حديث: من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذاك اليوم سم ولا سحره

قال رسول الله - ﷺ -: «من تصبَّح سبع تمراتٍ عَجْوَة لم يضره ذاك اليوم سمٌّ ولا سِحْر» (متفق عليه).

  • التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -

عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من تصبَّح سبع تمراتٍ عَجْوَة لم يضره ذاك اليوم سمٌّ ولا سِحْر»، العجوة: نوع من تمور المدينة؛ (متفق عليه).

 

ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺒﺢ الإﻧﺴﺎﻥ ﺑﺴﺒﻊ ﺗﻤﺮﺍﺕ، ﻓﺈﻧﻪ لا ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ بأمر الله ﺳﻢ ولا ﺳﺤﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻤﺮﺍﺕ ﻗﻴﺪﺕ ﺑﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﻴﺪﺕ ﺑﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺮ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻟﻜﻞ ﺗﻤﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺗﻤﺮ ﻳﺘﺼﺒﺢ ﺑﻪ الإﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﺴﺒﻊ ﺗﻤﺮﺍﺕ لا ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻢ ولا ﺳﺤﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻓﺎﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻓﻄﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺒﻊ - ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﻬﺎ - ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﺪًﺍ ﺑﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ، ﺃﻭ ﺑﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺒﻊ لا ﺗﻀﺮﻩ، ﻭﻧﺤﻦ ﻗﻠﻨﺎ: إﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺒﺢ ﺑﺴﺒﻊ ﺗﻤﺮﺍﺕ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ الإﻃﻼﻕ، ﻓﺈﻧﻪ لا ﻳﻀﺮﻩ ﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻳﺠﺐ الأﺧﺬ ﺑﺈﻃﻼﻗﻪ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻄﺎﺑﻘًﺎ ﻟﻠﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ، ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻘﻴﺪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺫﻛﺮ ﻟﺒﻌﺾ الأﻓﺮﺍﺩ، ﺑﺨﻼﻑ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺷﻴﺌًﺎ ﺳُﻨﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺑﻪ ﻧﺺ؛ ﻓﺈﻧﻪ لا ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﻧﺺ ﻣﺤﺘﻤﻞ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﺤﺘﻤﻼً، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ الإﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺘﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﻮﺍﻓﻘًﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - صلى الله عليه وسلم  - ﻓﺬﺍﻙ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘًﺎ ﻓﺈﻧﻪ لا ﻳﻀﺮﻩ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.