تدبر - هدى للمتقين

القرآن كتاب هداية ونور, كتاب إصلاح شامل للدنيا والآخرة, يأخذ بيدي صاحبه إلى آفاق سعادة الدنيا إذ يحيا بنور الله, ويأخذ بيدي صاحبه إلى آفاق سعادة الآخرة بنيل النعيم المقيم والابتعاد عن دركات الجحيم.

كتاب لا ينتفع بهدايته إلا الأبرار المصدقين المقبلين عليه الراجين ما به من نفع شامل.

ينتفع به المتقون الذين يقيمون شعائر الله ويحلون حلاله ويحرمون ما حرم الله , ويخشونه في السر والعلن.

قال تعالى : {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} .

قال الإمام ابن كثير: وخصت الهداية للمتقين كما قال تعالى : {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} . [فصلت : 44] , إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن, لأنه هو في نفسه هدى, ولكن لا يناله إلا الأبرار, وعن ابن عباس : (للمتقين)  أي الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به, وروى ابن ماجه عن عطية السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس» .

والهدى يطلق ليراد به الإيمان كما يطلق ليراد به الحق وتوضيحه والدلالة عليه والإرشاد إليه.