كنز من كنوز الجنة

منذ 2023-05-28

مِنَ الأذكارِ النبويَّةِ العظيمةِ التي كان يُكثرُ من قولِها النبي صلى الله عليه وسلم، ويَحُثُّ على الإكثارِ منها والعنايةِ بها: قول: «لا حول ولا قوة إلَّا بالله»، فإنَّ لهذه الكلمة العظيمة من الفضائلِ والفوائدِ ما لا يُحصَى.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41]، وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]، وقال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].

 

• وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبق المفردون»، قيل: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات».

 

• ومِنَ الأذكارِ النبويَّةِ العظيمةِ التي كان يُكثرُ من قولِها النبي صلى الله عليه وسلم، ويَحُثُّ على الإكثارِ منها والعنايةِ بها: قول: «لا حول ولا قوة إلَّا بالله»، فإنَّ لهذه الكلمة العظيمة من الفضائلِ والفوائدِ ما لا يُحصَى.

 

• ‏فهي كلمة لكنها من تحت العرش، وهي غَرْسٌ لكنها من غِراس الجنة، وهي بابٌ لكنها مِن أبواب الجنة، وهي كَنْز لكنَّها من كنوز الجنة.

 

إنها: ((لا حول ولا قوة إلا بالله)).

 

• كلمةٌ مباركةٌ عظيمة، رفيعٌ شأنُها، جليلٌ قدرُها، كثيرٌ ثوابُها، وقد ورد في السُنَّة أحاديث كثيرة في بيانِ فضلِها وعظيمِ مكانتِها والأمرِ بالإكثارِ منها.

 

‏فما فضائلها؟ وما الأحوال التي يُشرع أن تُقال فيها؟ وما صيغتها؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال هذه الوقفات.

 

الوقفة الأولى:

فضائل وكنوز وثمرات الحوقلة:

• قد وَرَدَ في فضائلها أحاديثُ كثيرةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

1- فمنها: أنها كنزٌ من كنوزِ الْجنَّة.

ففي الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، أشْرَفَ الناس على وادٍ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قريبًا، وهو معكم»، ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُول فِيِ نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فقال لي: «يا عبدَاللهِ بنَ قَيْسٍ: أَلا أَدُلُّكَ على كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجنَّةِ» ؟، فقُلْتُ: بَلَى يا رسولَ اللهِ، قالَ: «قُلْ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ».

 

ورُويَ عن حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: «يَا حَازِمُ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ»؛ (رواه ابن ماجه).

 

والكنز: كما قال النووي رحمه الله: "ثواب مدخرٌ في الجنة، وهو ثوابٌ نفيسٌ، كما أنَّ الكنز أنفس أموالكم".

 

وقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله: "وَالْكَنْزُ مَالٌ مُجْتَمِعٌ لَا يَحْتَاجُ إِلَى جَمْعٍ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَتَضَمَّنُ التَّوَكُّلَ وَالِافْتِقَارَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ يُوْجِبُ الِاسْتِعَانَة".

 

2- ومنها: أنها بابٌ من أبواب الْجنَّةِ.

عن قيسِ بنِ سعد رضي الله عنه قالَ: مَرَّ بيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وقدْ صَلَّيْتُ فَضَرَبَني برِجْلِهِ وقالَ: «أَلا أَدُلُّكَ على بابٍ مِنْ أبوابِ الجنَّةِ» ؟، قُلْتُ: بَلَى؟ قالَ:  «لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ»؛ (رواه الترمذيُّ وحسَّنه، وصحَّحه الألبانيُّ).

 

وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ» ؟، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»؛ (السلسلة الصّحيحة).

 

3- ومنها: أنها غِراسُ الْجنَّة.

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بهِ مَرَّ على إبراهيمَ، فقالَ: «مَنْ مَعَكَ يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا محمَّدٌ، فقالَ لهُ إبراهيمُ: مُرْ أُمَّتَكَ فلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الجنَّةِ؛ فإنَّ تُرْبَتَها طَيِّبَةٌ، وأَرْضَهَا واسِعَةٌ، قالَ: وما غِرَاسُ الجنَّةِ؟ قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ» )؛ (رواه أحمد وحسَّنه المنذري).

 

وفي راوية: «أَكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ؛ فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا، طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِرُو، مِنْ غِرَاسِهَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا غِرَاسُهَا؟ قَالَ: «مَا شَاءَ اللهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».

 

4- ومنها: ثناءُ الله تعالى على قائلها والشهادةُ له بالإسلام.

عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: «أَلا أَدُلُّكَ على كَلِمَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مِنْ كَنْزِ الجنَّةِ؟ تقولُ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجَلَّ: أَسْلَمَ عَبْدِي واسْتَسْلَمَ»؛ (رواهُ الحاكم وصحَّحهُ ووافقه الذهبيُّ).

 

5- ومنها: تكفيرها للذنوب وإن كانت أكثر من زبد البحر:

فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ»؛ (رَوَاهُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ).

 

6- ومنها: أنها من الباقياتِ الصالحاتِ التي قال عنها الله تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46].

 

فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ»، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «التَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» ))؛ (رواه أحمدُ، وصحّحَه ابنُ حبان، وحسَّنَه ابنُ حَجَرٍ).

 

7- ومنها: أن مَنْ قَالَهَا مَلَأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ:

عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا؛ فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ، قَالَ: «قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَا لِي، قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي»، فَلَمَّا قَامَ قَالَ: هَكَذَا بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَهُ مِنَ الْخَيْرِ»؛ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ).

 

8- ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث خواصَّ أصحابه على الإكثار منها:

ففي مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وذكر منها: ((وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ))؛ (صححه الألباني).

 

الوقفة الثانية:

المواطن والأحوال التي يُستحب أن تُقال فيها:

• فإنه يشرع ويستحب الإكثار منها في كل وقت، وآكد الأوقات والأحوال وَالْمَوَاطِنِ الَّتِي يَتَأَكَّدُ فيهَا قَوْلُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مَا يَلِي:

1- عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَنْزِلِ.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ» ؟؛ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ).

 

2- عند قول الْمُؤَذِّن: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ:

ففي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: ((... ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلَّا الله، قال: لا إله إلَّا الله، مِن قلبِه، دخل الجَنَّةَ».

 

3- عِنْدَمَا يَرَى نِعَمَ اللهِ تعالى عَلَيْهِ:

قال الله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا} [الكهف: 39].

 

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةٍ رَحِمَهُ اللهُ: "وَلِهَذَا يُؤْمَرُ بِهَذَا مَنْ يَخَافُ الْعَيْنَ عَلَى شَيْءٍ".

 

وقَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: "يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ دَخَلَ مَنْزِلَهُ أَنْ يَقُولَ: مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ".

 

4- بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ:

عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقال: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَطْعَمَني هَذَا وَرَزَقْنِيهِ مِنْ غيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ - غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؛ (رواه أَبُو داود، والترمذي، وحسنه الألباني).

 

5- إذا تعَارَّ من الليل:

أي عِنْدَ التَّقَلُّبِ فِي الْفِرَاشِ وَالْأَرَقِ وَعِنْدَ ذَهَابِ النَّوْمِ مِنَ اللَّيْلِ، ففي صحيح البخاري عَن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ».

 

6- بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ مكتوبة:

ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ».

 

وفي رواية: "يرفع بذلك صوته":

7- عند التطير والتشاؤم.

فعن عُروة بن عامرٍ رضيَ اللهُ عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «أحْسَنُهَا الفَألُ، وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فإذا رَأى أحَدُكُمْ ما يَكْرَهُ، فَليْقلْ: اللَّهُمَّ ‌لَا ‌يَأتِي ‌بِالحَسَناتِ إلاَّ أنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ»؛ (رواه أبو داود بسند حسن).

 

8- وهي من جملة الْأَذْكَارِ الَّتِي تُقَالُ عِنْدَ النَّوْمِ:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  «من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. غفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»؛ (رواه ابن حبان بسند صحيح).

 

الوقفة الثالثة:

صيغ الحوقلة، وبعض الأخطاء التي يجب التنبيه عليها:

لِلْحَوْقَلَةِ صِيَغٌ وَأَلْفَاظٌ وَرَدَتْ بِهَا السُّنَّةُ الصحيحة فمنها قول:

((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ))، ((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ))، ((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ))، ((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)).

 

• ومِن الأخطاء: أن بعض الناس يستعملها في الاسترجاع وعند المصائب.

 

فأغلب الناس إذا أصابته مصيبة، أو سمع عن مصيبة، لم يسترجع وإنما سارع إلى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا خطأ، وإنما المشروع في هذه الحال هو الاسترجاع.

 

قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله: "إنَّ هذهِ الكَلِمَةَ كَلِمَةُ اسْتِعَانَةٍ؛ لا كَلِمَةُ اسْتِرْجَاعٍ، وكَثيرٌ مِن النَّاسِ يَقُولُهَا عندَ الْمَصَائِبِ بِمَنْزِلَةِ الاسْتِرْجَاعِ، ويَقُولُهَا جَزَعًا لا صَبْرًا".

 

ومن الأخطاء أيضًا: اختصار بعض الناس لها:

فبعضهم يقول: لا حول الله، وهذا اختصارٌ مُخلٌّ، فينبغي لمن سمعه أن يُعلِّمه ويُرشده ليأتي بهذا الذكر بلفظه الشرعي تامًّا غير منقوص.

 

• وبعضهم يقول: لا حولَ لله، وهذا خطأٌ فادحٌ؛ لأن المعنى سيتغير إلى نفي الحول والقوة عن الله، فينبغي التنبيه والتصحيح.

 

نسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.

__________________________________________________________
الكاتب: رمضان صالح العجرمي

  • 3
  • 0
  • 1,069

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً