من رفق الرسول صلى الله عليه وسلم

منذ 2022-12-01

قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

 

الحديث الأول: عن أنس رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد.

 

أصحاب الرسول يصيحون به: ( مَه مَه )؛ أي: أترك.

 

الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تُزرموه» دعوه لا تقطعوا بوله.

 

يترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعو الرسول الأعرابي.

 

الرسول (للأعرابي): «إن المساجد لا تصلح لشيء مِن هذا البول والقذر، إنما هي بذكر والصلاة، وقراءة القرآن».

 

الرسول لأصحابه: «إنما بُعثتم مُبَشِّرين، ولم تُبعثوا مُعَسّرين، صُبُّوا عليه دَلوًا من الماء».

 

الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا.

 

الرسول صلى الله عليه وسلم: «لقد تحجَّرتَ واسعًا». أي: ضيقت واسعًا؛ (متفق عليه).

 

الحديث الثاني: عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: بينا أنا أُصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم (أي المصلين).

 

معاوية للعاطس: يرحمك الله!

 

المصلون ينظرون لي منكرين

 

معاوية يخاطبهم: وا ثُكل أُماه. ما شأنكم تنظرون إليَّ؟

 

المصَلون يضربون بأيديهم على أفخاذهم لِيَسكت، فسكت عندما رأهم يُصمّتونه حتى انتهت الصلاة.

 

معاوية يمدح الرسول: بأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسنَ تعليمًا منه، فوالله ما كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني (كهرني: قهرني)

 

الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن...» معاوية: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالا يأتون الكهان (الذين يدعون علم الغيب).

 

الرسول صلى الله عليه وسلم: «فلا تأتهم».

 

معاوية: ومنا رجال يتطيرون (يتشَاءمون).

 

الرسول صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يَصدَّنهم». (أي لا يمنعهم ذلك عن وجهتهم، فإن ذلك لا يؤثر نفعًا ولا ضرًا). (الحديث رواه مسلم).

 

الحديث الثالث:

وعن عائشة قالت: إن اليهود أتَوا النبي صلى الله عليه وسلم.

 

اليهود: السَّام عليك (الموت عليك).

 

الرسول: «وعليكم».

 

عائشة: السام عليكم. ولعنكم الله وغضب عليكم.

 

الرسول: «مهلًا يا عائشة عليكِ بالرفق، وإياكِ والعُنف والفُحش».

 

عائشة: أو لم تسمع ما قالوا؟

 

الرسول: «أو لم تسمعي ما قلت: رددتُ عليهم، فيستجاب لي، ولا يستجاب لهم فِيَّ»؛ (رواه البخاري).

 

وفي رواية لمسلم: «لا تكوني فاحشة، فإن الله لا يحب الفُحشَ والتفحشَ».

محمد جميل زينو

عالم كبير..مدرس في مكة المكرمة.

  • 2
  • 0
  • 756

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً