عفوا يا سماحة المثقفين !

منذ 2004-09-15

في كل يوم تطالعنا بعض الصحف والمجلات بكتابات لبعض مثقفينا ومثقفاتنا حول قضايا عديدة، يحتاج الكلام فيها إلى علم وفهم بالشريعة الإسلامية ومقاصدها وطرق استنباط الأحكام الشرعية ودلالات النصوص، كالحديث عن قضايا المرأة والأحكام المتعلقة بها، والحديث عن الفتوى والاجتهاد، ونحو ذلك مما أصبح الكثير من الناس يتكلم فيه بلا علم، وإذا كنا قد قبلنا أن يتحول الكثيرون إلى محللين سياسيين وخبراء دوليين في ظل الظروف الراهنة؛ فإنَّ الأمور الشرعية ما زالت قصراً على أهل العلم والذكر، وستظل كذلك بنص القرآن الكريم { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }.

وليس غريباً أن تجد اليوم ـ ونحن في زمن الثقافة والعولمة ـ من يزعم أنه يمتلك علماً شمولياً يمنحه الحق أن يتكلم في كل شيء تحت مسمى "حرية التعبير وإبداء الرأي" أو ما يسمى بـ "الرأي الآخر"، وأصبحت عمامة الفتيا حقاً لكل من يحسن أن يقول ويكتب وينشر، بل إن التجرؤ على مثل هذا التصرف أصبح ظاهرة إرهابية خطيرة تستحق الدراسة تحت مسمى "الإقصائية" أو "نفي الآخر" أو "الأحادية".

إنَّ الدعوة إلى الحوار والتعايش الفكري ـ كما يقولون ـ مصطلح مطاط يشمل كل شيء، حتى ما حسم الشرعُ الرأي فيه. وقطع قول كل قائل.

وإذا كنا نعلم أنَّ من أساسيات الحوار أن ننطلق من قواعد مسلّمة لنرجع إليها عند التنازع ونحتكم إليها عند الاختلاف، فما هي مسلَّمات مثقفينا هؤلاء؟ وهل نتحاور فيما اختلف فيه أهل العلم، أم حتى فيما اتفقوا فيه وأجمعوا عليه؟

إنَّ الخلط بين شرع الله تعالى وتقاليد المجتمع البالية التي لا صلة لها به أمر مرفوض، وإنَّ المجتمع المسلم حين يفخر بالأديبة والشاعرة والمعلمة والطبيبة ويكتب لها وينشر بعد أن كان ذلك مرفوضاً في الماضي، لا يمكن بحال من الأحوال أن يفاخر بالسافرة والمتبرجة منهن ولا بالممثلة والمطربة مهما علا شأنها بين الناس؛ لأننا نحتكم في ذلك إلى شرع الله تعالى.

لذا فليس من المناسب أن يضرب بعض المثقفين مثالاً للتحول في مجتمعاتنا بين المرفوض والمقبول بتعليم الفتاة وعملها، ثمَّ يقيس على ذلك أموراً قطع الشرع بتحريمها، ولا يسوِّغها كثرة وقوعها، كالقنوات الفضائية، سفر المرأة بلا محرم، والاختلاط ؛ لأن ذلك قياس مع الفارق، ولا بد من التفريق في ذلك بين الثوابت والمتغيرات في ديننا الإسلامي القوي المحكم، الذي لا يحلو لهؤلاء أن يصفوه إلا بالسماحة، والتي هي من أخص أوصافه إذا استعملت في دلالاتها الصحيحة.

إنَّ الشقة بعيدة بين طرفين أحدهما هواه تبعٌ لما جاء به الشرع، والآخر قد اتخذه إلهاً من دون الله.

وأخيراً.. إننا يا قوم مسلمون، فهل نفهم معنى هذا الانتماء؟!
المصدر: موقع لها أون لاين
  • 11
  • 0
  • 19,889
  • المحمدي

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم، مقالة مهمة قرأتها كثيراً وسمعتها من رجال الدين في هذا العصر أكثر...<br > ما أعلمه وأؤمن به أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أتم الرسالة ووضح المنهج والطريق ولم يدع خيراً إلا ودلنا عليه ولا شراً إلا وحذرنا منه....تعاليم الدين الإسلامي وشريعته الغراء ليست طلاسم ورموز لا يستطيع حلها إلا نفر قليل...إنها واضحة جلية لمن أراد النظر !! <br > ولست هنا أهاجم بل أدافع عن علماء أمة الإسلام المخلصين الذين ارتقوا بأمتهم إلى أعلى مراتب في زمان قد مضى وانحسر...هذه هي الحقيقة علماء الأمة هم أمنائها و المسئولون عن نهضتها وبنائها...كان أحدهم لا يكتفي بلون واحد من العلوم بل تجد له باعا طويلاً في علم الفلك كما في التفسير وعلمه في النحو ينافس علمه في الحديث وهكذا....زهدهم وورعهم عم سيرتهم الطيبة....إنهم العلماء ورثة الأنبياء حقاً....<br > أنظر إلى حالنا اليوم.....!!!<br > كيف أسأل أهل الذكر وأنا لا أجد لهم طريقاً.......من هم وأين يعيشون...هل هم في عصرنا هذا ؟؟<br > ثم لا حاجة لي بمعظمهم فالقرآن موجود والسنة النبوية موجودة والكتب والمراجع القيمة التي عكف عليها السلف الصالح موجودة أيضاً, وربما كنت أستطيع القراءة أفضل من بعضهم، وقد من الله علي بنعمة العقل لأميز الخبيث من الطيب على ضوء القرآن والسنة... فليقوموا بدورهم في حضور المؤتمرات والندوات وموائد الطعام والتحليل والتحريم فانا ..<br > ..لست بحاجة لسماحتهم !!!
  • أبا همام

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله ما شاء الله تحليل رائع لوضع المثقفين وحملة الشهادات لهذه الأيام حيث تجد الطبيب او المهندس يفتي في الدين على غير علم كما لو في مجال تخصصه و الناس تستمع له و تصدقه , نسئل الله الهدايا للجميع
  • صالح الشاذلي

      منذ
    لم يعجبني: شكرا لك اخت مها على المقالة القيمة، و لكن لدي تعليق على كلمة "ارهابية" في قولك "ظاهرة إرهابية خطيرة " اننا نعلم هذه الكلمات و أمثالها من صنيع من فيجب علينا نبذ هذه الصفة التي وصفنا بها الإرهابيون حقا و للأسف قبلها الكثير منا و على رأسهم حكوماتنا التي من المفروض أن تدافع عنا.
  • أبو حبيبة

      منذ
    [[أعجبني:]] شكرا للأخت مها وأود أن أضيف أن أصبح الإعلام يستهدف تشويه وعي الأمة المسلمة فنرى مثلا الممثل الذي يستضاف في برنامج اجتماعي ويتكلم وكأنه دكتور في كلية الشريعة أو المذيع الذي يفتي بحرمة ما أحل الله أو حلة ما حرم الله .. نعم حرية الكلام والنقاش للجميع ولكن تكلم بما أنت أهله ولا تكلم إلا بعلم...
  • شريف سرور

      منذ
    [[أعجبني:]] نشكر الأخت مها على هذا الكلام الطيب وبارك الله فيها وما فهمناه منا أنها تتكلم عن الخلط بين أمور الشريعه والأمور الإجتماعيه التى نشاهدها اليوم ويا أسفاه أننا حتى فى البرامج التى يدعى أصحابها أنها برامج اسلاميه نجد فيها التبرج والسفور ووالله الذى لا إله إلا هو إن كل داعى يجلس ويرى الفسوق أمامه ولا يوجه ولا يعلق كان شيئا لم يكن سوف يسئل أمام الله تعالى وهؤلاء الذين قال فيهم النبى صلى الله عليه وسلم دعاه على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فان إعلامنا اليوم الإعلام السافر الذى أصبح جزء من الإعلام الغربى يريد أن يفتك بالفتيات والشباب يريد أن يحل المرأة من حجابها يريد أن يوصل اليها أن الحجاب سجنك فتحررى منه وكل البرامج التى يدعون أنها برامج دينيه الا من رحم الله يميعون الدين لايريدون الحجاب الشرعى ولكنهم يريدون حجاب السلام شوبنج سنتر الذى حجابهم أسفر من التبرج فتظهر المرأة فلى هذا البرنامج الدينى تضع الميكب فتراها الفتاه المنتقبه أو المختمرة فتقول أننى حابسه نفسى فتتمنى أن لو أرتدت مثلها إخوانى الكرام يجب أن نصلح من انفسنا ونرد على هؤلاء الضالين ونحاول بوسعنا أن نبلغ الإخوان والأصحاب والجيران بان هؤلاء المتفلسفين الذين يدعون الثقافه وهى بريئه منهم أنهم جهالا وندعوا بالحكمه والموعظه الحسنه وفى نهايه الامر أقول اتقوا الله يار جال ويا نساء فان الموت عظيم والقيامه أعظم يوم تذهل كل مرضعه عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فإلى متى هذا الهوان
  • أبو محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] ما أعجبني فعلا هو التوقيت الصحيح لهذه المقالة التي تعبر عن واقع الحال وكم كنت أتمنى لو أن الجميع يستوعب المقصود من هذه المقالة وخاصة المثقفين ، جزى الله الأخت الفاضلة عنا كل خير .
  • محمود الدشناوى

      منذ
    [[أعجبني:]] حماسة الاخت و غيرتها الواضحة على دينها<br > و ثبوت مفاهيم كثير لديهامثل حرمة سفر المرأة بلا محرم، والاختلاط و عدم جواز الخلط بين شرع الله تعالى وتقاليد المجتمع مهما كثرت و مهما انتشرت بين عموم الناس سواءا عن جهل أو إتباع عن قصد ،كما أعجبنى ايضاً إسترسالها العجيب فى الجمل و الافكار و إن كانت صعبة الفهم من أول مرة ...! [[لم يعجبني:]] وصفها القنوات الفضائيةبشكل عام بدون تفصيل أنهامن الأموراًالتى قطع الشرع بتحريمها، ولا يسوِّغها كثرة وقوعهاز رغم و جود بعض القنوات الفضائية الإسلامية كالمجد مثلاً و غيرها .
  • هلال الصاوى

      منذ
    [[أعجبني:]] حقا كلام الصادق " الخير في وفي أمتى إلى أن تقوم الساعة " ندعوا الله أن يكثر من أمثال الأخت الفاضلة حتى تنهض الأمة من كبوتها ولن يحدث هذا إلا بالرجوع للإسلام الحق

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً