أخلاق يوسف
فلنثق في اختيار الله لنا، ولنتوكل عليه وحده، فهو القادر على إخراجنا من سجون الضراء إلى حرية النعماء.
- التصنيفات: التقوى وحب الله - قصص الأنبياء -
كتبت أ - سمر سمير
أخلاق يوسف :
{ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } [يوسف: 46].
هكذا جاءه صاحبُ السجن بعد زمنٍ طويل ليسأله عن رؤيا الملك، فبماذا أجابه يوسف عليه السلام؟
{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} [يوسف: 47]، أجابه مباشرةً عن سؤاله، لم يعاتبه أنه لم يذكر قضيته للملك.
لم يلُم عليه أنه نَسِيَه ولم يتذكَّره إلا عندما أراد مصلحة منه، لم يمنَّ عليه بأنه أوَّل له رؤياه السابقة وقد تحقَّقت كما قال له، لم يشترط عليه أن يذكُره للملك حتى يؤوِّل له الرؤيا.
إنها حقًّا أخلاق الأنبياء!
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } [الأعراف: 199].
ولِمَ لا، فقد عفا عن إخوته الذين رموه في البئر وباعوه بثمن بخس، وأبعدوه عن أهله وبلده، واتَّهموه بالسرقة، فأسرَّها في نفسه ولم يُبدها لهم، فهلَّا اقتدينا به عليه السلام، وعامَلنا الناس بأخلاقنا لا بأخلاقهم، هلا عفونا عن تقصيرهم وأعرضنا عن جهلهم.
نرجع إلى سيدنا يوسف عليه السلام، لم يترجَّاه مرة أخرى أن يتحدث عنه عند الملك، فقد طلب منه قبل ذلك وأخذ بالأسباب، ولكنه نسي، فعلم عليه الصلاة والسلام أن أمر خروجه من السجن بيد الله وحده، فوكَل أمره إليه سبحانه، فماذا حدث؟ {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} [يوسف: 54]، فحرَّك الله لسان الملك ليطلبه ويُخرجه من السجن.
فلنثق في اختيار الله لنا، ولنتوكل عليه وحده، فهو القادر على إخراجنا من سجون الضراء إلى حرية النعماء.