركوع أم بعده؟.
الجواب: قال الشيخ ابن عثيمين[46]: (أكثر الأحاديث والذي عليه أكثر أهل العلم: أن القنوت بعد الركوع, وإن قنت قبل الركوع فلا حرج، فهو مُخير بين أن يركع إذا أكمل القراءة، فإذا رفع وقال: ربنا ولك الحمد ثم قنت... وبين أن يقنت إذا أتم القراءة ثم يُكبر ويركع، كل هذا جاءت به السنة) اﻫ.

وقول السائل: (أفضل الصلاة التي فيها قنوت أطول) لعله يُشير به إلى حديث جابر رضي الله عنه  أن النبيصلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلُ الصَّلاَةِ طُولُ القُنُوتِ» [47].
قال النووي: (المراد بالقنوت هنا طول القيام باتفاق العلماء فيما علمت) اﻫ.

فليس المراد من الحديث بالقنوت: الدعاء بعد الرفع من الركوع، وإنما المراد به طول القيا،  والله أعلم. 

جواز قراءة القرآن من المصحف أو الدعاء من ورق في الوتر لمن يصعب عليه الحفظ:
قال فضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله[48]:
1- لا حرج في القراءة من المصحف في قيام رمضان لما في ذلك من إسماع المؤمنين جميع القرآن؛ ولأن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد دلت على شرعية قراءة القرءان في الصلاة، وهي تعم قراءته من المصحف وعن ظهر قلب، وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في قيام رمضان، وكان يقرأ من المصحف ذكره البخاري في صحيحه معلِّقا مجزوماً به[49].
2- لا يجب في دعاء القنوت أن يكون باللفظ الوارد عن النبيصلى الله عليه وسلم، بل يجوز للمصلي أن يدعو بغيره أو يزيد عليه، بل لو قرأ آيات من القرآن الكريم وهي مشتملة على الدعاء حصل المقصود، قال النووي -رحمه الله-: (واعلم أن القنوت لا يتعين فيه دعاء على المذهب المختار، فأي دعاء دعا به حصل القنوت ولو قنت بآية، أو آيات من القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل القنوت، ولكن الأفضل ما جاءت به السنة)[50].
3- وأما ما ذكره الأخ السائل من أنه كان يقرأ بدلاً من دعاء القنوت قرءاناً فلا شك أن هذا لا ينبغي فعله؛ لأن المقصود من القنوت هو الدعاء، ولذلك لو كانت هذه الآيات مشتملة على الدعاء جاز قراءتها والقنوت بها كقوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران : 8].
4- وأما ما ذكره الأخ السائل من فرضية القنوت: فليس بصحيح إذ القنوت سنة، وعلى هذا لو تركه المصلي فصلاته صحيحة.

سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله-: ما حكم قراءة دعاء القنوت في الوتر في ليالي رمضان وهل يجوز تركه؟.
فأجاب: (القنوت سنة في الوتر، وإذا تركه في بعض الأحيان: فلا بأس).

فإن قلت: هل هناك صيغة محددة للقنوت في صلاة الوتر؟

فالجواب: لدعاء القنوت في صلاة الوتر صيغ واردة منها:
1- الصيغة التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي -رضي الله عنهما-، وهي: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، لاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ» [51].
2- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» [52].

ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم  كما ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم في آخر قنوت الوتر، منهم: أُبي بن كعب، ومعاذ الأنصاري -رضي الله عنهما-[53].

فإن قلت: هل يمكنني أن أدعو بغير ما ذُكر؟

فالجواب: نعم، يجوز ذلك، قال النووي[54]: (الصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور أنه لا تتعين بهذه الصيغة، بل يحصل بكل دعاء) اﻫ.

وبما أنَّ الصيغة الواردة لا تتعين بذاتها، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يدع بها، فلا حرج من الزيادة عليها، قال الشيخ الألباني رحمه الله[55]: (ولا بأس من الزيادة عليه بلعن الكفرة، ومن الصلاة على النبيصلى الله عليه وسلم، والدعاء للمسلمين).
 


[1] أخرجه البخاري في كتاب الوتر _ باب لله مائة اسم غير واحدة برقم (6047) .
[2] أخرجه البخاري في كتاب الوضوء _ باب الاستجمار وترا برقم (160)، ومسلم _ كتاب الطهارة _ باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار برقم (237).
[3] أخرجه البخاري في كتاب الإيمان - باب الزكاة من الإسلام برقم (46)، ومسلم في كتاب الإيمان - باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام برقم (11).

[4] أخرجه النسائي في كتاب الصلاة الأولى _ باب المحافظة على الصلوات الخمس برقم (322).
[5] أخرجه النسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب الأمر بالوتر برقم (1676) وصححه الألباني.
[6] أخرجه أبو داود في كتاب الوتر- باب استحباب الوتر برقم (1416) ، والنسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار- باب الأمر بالوتر برقم (1675) وصححه الألباني.
[7] أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/7) رقم (23902).
[8] مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح ج 1   ص 266.
[9] فتح القدير (1/300- 303).
[10] أخرجه أبو داود _ كتاب الوتر _ باب فيمن لم يوتر برقم (1419).
[11] أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/7) رقم (23902).
[12] المغني (2/594).
[13] أخرجه مسلم _ كتاب صلاة المسافرين وقصرها _ باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة برقم (745).
[14] أخرجه مسلم _ كتاب صلاة المسافرين وقصرها _ باب من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله برقم (755).
[15] أخرجه مسلم _ كتاب صلاة المسافرين وقصرها _ باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة برقم (754).
[16] أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/7) رقم (23902).
[17] أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها _ باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض برقم (746 ).
[18] مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله ج 1 ص 93.
[19] الاستذكار لابن عبد البر 2/110/، المنتقى للباجي 1/215.
[20] شرح المحلى على المنهاج وحاشية القليوبي (1/212).
[21] كشاف القناع (1/416).
[22] أخرجه البخاري _ كتاب أبواب التهجد _ باب كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل؟ برقم (1086)، ومسلم _ كتاب صلاة المسافرين وقصرها _ باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل برقم (749).
[23] الهداية وفتح القدير والغاية (1/304).
[24] مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح ج 1 ص 335.
[25] المحلى على المنهاج (1/212).
[26] كشاف القناع (1/416).
[27] المستدرك على الصحيحين ج1 ص449، صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والسنن الكبرى _ عدد الوتر برقم (429).
[28] أخرجه أحمد في مسنده برقم (24583)، ج6، ص83.
[29] أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة برقم (736).
[30] فتح القدير (1/303)، حاشية ابن عابدين (1/445).
[31] أخرجه الحاكم (1/304) وصححه، والبيهقي (3/31)، والدارقطني (ص172).
[32] انظر: فتح الباري (4/301)، وعون المعبود شرح حديث رقم (1423)، وصلاة التراويح للألباني (ص97).
[33] أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة برقم (737).
[34] أخرجه النسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار- باب كيف الوتر بخمس ... برقم (1715) وصححه الألباني.
[35] الهداية (1/78).
[36] كشاف القناع (1/417).
[37] شرح الزرقاني (1/284).
[38] المجموع للنووي (4/17، 24).
[39] البحر الرائق (2/43- 45)، بدائع الصنائع (1/273)، مجمع الأنهر (1/128).
[40] المرجع السابق.
[41] القوانين الفقهية ص 66، منح الجليل (1/157).
[42] المرجع السابق.
[43] روضة الطالبين 1/330.
[44] المرجع السابق.
[45] شرح منتهى الإرادات (1/226)، كشاف القناع (1/489).
[46] الشرح الممتع 4/64.
[47] رواه مسلم (1257).
[48] فتاوى إسلامية (2/155).
[49] صحيح البخاري (1/245).
[50] الأذكار النووية (ص50).
[51] أخرجه أبو داود (1213)، والنسائي (1725)، وصححه الألباني في الإرواء 429.
[52] رواه الترمذي (1727)، وصححه الألباني في الإرواء (430).
[53] تصحيح الدعاء للشيخ بكر أبو زيد (ص460).
[54] المجموع (3/497).
[55] قيام رمضان (ص31).

________________________________________________________
الكاتب: محمد الطايع

  • 3
  • -1
  • 4,322

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً