صلاة التراويح

منذ 2023-04-07

سبب تسميتها بهذا الاسم - حُكم صلاة التراويح - حُكم صلاة التراويح في جماعة - أيهما أفضل صلاة التراويح جماعة أول الليل أم صلاتها مُنفردًا آخر الليل - وقت صلاة التراويح - عدد ركعات صلاة التراويح - ما يُقرأ في صلاة التراويح -حُكم ختم القُرآن في صلاة التراويح ..

صلاة التراويح المقصود بها هو: قيام الليل في شهر رمضان.

 

سبب تسميتها بهذا الاسم:

● صلاة التراويح سُميت بذلك؛ لأن السلف من الصحابة وغيرهم كانوا يُطيلون فيها القراءة والركوع والسُجود، فكانوا إذا صَلَّوْا أربعًا يجلسون قليلًا ليستريحوا، ثم يُصلوا أربعًا أُخرى ويستريحوا، ثم يُوتروا بثلاث ركعات.

 

حُكم صلاة التراويح:

● صلاة التراويح سُنة مُؤكدة في شهر رمضان سَنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، فهي مشروعة للرجال والنساء.

 

حُكم صلاة التراويح في جماعة:

● صلاة التراويح تُشرع لها الجماعة، والأفضل أن تكون صلاتها في المسجد، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه في رمضان ثلاث ليال، ثم تخلَّف عنها ولم يُواظب عليها، خشية أن تُكتب عليهم فيَعجِزوا عنها، وبقي الأمر على ذلك، حتى كان زمن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجمع الناس في صلاة التراويح على إمام يُصلي بهم وهو أُبي بن كعب، وكان أُبي رضي الله عنه من حُفاظ كتاب الله عز وجل، وكان من الصحابة القلائل الذين جمعوا حفظ القُرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فصلى بهم رضي الله عنه عشرون ركعة، ثم أوتر ولم يُنكر عليه أحد، وكان ذلك أول اجتماع للناس على إمام واحد في رمضان.

 

وعُمر رضي الله عنه من الخُلفاء الراشدين، وأُمرنا باتباع هديه، ثم استمر المُسلمون على صلاتها جماعة إلى وقتنا هذا.

 

أيهما أفضل صلاة التراويح جماعة أول الليل أم صلاتها مُنفردًا آخر الليل؟

● صلاة التراويح مع الجماعة في أول الليل أفضل من صلاتها مُنفردًا في آخر الليل؛ لأن الصلاة مع الجماعة أفضل، ولأنه يُحسب لمن صلى مع الإمام حتى ينصرف قيام ليلة كاملة.

 

وقت صلاة التراويح:

● وقت صلاة التراويح يبدأ من بعد صلاة العشاء وراتبتها، وينتهي بدخول وقت الفجر الثاني.

 

عدد ركعات صلاة التراويح:

● القول الراجح أن عدد صلاة التراويح ليس له حد مُعين لا يجوز غيره، ولكن الأفضل هو ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إما إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.

 

ما يُقرأ في صلاة التراويح:

● القراءة في صلاة التراويح ليس فيها شيء مسنون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ولكن ورد عن السلف رحمهم الله أنهم كانوا يقومون ويعتمدون على العِصِي من طول القيام، ولا ينصرفون إلا قبيل بُزوغ الفجر، فيستعجلون الخدم بالطعام مخافة أن يطلع عليهم الفجر.

 

فالقراءة في صلاة التراويح تختلف باختلاف الأحوال، وينبغي على الإمام أن يقرأ قدرًا لا يُنفِّر المُصلين عن الجماعة، ولكن لو اتفق المُصلون على طول القيام الذي يتناسب معهم فهو أفضل.

 

حُكم ختم القُرآن في صلاة التراويح:

● استحب بعض العُلماء أن يُختم القُرآن الكريم في صلاة التراويح، وذلك حتى يسمع الناس جميع القُرآن؛ لأن شهر رمضان فيه نزل القُرآن، ولأن جبريل كان يُدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في شهر رمضان.

 

ولكن إذا كان في ختم القُرآن مشقة على الناس، وذلك بتطويل القراءة فيه، فالأفضل للإمام أن يقرأ على حسب القوم، فيقرأ قدر ما لا يُنفرهم عن الجماعة؛ لأن تكثير الجماعة أفضل من تطويل القراءة.

 

حُكم دعاء ختم القُرآن في الصلاة:

الدُعاء عند ختم القُرآن في الصلاة من إمام أو مُنفرد قبل الركوع أو بعده في التراويح، أو غيرها لم يرد فيه دليلٌ من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم والعبادات توقيفية لا تثبت إلا بدليل صحيح.

 

وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا، وهذا في غير الصلاة.

 

وقد ذهب عددٌ كثير من العُلماء إلى جواز الدعاء بعد ختم القُرآن في الصلاة، وأنه ليس ببدعة لما فيه من تحرِّي إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب الله عز وجل قياسًا على فعل أنس بن مالك رضي الله عنه خارج الصلاة، ولأنه لم يَرِد عن السلف والمُتقدمين في إنكاره شيءٌ؛ لأن المسألة من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيه الاختلاف.

 

تنبيهات هامة:

1- ينبغي على من أطال القيام والركوع والسجود أن يُقلل عدد الركعات؛ أي يجعلها إحدى عشرة ركعة وإن خفف القراءة والركوع والسُجود أن يكثر من عدد الركعات.

 

2- ينبغي على الإمام أن يراعي حال المأمومين في صلاة التراويح من حيث الإطالة وعدمها، فإن كانوا يرغبون في عدم الإطالة، فعليه ألا يُطيل وإن كانوا يرغبون في الإطالة أطال.

 

3- لا حرج في القراءة من المُصحف في صلاة التراويح إذا لم يكن حافظًا، أما في صلاة الفريضة فلا.

 

4- يُكره للمأموم مُتابعة الإمام من المُصحف أثناء القراءة للإمام إلا إذا كانت هناك حاجة، كأن يحتاج الإمام إلى من ينبهه أثناء القراءة، وذلك لأن المُتابعة من المُصحف تُشغله عن الخُشوع في الصلاة وعن تدبر قراءة الإمام.

 

5- لا حرج على المُسلم أن يتتبع أصوات الأئمة؛ من حيث الحُسن والأداء، لكن الأولى له أن يُصلي في مسجده وخلف إمامه.

 

6- لا بأس بأن يُحسِّن الإمام صوته أثناء قراءة القرآن، ويأتي به على صفة تُوافق القُلوب دون غلو، وأن يراعي أحكام القراءة متى أمكن ذلك.

 

7- من قام إلى ثالثة في صلاة التراويح ناسيًا، ثم تذكر أو ذُكِّر أنها ثالثة، فالواجب عليه الرجوع ويجلس، فإن لم يرجع بطلت صلاته؛ لأن صلاة الليل مثنى مثنى.

 

8- بعض الأئمة يحرصون على تخفيف صلاة التراويح، فيُصلونها بسرعة تمنع المُصلين من فعل ما يُسن، بل قد تمنعهم من فعل ما يجب، وفي المُقابل هناك من الأئمة من يُطيل إطالة تشق على المأمومين، وهذا خطأ من كليهما، بل على الإمام أن يتقي الله تعالى، فلا يُخفف بما يُخل بواجب أو مسنون، ولا يُطيل بما يشق على المأمومين.

 

9- ينبغي لمن صلى خلف الإمام أن يُتم معه الصلاة حتى ينصرف، وألا يُفارقه قبل انصرافه من أجل الفوز بأجر قيام ليلة كاملة، فإن أوتر الإمام آخر صلاته أوتر معه، ويجوز له بعد ذلك أن يُصلي منفردًا ما شاء من قيام الليل، ولكن لا يُوتر مرة أُخرى، ويجوز له أيضًا أن يقوم بعد تسليم الإمام من صلاة الوتر، ويأتي بركعة تشفع له صلاته مع الإمام، ثم بعد ذلك يصلي منفردًا ما شاء من قيام الليل ثم يُوتر، وبذلك يجمع بين صلاته مع الإمام وجعل آخر صلاته وترًا.

 

10- لا يُشرع في جلسة الاستراحة بعد كل أربع ركعات ذكر مُعيَّن كما يفعله بعض الناس، لعدم الدليل على ذلك.

_____________________________________________________

الكاتب: عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني

  • 6
  • 1
  • 1,541

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً