اختيار الشذوذ بوابة للدمار

منذ 2022-11-30

الشذوذ الجنسي أوسع بوابات الانتحار والمشاكل العقلية، كما أنه أهم أسباب الأمراض النفسية والجسدية!

الشذوذ الجنسي أوسع بوابات الانتحار والمشاكل العقلية، كما أنه أهم أسباب الأمراض النفسية والجسدية!

 

ففي عصر كثُرت فيه المؤثرات - ولا سيما في السينما وفي وسائل التواصل الاجتماعي - قد يستمتع بعض المراهقين بعقد المقارنات مع الأجيال الأكبر سنًّا، خاصة عندما يربطون بين تمردهم وبين النضال من أجل الحرية، وحق تقرير المصير، وتحقيق العدالة للأقلية المحرومة، لكن التحدي الحقيقي الذي سيواجهه المراهقون الشواذ في المستقبل سيكون أقل جاذبية من ذلك.

 

وقد بيَّنت الدراسات ارتفاع مستوى المشكلات السلوكية والنفسية بين الشباب الذين يعانون الشذوذ الجنسي، مقارنة بالشباب الأسوياء، ومن هذه المشكلات:

1- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.

2- تعاطي المخدرات.

3- زيادة محاولات الانتحار.

4- كثرة مشكلات الخروج على القانون.

5- ارتفاع نسبة الهروب من المنزل.

 

إضافة إلى ذلك فقد توصلت دراسة حديثة إلى "دليل قاطع" على ارتفاع نسبة اضطراب القلق العام، ونوبات الاكتئاب القوية، وهواجس الانتحار، وحتى إدمان النيكوتين، ويعاني الصبية المتأنثون - بصورة خاصة - من ارتفاع نسبة المشكلات النفسية، ومنها الإحساس العميق بالدونية.

 

وعندما نلقي نظرة عامة على هذه الدراسات، يبدو واضحًا أن المراهق الذي يعلن عن نفسه بوصفه شخصًا شاذًّا ترتفع نسبة إصابته بعدوى مرض الإيدز، أو تعرُّضه لأمراض جنسية أخرى، وترتفع نسبة تعرضه للمشكلات النفسية؛ مثل التفكير في الانتحار، وسلوكيات تدمير الذات؛ مثل إدمان تناول المخدرات والمشروبات الكحولية، والاتجاه إلى البغاء.

 

الشواذ والاعتداء:

تبيِّن الدراسات أن غالبية الشواذ تعرضوا في طفولتهم إلى الاستغلال الجنسي؛ مما قد يتسبب في ميلهم إلى تكرار التجربة بحثًا عن تلك المشاعر – السلبية - التي جرَّبوها!

 

"وقد كشفت دراسة صدرت في مجلة أرشيف السلوك الجنسي، واشتملت على ٩٤٢ شخصًا بالغًا لم يخضعوا للعلاج النفسي - أن 46% من الرجال الشواذ و٢٢٪ من النساء السحاقيات، قد تعرضوا للاستغلال الجنسي الشاذ في مقابل 7٪ من الرجال الأسوياء و1٪ من النساء السويات.

 

وبالنظر إلى كل هذه الأمور مجتمعة، نجد أن هذه الدراسات تشير إلى أنه من المحتمل وجود علاقة بين الصدمة الجنسية المبكرة والتوجه نحو الشذوذ الجنسي فيما بعد.

 

"لأن التعرض للاستغلال الجنسي على يد شخص بالغ يثير في الطفل مشاعر مختلطة: من الخوف، والإثارة، والمتعة الجنسية، والغضب، وترتبط هذه المشاعر معًا، وتدفع الصبي الذي يتم استغلاله إلى الانجذاب - في حالات متفاوتة - إلى إعادة تمثيل العلاقة الجنسية في وقت لاحق - حينما يصلون إلى سن البلوغ - مع طفل آخر أو مراهق صغير، وتؤدي هذه المشاعر المشوشة - مع ارتباط الجنس بمسائل التحكم والسيطرة - إلى إثارة الاهتمام بممارسة الجنس مع التلذذ بتعذيب الذات والآخرين، والسيطرة، والملابس الجلدية التي تدل على ذلك التي نراها شائعة في ثقافة الشذوذ الجنسي".

 

ما هو الباعث النفسي عند المراهق الشاذ:

إن أهم ما يحتاجه المراهق المائل إلى الشذوذ هو أخطر ما يخشاه، وهو أن "يراه ويهتم به" ذكرٌ آخر، وهذا سبب المرض وفيه مفتاح العلاج..

 

"ولحسن الحظ، فإن رغبة المراهق في أن يراه ويفهمه ذكر آخرُ هي أعمق من رغبته بالتواري والاختباء، ولذلك فإن أول خطوة في العلاج هي تقديم قبول غير مشروط؛ بحيث لا يكون المراهق في حاجة لإخفاء إحساسه بالعار أو مشاعره وميوله المتناقضة، ويحتاج هذا الشاب إلى أن يسمع الرسالة التالية من والديه: "إننا نحبك، ومهما صنعت في حياتك فلن يغير من هذه الحقيقة، وسوف نبذل قصارى جهدنا لاحترام مشاعرك، وتفهُّم وجهة نظرك أيًّا كانت الاختيارات التي تقوم بها، ولكن لأننا نرغب لك في الأفضل، فإننا نريدك أن تفكر بجدية في إمكانية التغير، فنحن لا نعتقد أن أسلوب حياة الشذوذ الجنسي هو اختيار حكيم"؛ كما يعبر عن ذلك مؤلف الرجولة إنجاز.

 

الشذوذ لعبة مصطلحات:

تطور صفة "gay": إلى مسمى في الثقافة الأمريكية ودلالته النفسية على مشاعر الذكر الشاذ تتضمن تعبيرا عن الهوية قد يحمل في داخله أحد مفاتيح العلاج.

 

فكيف نعرف الفارق بين المبتهج والشاذ؟

في الثقافة الأمريكية عبارة (gay) تعني في الأصل المبتهج أو الزاهي، ولكن في القرن السابع عشر أصبحت تطلق على الشخص الذي يبحث عن الملذات الجنسية بتحرُّر ودون قيود، سواء من الذكور أو الإناث، فالمومس التي تمتهن البغاء والرجل الذي يطارد النساء أو زير النساء، جميعهم يطلق عليه (gay)، وطرأ تحول على استخدام هذا العبارة في منتصف القرن الماضي، حيث بدأ ينتشر استخدامها كصفة تطلق على الشواذ، وبمرور الوقت ومع التسامح الذي أظهره المجتمع الأمريكي تجاه الشذوذ، تحول استخدام العبارة من صفة إلى اسم يطلق على الشخص ذي الميول الجنسية الشاذة، والمؤلف هنا يتحدث عن صراع المصطلحات في الحرب الإعلامية، ولجوء نشطاء الشذوذ إلى استخدام مصطلحات محايدة أو إيجابية لوصف الشخص الشاذ)[1].

 

إن أحد الأمور المهمة في علاج الشذوذ الجنسي هي توضيح الفرق بين المسميات، فلا يعني شعور المرء بمشاعر جنسية شاذة فحسب ضرورة تسميته "مبتهجًا"، وعلى خلاف الشذوذ الجنسي الذي يصف توجهًا جنسيًّا، فإن كلمة "مبتهج" هي هوية اجتماعية وسياسية، تعني في جوهرها أن هذه هويتي، وهذا ما أكون عليه بالفعل، ويمكنني أن أعيش مع مشاعر الانجذاب الجنسي لنفس النوع بدون الإحساس بأية اضطرابات داخلية!

 

مسمى المثلية لن يغير الحقيقة:

تروج وسائل الإعلام بضغط من جماعات دعم الشذوذ وصفًا تلطيفيًّا للشذوذ الجنسي بتسميته "المثلية"، وتستبدل مسمى الشواذ بالمثليين، وهذا لا يغير شيئًا من الواقع، ولا يستطيع نفي الحقائق، وربط المثلية بالحب وحق اختيار الشريك الذي يحبه المرء، لن يجعل من الشذوذ حقًّا؛ لأن الباطل مهما تعددت أوصافه، فهو في حقيقته باطل، فكل ما تحت المثلية هو في واقعه شذوذ يأخذ وصفه ويستحق جميع أحكامه، وستكون له نفس نتائجه وإن تَم تغيير اسمه.

______________________________________________________

1] هذه الفقرة إضافة من مترجم كتاب الرجولة إنجاز.

  • 0
  • 0
  • 682

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً