الجلوس بعد الفجر في المصلى، وأذكار الصباح والمساء
عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَناً»
من السُّنَّة الجلوس بعد الفجر في المصلَّى حتى تطلع الشمس.
عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَناً»[1].
وفي لفظ لمسلم عن سمَاكِ بن حَرْب رضي الله عنه قال: «قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، كَثِيراً، كَانَ لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ»[2].
أَذْكَار الصَّباح:
ووقت أذكار الصباح يبدأ من: طلوع الفجر، فإذا أذَّن المؤذِّن لصلاة الفجر بدأ وقت أذكار الصباح، ولاشك أنَّ الأذكار حصن حصين للعبد في الدنيا وكنز عظيم له في الآخرة، وسيأتي الكلام على وقت أذكار الصباح والمساء ابتداءً وانتهاءً، في مباحث وقت العصر -بإذن الله تعالى-.
أذكار الصباح، والمساء هي:
1) «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شـريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا عَشر مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ كُتِبَ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِائَةُ سيئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، وَحُفِظَ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسي، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسي كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ»[3].
2) «أَمْسينَا وَأَمْسى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شريكَ لَهُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شرهَا وَشر مَا فِيهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَسُوءِ الْكِبَرِ، وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبْرِ»، وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ... أسْأَلُكَ خَيْرِ مَا فِي هَذَا الْيَوم وَخَيْر مَا بعدِه، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شر مَا فِي هَذا اليَوم وَشر مَا بَعْدِه...»[4].
3) سيد الاستغفار: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شر مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ». قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»[5].
4) إذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسينَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ، وَإِذَا أَمْسى فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسينَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ»[6].
5) «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شيءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شر نَفْسي وَمِنْ شر الشيطَانِ وَشركِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسي سُوءًا، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ»، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسيتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ»[7]، أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: « يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسيتُ» فعلَّمه الذِّكر السَّابق، والحديث رواه أيضاً البخاري رحمه الله في الأدب المُفْرَد[8].
6) «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضر مَعَ اسْمِهِ شيءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضرهُ شيءٌ»[9].
7) «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضيهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[10].
وفي صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ رَضي بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»[11].
8) لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ، وَحِينَ يُمْسي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»[12].
9) «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شـر مَا خَلَقَ»[13].
وأخرج مسلم في صحيحه، عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها أنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شر مَا خَلَقَ؛ لَمْ يَضرهُ شيءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ»[14].
10) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشركِينَ»[15].
وإذا أمسى يقول: «أمسينا على فطرة الإسلام...».
كل ما سبق من أذكار الصباح والمساء في: رسالة للشيخ ابن باز رحمه الله اسمها: "تُحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسُّنَّة من الأدعية والأذكار" فصلٌ في أذكار الصباح والمساء.
11) «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ»[16].
12) «مَنْ قالَ إِذَا أصْبَحَ وإِذَا أَمْسى: حَسْبِيَ الله لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرشِ الْعَظِيمِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ؛ كَفَاهُ الله مَا أَهَمَّهُ»[17].
مستلة من كتاب: المنح العلية في بيان السنن اليومية
[1] رواه مسلم برقم (670)، و«حَسَناً» أي: مرتفعة.
[2] رواه مسلم برقم (670).
[3] رواه أحمد برقم (8719). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسَّن إسناده ابن باز -رحمه الله تعالى-.
[4] رواه مسلم برقم (2723). من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
[5] رواه البخاري برقم (6306). من حديث شدَّاد بن أوس رضي الله عنه.
[6] رواه أبو داود برقم (5068)، والترمذي برقم (3391)، والنَّسَائي السُّنن الكبرى برقم (9836)، وابن ماجه برقم (3868). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصحَّح إسناده ابن باز رحمه الله.
[7] رواه الإمام أحمد (6597)، وأبو داود (5076)، والترمذي (3529)، والنَّسَائي (7699). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[8] رواه البخاري في الأدب المفرد (1/ 412/ 1202). وصحح إسناده ابن باز رحمه الله.
[9] رواه الإمام أحمد برقم (446)، والترمذي برقم (10179)، وابن ماجه برقم (3869). من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن باز رحمه الله: «وقال الترمذي: حسن صحيح، وهو كما قال رحمه الله ».
[10] رواه الإمام أحمد برقم (18967)، والترمذي برقم (3389)، وابن ماجه برقم (3870). من حديث ثوبان رضي الله عنه، وحسَّن إسناده ابن باز رحمه الله.
[11] رواه مسلم برقم (1884).
[12] أخرجه الإمام أحمد في المسند برقم (4785)، وأبو داود برقم (5074)، والنَّسَائي -الكبرى- برقم (10401)، وابن ماجه برقم (3871)، وصححه الحاكم. من حديث عبد الله بن عمر.
[13] رواه أحمد برقم (7898)، والترمذي برقم (3437). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسَّن إسناده ابن باز رحمه الله.
[14] رواه مسلم برقم (2708).
[15] رواه أحمد برقم (15367، 21144). من حديث عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه، وصحح إسناده ابن باز رحمه الله
[16] رواه النسائي برقم (10405)، والبزَّار (2/ 282). من حديث أنس رضي الله عنه، وحسنه ابن حجر والألباني (انظر: نتائج الأفكار ص 177، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 449).
[17] رواه أبو داود برقم (5081). من حديث أَبِي الدَّرداء رضي الله عنه، والراجح وقفه ورجاله ثقات، وله حكم الرفع كما ذكر الألباني (انظر: السلسلة 11/ 449).
عبد الله بن حمود الفريح
حاصل على درجة الدكتوراه من قسم الدعوة والثقافة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، عام 1437هـ.
- التصنيف: