بناء الدين والوطن والإنسان.

منذ 2022-11-09

مهام:  كلف الله بها النبي محمداً صلى الله عليه وسلّم، بعثه رحمة،  بعثه شاهدا،  بعثه مبشرا،  بعثه نذيرا،  بعثه معلما، بعثه مربيا،  ومتمما لمكارم الأخلاق...

أيها الإخوة الكرام: في سورة الأنبياء قال الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم  ﴿ {وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ} ﴾ 
وفي سورة الإسراء قال له ﴿ {وَمَا أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } ﴾
وفي سورة الأحزاب قال له ﴿ { يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} ﴾
وفي صحيح السنة قال النبي صلى الله عليه وسلّم عن نفسه  " « إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً » ".

وقال أيضا عن نفسه صلى الله عليه وسلّم" «إِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا» ". 

وقال صلى الله عليه وسلّم أيضا  " «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» " وفي رواية " «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ» ".

هذه النصوص من كتاب ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلّم تقول بصراحة شديدة إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعث رحمة،  بعث شاهدا،  بعث،  مبشرا،  بعث نذيرا،  بعث معلما، بعث مربيا،  ومتمما لمكارم الأخلاق... 

مهام:  كلف الله بها النبي محمداً صلى الله عليه وسلّم، بعثه رحمة،  بعثه شاهدا،  بعثه مبشرا،  بعثه نذيرا،  بعثه معلما، بعثه مربيا،  ومتمما لمكارم الأخلاق... 

هذه المهام التي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلّم نستطيع أن نختصرها في كلمة واحدة وهى أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعث هداما لكل ( قبيح) وبعث ( بنَّاء)  لكل جميل .... 

يهدم الشرك والضلال،  يهدم العقائد الفاسدة،  ويبني النفوس على عقيدة صالحة تشهد ( أن لا إله إلا الله).. 

﴿ { قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى ۖ وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ﴾

بعث الرسول صلى الله عليه وسلّم في أمة جاهلة تعبد الحجر وتسجد للوثن وتتمسح بالصنم فسعى صلى الله عليه وسلّم أول ما سعى إلى بناء النفوس على التوحيد الخالص لله رب العالمين.. 

مكث صلى الله عليه وسلّم عشر سنوات بالتمام والكمال في أم القرى لا يدعو إلا إلى ( لا إله إلا الله) عشر سنوات كان الدعوة حصرا وقصرا على ( لا إله إلا الله)

«قَالَ شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَتَخَلَّلُهَا، يَقُولُ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ". »

ورد أن حصين الخزاعي ( والد عمران) صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم كانت قريش ( تعظمه وتجله) فقالوا له يوما إن محمداً يذكر آلهتنا بسوء فكلمه.. 
فجاء حصين وجائت قريش معه فجلسوا قريبا من باب النبي صلى الله عليه وسلم.. 
فدخل حصين على رسول الله صلى الله عليه وسلّم مغضبا.. 
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلّم قال أوسعوا للشيخ فأوسعوا له فجلس وقال: أيا محمد ما هذا الذي بلغنا؟! تسب آلهتنا وتسفه عقولنا!! 
فقام النبي صلى الله عليه وسلّم يصب الماء على اللهب،  بلفظ أرق من أديم الهواء،  وأعذب من زلال الماء فقال: 
أبا عمران كم إلها تعبد؟ 
قال:  سبعة في الأرض وواحد في السماء.. 
قال:  فإن أصابك الضر فمن تدعو ؟ 
قال:  الذي في السماء 
قال:  فإذا هلك المال فمن تدعو؟ 
قال:  الذي في السماء 
قال:  فيستجيب لك وحده وتشركهم معه؟!  يا حصين أسلم تسلم.. 
فقال أشهد أن لا إله إلا الله،  وأشهد أنك رسول الله 
فقام عمران بن حصين رضي الله عنهما فجعل يقبل رأس أبيه ويديه ورجليه.. 
وأمام هذا المشهد لم يملك رسول الله نفسه فدمعت عيناه،  فقيل لم البكاء يا رسول الله؟؟ 
قال:  من صنيع ( عمران) دخل أبوه كافرا فلم يقم إليه ولم يلتفت إليه،  فلما أسلم قام إلى أبيه فقضى حقه فدخلني من ذلك رقه.. 
ولما أراد حصين الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلّم مثبتا لحصين شيعوه إلى منزله،  فخرج من سده الباب فقالت قريش صبأ صبأ،  وتفرقوا عنه.. 
الشاهد:  أن حصين دخل كافرا منتقما  ،  فخرج بالقول اللين الحسن مسلما مصدقا.. 
( فارفق وأحسن ما استطعت فإنه ** بالرفق يطمع في صلاح الفاسد) 

 ﴿ {ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ} ﴾ 

ولَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : { { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } } دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا، فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ : " «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا، سَأَبُلُّهَا بِبِلَالِهَا » ".

ولم يزل رسول الله ( حتى بعد هجرته) يهدم العقائد الفاسدة، ويحرس العقيدة الصحيحة ويبني النفوس على التوحيد الخالص لله رب العالمين حتى قضى في دعوته ثلاثا وعشرين سنة هى مدة حياته صلى الله عليه وسلم نبيا ( بعث على رأس الأربعين وتوفاه الله تعالى على رأس الثالثة والستين)  

وهو في كل تلك السنوات يدعو إلى التوحيد وإلى الصلاة،  يدعو إلى التوحيد وإلى الصيام،  يدعو إلى التوحيد وإلى الزكاة،  يدعو إلى التوحيد وإلى الحج،  يدعو إلى التوحيد وإلى كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه 

«عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ : " قُلْ : رَبِّيَ اللَّهُ. ثُمَّ اسْتَقِمْ ". قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ قَالَ : فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ : " هَذَا "» .

وكما هدم رسول الله العقائد الفاسدة وبنى العقائد الصحيحة،  سعى رسول الله في هدم الأخلاق السيئة وبناء الأخلاق الجيدة.. 

قال جعفر بن أبي طالب: كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ : نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ..
 حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ ؛ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ، وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ.. 
وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ، لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ. قَالَتْ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ، فَصَدَّقْنَاهُ، وَآمَنَّا بِهِ، وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا... 

الشاهد أيها المؤمنون: بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كما بعثه ربه رحمة للعالمين، وكما بعثه شاهدا على الأولين والآخرين، وكما بعثه مبشرا،  وكما بعثه نذيرا،  وكما بعثه معلما، وكما بعثه مربيا،  ومتمما لمكارم الأخلاق...  بعثه الله تعالى هداما لكل ( قبيح) من الأقوال والأعمال و( بنَّاء)  لكل جميل من الأقوال والأعمال .... 

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح أحوالنا وأن يوسع أرزاقنا وأن يبارك في صاعنا ومدنا إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيئ قدير.. 

الخطبة الثانية 
بقى لنا في ختام الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم هداما للقبائح والرذائل والمساوئ،  محاربا للفساد والضلال، بناء للمكارم والفضائل.. 
بقى لنا أن نقول: 
إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لم يهدم العقائد الفاسدة فقط،  ولم يهدم مساوئ الأخلاق فقط.. 

بل إن رسول الله بنى للإسلام دولة، ولولا هذه الدولة لعدم الناس الحفاظ على دينهم وأموالهم وأعراضهم.. 
 أقام رسول الله هذه الدولة في المدينة المنورة 
وقد كانت المدينة قبل قدومه صلى الله عليه وسلّم، إليها مفككة متناحرة متنافرة يتربص الناس فيها بعضهم ببعض وينهش بعضهم لحوم بعض..

فآخى رسول الله بين الناس أخوة ( إيمانية) تفوق أخوة النسب،  وجمعت طوائف المدينة من ( مسلمين، ومشركين ويهود) على قلب رجل واحد في معاهدة سميت ب(وثيقة المدينة). 

ثم أسس رسول الله دعائم الدولة على دعائم العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه.. فحفظ بذلك لدولته وحدتها وأمنها وأمانها وقوتها ودوامها.. 

 عَ «نْ عَائِشَةَ ، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا : مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا : وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ؟ " ثُمَّ قَامَ، فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ". 

وبعد مائة عام من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز.. 
عاشت على أرض مصر امرأة ضعيفة فقيرة سوداء يقال لها فرتونة السوداء وكان لها بيتاً صغيراً وحائطاً قصيراً .. 
وكانت فرتونة هذه تربى فى بيتها طيوراً ودجاجاً ثم إن بعض ضعاف النفوس استغل فقرها وضعفها وقصر حائطها فكان يتسور عليها الجدار فيسرق منها دجاجها وبيضها فلم تجد فرتونة من تشكوا له من الناس إلا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز فكتبت إليه بشكواها فلما وصله كتابها قرأه وأرسل إليها يخبرها أنه سيأمر واليه على مصر أيوب بن شرحبيل أن يصلح لها حائطها ويحصن لها بيتها لئلا يتجرأ عليها ضعاف النفوس  وكتب عمر إلى واليه في مصر: إن فى بلادك امرأة يقال لها فرتونة السوداء كتبت إليَّ تذكر قصر حائطها وأنه يُسرق منها بيضها  ودجاجها وتسأل تحصينه لها. فإذا جاءك كتابي هذا فاركب أنت بنفسك إليها حتى تحصن لها جدارها ! فلما وصل الكتاب إلى أيوب ركب بنفسه إلى الجيزة ليسأل عن فرتونة السوداء حتى عثر على مسكنها، فإذا هي سوداء مسكينة، فأعلمها بما كتب أمير المؤمنين ورفع لها جدارها وحصن لها بيتها.. 

العدل أساس الملك،  وهذا ما فطن إليه النبي صلى الله عليه وسلّم فحفظ به دينة ووطنه وصحبه.. 

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح أحوالنا وأن يوسع أرزاقنا وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها..

محمد سيد حسين عبد الواحد

إمام وخطيب ومدرس أول.

  • 1
  • 0
  • 787

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً