فوائد مختصرة من تفسير سورة المائدة للعلامة ابن عثيمين (1)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " المائدة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • التصنيفات: التفسير -

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " المائدة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • رضا الله عز وجل:

& الرضا من صفات الله عز وجل التي يثبتها أهل السنة والجماعة على وجه الحقيقة, يقولون: إن الله يرضى ويكره ويغضب, ورضاه من صفات كماله عزّ وجل.

& رضا الله عز وجل من أكبر غايات المؤمنين, بل هو أكبر غايتهم.

& الرضا: صفة فعليه من صفات الله عز وجل, تتعلق بمشيئته ولها سبب, وسببها عمل العبد بتوفيق الله...والرضا...سبب للثواب, إذا رضي الله عن العبد أثابه.

  • محبة الله جل جلاله:

& المحبة لله...يجد الإنسان فيها لذة وراحة, لا يعرفها إلا من فقدها والعياذ بالله, فهي محبة عظيمة لا تشبه تعلق الإنسان بغير الله عز وجل.

& الإنسان إذا شعر بأن الله يحبه يفرح ويزداد في محبة الطاعات, وكراهة المعاصي.

& الأشاعرة, الذين هم أقرب أهل التعطيل لأهل السنة ينكرون محبة الله...نسأل الله لهم العفو وأن يهدي أحياءهم...حرموا لذة محبة الله, لأنهم أنكروها.  

  • الصلاة:

& نجد الإنسان إذا غفل في صلاته خرج منها بقلب كما دخل فيها بقلب, يعني نفس القلب, لا يزداد نوراً ولا إيماناً ولا كراهة للفحشاء والمنكر.

& لماذا لا يجد الإنسان إذا خرج من الصلاة كراهة للفحشاء والمنكر ؟ لأنه إنما صلى صلاة جسد فقط لا صلاة قلب.

& حاول حضور القلب في الصلاة من أولها إلى آخرها, عوّد نفسك على هذا, أجبر نفسك على هذا, حتى تجد لذة العبادة.  

& أنبه طالب العلم أنه يجب عليه أن يعتني بالتفسير....قليل من يعتني بالتفسير.

& التفسير له أربعة مراتب: الأولى: تفسير القرآن بالقرآن, الثانية: تفسير القرآن بالسنة, الثالثة: تفسير القرآن بأقوال السلف, الرابعة: التفسير بمقتضى اللغة العربية

& التفاسير الأثرية, أي: التي تفسير القرآن بالآثار عن الصحابة, وعن كبار التابعين, هي أولى ما يلتفت إليه, وعلى رأسها تفسير ابن جرير

& من خير ما نرى من التفاسير: تفسير ابن كثير رحمه الله, لكنه أحياناً يتغاضى عن الكلام عن بعض الإسرائيليات أو بعض القصص.

& من التفاسير التي تعني بتفسير القرآن بالقرآن تفسير الشنقيطي رحمه الله حسب الاسم والعنوان, لأنه معنون بأضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن.

& القرطبي رحمه الله,....تجد في تفسيره مسائل كثيرة من مسائل الفقه, وهذا ولا شك أنه طيب ويفيد طالب العلم.

& الكشاف للزمخشري, لا شك أنه تفسير جيد في تحرير المعنى, وفيما يرمى إلى البلاغة...لكنه في مسألة العقيدة سيء يجب الحذر منه.

& تفاسير المتأخرين بعضها تجد الكلام الطويل العريض على الآية, ثم إذا أردت أن تحصل منه شيئاً لا تجد شيئاً, فهو هش فائدته قليلة, اللهم إلا النادر.

& المدار في الإيمان على القلب, لقوله: ﴿من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم﴾ فإيمان باللسان ليس إيماناً حتى يكون مبنياً على إيمان القلب.

& الإيمان يزيد وينقص وإذا كان يزيد وينقص فيجب علينا أن نلاحظ إيماننا هل زاد هل نقص ؟ فمن وجد خيراً فليحمد الله, ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه.

& الإيمان الحقيقي مستلزم للتقوى, فمن قال: أنه مؤمن ولكن لم يتقِ الله, فهو إما فاقد الإيمان بالكلية, وإما ناقص الإيمان.

& الإيمان كلما قوي صار المؤمن كأنما يشاهد الشيء بعينه, فيزداد إيماناً وخشوعاً وبكاءً.

& مما ينافي كمال الإيمان أن يسأل الإنسان عن شيء لم يكلف به, لقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا ﴾  

& كلما كان الإنسان أشد إيماناً بالله عز وجل دفع عنه, وتسليط بعض الناس عليه بالإيذاء ما هو إلا  كتسليط المرض على الرسل والأنبياء من باب رفعة الدرجات.  

  • الاهتمام بأعمال لقلب:

& المدار في الصلاح والفساد على القلب, لقوله تعالى: ﴿أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم 

& ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً أن يطهر قلبه.

& عمل الجسد يقع من كل إنسان, من مؤمن ومنافق, لكن عمل القلب هو المهم

& احذر أن تضمر في قلبك ما يخالف ما تنطق به بلسانك أو تفعله بجوارحك, يجب أن تصفى القلب أولاً, وتطهر القلب, ثم تبني أعمالك على حسب هذه التصفية.

  • الشرك:

& كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله أن يشرك بالله وهو يعلم, ويستغفره لما لا يعلم.

& يجب على الإنسان دائماً أن يغسل قلبه من أدران الشرك, ويتفقده حتى لا يقع فيه وهو لا يعلم.

  • العلم:

&نقول لكل طالب علم أتريد أن يهديك الله ويرزقك علماً سيقول بلى نقول عليك باتباع رضوان الله كلما رأيت شيئاً يرضى الله فافعله وكلما رأيت شيئاً يغضبه فاجتنبه

& لو شعرنا أن نطلب العلم ونحن مجاهدون في سبيل الله, لصارت صدرونا أشد انشراحاً.

& طالب العلم يجب أن يقصد بطلب العلم نصرة هذا الدين.

& من رزقه الله علماً فقد أنعم الله عليه نعمةً عظيمة, تحتاج إلى التذكر.

& الإنسان كلما ازداد علماً ازداد نوراً وبصيرة في دين الله عز وجل.

& أقرب وسيلة إلى حصول العلم أن يربى الطالب بصغار العلم قبل كباره.

& الله تعالى فرق بين صيد ما ليس بمعلم وما كان معلماً, فأحلّ الثاني ولم يحل الأول, وهذا يدلّ على فضل التعليم حتى في الحيوانات.

& العلماء ثلاثة أصناف: عالم ملة, وعالم أمة, وعالم دولة.

& عالم الملة: هو الذي يحرص على حفظ الملة ونشرها بين الناس والدعوة إليها وهذا هو العالم حقيقة.

& عالم الأمة: هو الذي يرى ما يريده الناس فيفتيهم به ولو خالف الشرع, لأنه يريد أن يساير ويقبل رأيه ولا يبالى.

& عالم دولة: وهو الذي يرى ما تريده الدولة فيدعو إليه ويحكم به, ويحاول أن يلوى أعناق النصوص إلى ما تريده الدولة.

& لو أنك تأملت أسباب...انحراف العلماء, لوجدته يدور على شيئين: إما الخوف من الناس, وإما طلب الدنيا والرئاسة والمال وما أشبه ذلك.

& يجب على العلماء أن يبينوا الحق بقطع النظر عن مكانتهم الشخصية, حتى لو فرض أنهم أهينوا أو أذلوا بسبب ذلك فالعاقبة لهم.

  • دين الإسلام:

& دين الإسلام هو دين السلام لكنه مع ذلك هو دين العزم والقوة والحذر من الأعداء, وكيدهم, ومكرهم, وخيانتهم.

& الإسلام التام...هو اسلام القلب وإسلام اللسان وإسلام الجوارح, يعني: الاستسلام لله ظاهراً وباطناً.

& التمسك بالإسلام له بركات عظيمة, قد لا يشعر بها الإنسان إلا بعد مدة.

  • الغلو في الدين:

& الغالب أن الغالي ينحرف _ نسأل الله العافية _ لأن الغلو خلاف الفطرة, فيكون غلوه ظاهرياً فقط, ويكون قلبه خالياً من حقيقة الإيمان.

& الغالب أن الغالي تجد قلبه يجول مع الناس وأفعال الناس وينتقدهم ويعترض عليهم, لكنه خال من معرفة الله حق المعرفة, ومن الرجوع إليه والإنابة إليه.

& احذر هذا يا طالب العلم, كن مستقيماً بين الغلو والتفريط.

طريق السلف الصالح:

& مخالفة طريق السلف الصالح هو التأخر, لأنه يسمى في القرآن ردة أو ارتداد على الدبر.

& موافقة السلف الصالح هي التقدم حقيقة, ولكنه يحتاج إلى عزيمة وقوة وتطبيق.

& كان بعض السلف إذا قيل له: اتقِ الله, ارتعد وربما سقط مخافة الله عز وجل, وأدركنا من الناس من هذه حاله...إذا قلت له: اتق الله, اضطرب واحمر وجه وخشع

& الآن...إذا قلت له: اتقِ الله, قال: ماذا فعلت ؟ مع أنه منتهك لحرمات الله عز وجل, فالواجب على العبد تقوى الله عز وجل امتثالاً لأمره تعالى.

& إذا اتقى الإنسان ربه تقوى حقيقية فإنه سيحصل له النصر والتأييد لأن الله يدافع عن الذين آمنوا. & من كان أتقى لله كان أقرب لإجابة دعائه.

& من تقوى الله ألا يعجب الإنسان بالخبيث ولو كثر, لأنه ذكر الأمر بالتقوى بعد قوله: ﴿ولو أعجبك كثرة الخبيث ﴾    

& التقوى...سبب لقبول الأعمال, لقوله تعالى: ﴿إنما يتقبل الله من المتقين ﴾ وهل المراد هو تقبل الأعمال فقط أو تقبل الأعمال والدعاء ؟ الظاهر العموم.

& الناس إذا قاموا بطاعة الله واتفقوا عليها فإن الله يلقي بينهم المودة والمحبة والولاية

& كل من تمسك بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ازداد نوراً في قلبه وفراسة واستنباطاً للأحكام الشرعية وغير ذلك, وهو أيضاً نوراً في الوجه.

& لو أن طالب العلم جمع الآيات التي فيها التقوى أمراً وثناءً وجزاءً في القرآن الكريم من أوله إلى آخره, لوجد خيراً كثيراً.

  • الهداية والطاعة:

& لا نسأل الهداية إلا من الله وأن نلح على ربنا عز وجل بالهداية: اللهم اهدني, اللهم اهدني دائماً.

& كلما تمسك الإنسان بشريعة الله هداه الله تعالى.

& من وجد في نفسه إعراضاً عن طاعات كان يفعلها فليكثر من الاستغفار.

& أهل الطاعة عندهم استقرار وعندهم طمأنينة, ولو كان الواحد منهم فقيراً فإن الله يعطيه سعة بال وقناعة.

& من أعظم الهداية وأتم الهداية أن يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر.

  • المعاصي:

& المعاصي سبب لقلة القهم, أعنى: فهم كلام الله عز وجل أو للعدوان على فهمه.

& كلما عصى الإنسان ربه قسا قلبه.

& المعاصي سبب للزيغ....والمعاصي تُفسد.

& الذنوب لها آثار سيئة, من أعظمها التولي عن دين الله وعما أنزل الله, فالإنسان كلما عصى الله ابتعد عن قبول الوحي والشريعة.

& قال أهل العلم: الفساد في الأرض بعد إصلاحها يعني المعاصي.

& المعاصي سبب لنسيان ما ذُكر به الإنسان...والنسيان نسيان علم ونسيان عمل.

& إضاعة حق الله من أسباب إلقاء العداوة والبغضاء بين الناس, بمعنى أنك متى ما وجدت عداوة وبغضاء بين الناس, فهذا بسبب إعراضهم عن دين الله.

& فاعل المعصية إذا لم يتب فإنه يجازي بالخسران والندم وضيق النفس...صاحب المعصية لو أن ماله كثير فإنه في قلق وحيرة.

ــــــــــــــــ

& الإنسان إذا ابتلي بتيسير المعصية له وتركها لله عوضه الله تعالى خيراً منها.

& الإنسان قد يُحرم الطيبات تحريماً قدرياً لمعصيته, مثل: أن يكون رجل إذا أكل اللحم, تأثر ومرض.

  • الإفتاء:

& الفتوى أمرها عظيم وخطرها عظيم, وما أشد زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب, نسأل الله العافية.

& كان السلف رحمهم الله إذا استفتي أحدهم يقول: لا أفتي حتى أنظر الصراط بين يدي فهل أنجو منه أو لا أنجو ؟       

& كل إنسان يقدم على الفتوى بالتحليل أو التحريم أو الإيجاب بدون علم فهو غير عاقل...وسيفضحه الله عز وجل إما في الدنيا وإما في الآخرة.

& التحري في الإفتاء من العقل, ولقد كان السلف الصالح يتدافعون الإفتاء ويؤجلون المستفتي.

  • المنافقون:

& المنافقون يقسمون بالله ويظهرون تعظيم الله, كما أنهم يذكرون الله ويصلون, ويتصدقون, لكن كل هذا لا ينفهم لعدم الإيمان في قلوبهم أجارنا الله من ذلك.

& المنافق لا بد أن يفضحه الله...وهذا مشاهد...فلا بد أن يظهر نفاق المنافق, إلا أن يتوب إلى الله.

& ينبغي للداعية أن يُذكِّر من يوجه إليهم الخطاب بنعم الله عليهم, لأن تذكيرهم بالنعم يوجب لهم محبة الله.

ــــــــــــــ

& يجوز ترغيب النفوس البشرية في فعل الطاعات بما يذكر من ثواب الدنيا.

& الواعظ...كالطبيب إن أعطى جرعة زائدة هلك المريض وإن نقص لم يبرأ المريض لا بد أن يراعي الأحوال, لا يقتصر على الترغيب دائماً, ولا على الترهيب دائماً.  

& ينبغي لمن نهى عن شيء قبيح أن يبين قبحه, وأن ينقل الناس إلى ما هو خير منه.

& من تعلم اللغة غير العربية من أجل الدعوة إلى الله كان مثاباً على ذلك, لأنها وسيلة لتبيين الشريعة ونشرها.

& متى احتيج إلى التوكيد فلا عيب في التكرار, ولهذا كان من آداب الخطبة أن الإنسان يكرر في المواضع الهامة, وأن هذا لا يُعدُّ عيّاً ولا يُعدُّ زيادة.

& كل إنسان يدعو إلى الله ويأتي بالبراهين والأدلة, لا بد أن يسلط عليه من يسلط, ولكن الله تعالى بقوته وقدرته يصرف عنه.

& ينبغي للإنسان الداعية إلى الله أن يذكر عواقب السيئات من أجل تنفير النفوس.

& الدعوة إلى الله تعالى تحصل بأن تقول: هذا حرام, وهذا حلال, وهذا واجب, لكن  إذا ذكر الترغيب والترهيب كان في ذلك حفز للنفس على الامتثال.

& الإنسان...إذا بذل جهده فيما يجب من الدعوة, فإن هداية الخلق ليست إليه بل إلى الله, فلا يحزن, ولهذا قال الله:  {فلا تأس على القوم الفاسقين 

& هل يحوز للإنسان أن يقول: اليهود والنصارى إخوان القردة والخنازير؟ الجواب: لا بأس أن يقول هذا, لكن أنا عندي أنه غير مناسب, خصوصاً في مقام الدعوة.

& ينبغي للإنسان إذا جاءه أحد من دعاة الخير أو من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يشكو إليه, أن يوسع له ويفسح له ويقول: لا تأسَ على هؤلاء.

الكفار والمشركين:

& المشرك يبغض الموحد, ويكرهه, ويراه أشدّ الناس عداوة له.

& الواجب أن نقاتل اليهود وغير اليهود ممن كفر بالله, لا على أساس الأرض, ولكن على أساس العقيدة.

& الذين في قلوبهم مرض وهم المنافقون يسارعون في موادة الكافرين

& من أشار على ولاة الأمور بالمسارعة في موادة الكفار وفي مناصرتهم, فإن فيه شبهاً من هؤلاء المنافقين.

& كل من سارع في موادة الكافرين وفي مناصرتهم ففي قلبه مرض.

& كل كافر...ليس له عقل يرشده, عنده ذكاء...ويعرف من الواقع ما لا يعرفه كثير من المسلمين لكنه ليس عاقل, لكفره بالله عز وجل, والعقل يهدي إلى الحق.

& العجيب أن بعض المغرورين بأخلاق الأمم الكافرة يقول لصاحبه إذا واعده إنه وعد إنجليزي مع أن الكفار من أبعد الناس عن الوفاء بالعهد

                        كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ